في زمن ما أطلقنا عليه وصف زمن الطيبين كان الكذاب يقول كذبته وهو يستحي ولغة الجسد عنده تفضحه، فإن هو نطق وكذب تجد عينه تزوغ ولا تواجه عينك، كان اللسان يتلعثم، يفرك يده، يقوم بحركة عصبية.. إلخ، وسرعان ما يعتذر ويبرر ويبدأ بسرد سلسلة الأعذار بعد أول محاولة ضغط.
وأعتقد أن أهم أسباب قصر حياة الكذبة وحبلها أن الكذاب كان دائماً محاطاً ببيئة عدائية فلا يجد له مناصراً أو صديقاً يعينه، وكونه وحيداً يطغى عليه الشعور بالخوف والانعزال، فيكذب وهو خائف وهو خجل وحين تضيق عليه الدائرة يعترف.
اليوم يكذب الكذاب وهو محاط ببيئة مساندة داعمة، بيئة إما يخلقها هو من مناصرين له قبل أن يطلق الكذبة تدعمه وتؤيده وتسنده بجوقة مدفوعة الثمن، وآخرين يمارسون الكذب مثله ولكثرتهم أصبح الكذاب لا يشعر بغربة أو انعزال، فيرتاح في أثناء الكذب ويتكلم بأريحية فلا لسان يتلعثم وعينه في عينك ولغته الجسدية طبيعية جداً بلا توتر، حتى جهاز كشف الكذب لم تعد له فاعلية الآن، ومن يجري الفحص يرتبك أكثر من المفحوص.
وقس على جرأة الكذاب جرأة المنافق وجرأة السارق وجرأة العديد ممن يرتكب الموبقات ويجاهر بها، صحيح كل ابن آدم خطاء ولكن المخطئ في زمن الوحشة والغربة والاستثناء كان يستحي من نفسه ويخجل من معصيته أما الآن فإنهم يعيشون عصرهم الذهبي.
وصلت الجرأة بالكذاب أنه يعرف أنك تعرف أنه كذاب ومع ذلك يصل الكذبة بالأخرى وحبله طويل أطول من مسار الماراثون، تلهث وأنت تسمعه وهو نفسه منتظم وعينه لا ترمش وتتلعثم أنت والفصاحة لا تفارقه، والله إنك لتستحي من نفسك وتشك في ظنك رغم أنك على يقين بكذبه وتملك الدليل، ولكن ثقته بنفسه تشعرك بالذنب!
وهب أنك تجرأت وتحليت بالشجاعة وجازفت بكشف كذبه وجاهرت بالأدلة التي بين يديك وواجهته بها، صدقني سرعة التملص غريبة وتدهشك، ما هي سوى ثوانٍ إلا وتجد نفسك (دودهوه من دودهك) ولغير الناطقين بالبحرينية هذه المقولة تعني أنك ستعيش حالة من الإرباك لا تعرف فيها من الذي تسبب بها، فهناك دائماً خطة بديلة جاهزة إما برمي الخطأ على غيره وإما بخلق قصة جديدة من فراغ وإما بالضحك وقلب الموضوع إلى مزحة، أفكارهم (الإبداعية) لا تنتهي، يفكرون فعلاً خارج الصندوق وينتهي الموقف ويتركونك في حالة من الصمت والاندهاش وتحدث نفسك وأنت تجر خيبة الأمل (معقولة؟) وتسأل وتجيب نفسك، وتلتفت وراءك فتسمع صدى القهقهات فالكذاب حوله جوقة المساندين وأنت وحدك في عزلة.
ولو سولت لك نفسك على رأي الجميلة سلوى بخيت وهي تحذر زوجها خلف من مجرد التفكير في الزواج مرة ثانية، لو فكرت مجرد التفكير بفضحه علناً وأمام الملأ والعالمين، فستخسر المعركة لأنه يلعب على ملعبه وصراخ جمهوره سيطغى على صوتك!
قديماً كان الوقح هو الذي يكذب دون أن يرف له جفن اليوم الوقح من يواجهه.. أخ يا زمن.
عزيزي القارئ التفت حولك وأتحفنا بقصصك مع هذه النماذج.
وأعتقد أن أهم أسباب قصر حياة الكذبة وحبلها أن الكذاب كان دائماً محاطاً ببيئة عدائية فلا يجد له مناصراً أو صديقاً يعينه، وكونه وحيداً يطغى عليه الشعور بالخوف والانعزال، فيكذب وهو خائف وهو خجل وحين تضيق عليه الدائرة يعترف.
اليوم يكذب الكذاب وهو محاط ببيئة مساندة داعمة، بيئة إما يخلقها هو من مناصرين له قبل أن يطلق الكذبة تدعمه وتؤيده وتسنده بجوقة مدفوعة الثمن، وآخرين يمارسون الكذب مثله ولكثرتهم أصبح الكذاب لا يشعر بغربة أو انعزال، فيرتاح في أثناء الكذب ويتكلم بأريحية فلا لسان يتلعثم وعينه في عينك ولغته الجسدية طبيعية جداً بلا توتر، حتى جهاز كشف الكذب لم تعد له فاعلية الآن، ومن يجري الفحص يرتبك أكثر من المفحوص.
وقس على جرأة الكذاب جرأة المنافق وجرأة السارق وجرأة العديد ممن يرتكب الموبقات ويجاهر بها، صحيح كل ابن آدم خطاء ولكن المخطئ في زمن الوحشة والغربة والاستثناء كان يستحي من نفسه ويخجل من معصيته أما الآن فإنهم يعيشون عصرهم الذهبي.
وصلت الجرأة بالكذاب أنه يعرف أنك تعرف أنه كذاب ومع ذلك يصل الكذبة بالأخرى وحبله طويل أطول من مسار الماراثون، تلهث وأنت تسمعه وهو نفسه منتظم وعينه لا ترمش وتتلعثم أنت والفصاحة لا تفارقه، والله إنك لتستحي من نفسك وتشك في ظنك رغم أنك على يقين بكذبه وتملك الدليل، ولكن ثقته بنفسه تشعرك بالذنب!
وهب أنك تجرأت وتحليت بالشجاعة وجازفت بكشف كذبه وجاهرت بالأدلة التي بين يديك وواجهته بها، صدقني سرعة التملص غريبة وتدهشك، ما هي سوى ثوانٍ إلا وتجد نفسك (دودهوه من دودهك) ولغير الناطقين بالبحرينية هذه المقولة تعني أنك ستعيش حالة من الإرباك لا تعرف فيها من الذي تسبب بها، فهناك دائماً خطة بديلة جاهزة إما برمي الخطأ على غيره وإما بخلق قصة جديدة من فراغ وإما بالضحك وقلب الموضوع إلى مزحة، أفكارهم (الإبداعية) لا تنتهي، يفكرون فعلاً خارج الصندوق وينتهي الموقف ويتركونك في حالة من الصمت والاندهاش وتحدث نفسك وأنت تجر خيبة الأمل (معقولة؟) وتسأل وتجيب نفسك، وتلتفت وراءك فتسمع صدى القهقهات فالكذاب حوله جوقة المساندين وأنت وحدك في عزلة.
ولو سولت لك نفسك على رأي الجميلة سلوى بخيت وهي تحذر زوجها خلف من مجرد التفكير في الزواج مرة ثانية، لو فكرت مجرد التفكير بفضحه علناً وأمام الملأ والعالمين، فستخسر المعركة لأنه يلعب على ملعبه وصراخ جمهوره سيطغى على صوتك!
قديماً كان الوقح هو الذي يكذب دون أن يرف له جفن اليوم الوقح من يواجهه.. أخ يا زمن.
عزيزي القارئ التفت حولك وأتحفنا بقصصك مع هذه النماذج.