حديث المواطن البحريني قاسم فاضل عبدالله والد التوأم زهراء وفاطمة رحمهما الله، المنشور يوم أمس في «الوطن» حديث يقطع القلب، والصورة التي تبين قاسم وهو ينظر بأسى وألم لقبر ابنتيه -جعلهما الله من عصافير الجنة- لهي صورة تجعل الدم يفور في العروق، إذ كيف يحصل هذا؟! كيف نقبل بهذا المستوى من عدم الاهتمام؟! كيف ستحس أياً كنت لو كانت هاتان الرضيعتان ابنتيك؟!
لا عذر سيقبل، ولا تبرير سيقنع، ولا أي شيء بإمكانه إعادة الحياة لهاتين الصغيرتين، بل المصيبة والكارثة أنهما مازالتا تتنفسان حينما فتحت الأكياس لغسيلهما تمهيداً لدفنهما باعتبارهما فارقتا الحياة قبل يوم!
أي حالة مر فيها والدهما وهو يرى النفس يخرج من الرضيعتين المفترض أنهما سلمتا له باعتبارهما رحلتا ولم يتم النجاح في إنقاذ حياتهما؟! لم يموتا، لم يرحلا، بل كانتا على قيد الحياة، وكان يفترض أن تسخر كل الجهود والمساعي والمحاولات لرعايتهما وإنقاذ حياتهما لو كانتا في خطر!
هل ما نراه في المسلسلات والأفلام التي تبرز جهود الأطباء، والمعجزات التي يحققها الطب بإذن الله، هل هي خيالات ومبالغات، وأعني هنا المحاولات المستميتة والجهود الجبارة التي تبذل بكل الوسائل من أي طبيب أو أي ممرض لإنقاذ المريض؟!
ومسألة أخرى هنا تبعث على الغضب والانزعاج، إذ كيف يقال لأم للتو ولدت بأن ابنتيها لن تعيشا؟! كيف يتم التسليم بالأمر هكذا بسهولة؟! كيف يتم قطع الأمل من جذوره ولو بنسبة 1٪؟! والدهما قال بعظمة لسانه: «لو أبلغني المستشفى أن حالتهما تحتاج إلى وضعهما بحضانة لكنت دفعت كل ما أملك وبعت كل ما لدي من أجل أن تحييا»، وقال وهو يبكي: «لو تم توفير الرعاية اللازمة لهما ووضعهما في الحضانة لكانتا حيتين الآن، لكن قدر الله وما شاء فعل».
لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا به، حسب كلام الأب المكلوم قاسم فإن زوجته ترجتهم ليضعوا الرضيعتين في الحضانة كونهما مواليد خدج، فكان الرد بالرفض لأنهما لن يعيشا ونموهما لم يكتمل؟! يا الله، كيف يحصل هذا؟! وكيف يقال هذا الكلام؟! أو ليس الطبيب أو الممرض هو آخر شخص يمكن أن يقول هذا الكلام حتى لو كان يتوقع بنسبة عالية النتيجة النهائية؟! أو ليس هو الذي يجب أن يزرع الأمل ويتعاطى مع طلبات المريض ويسهل الأمور عليه؟! بل كيف حينما أخبروا الأم بوفاتهما لم يمنحوها حتى فرصة إلقاء «نظرة الوداع» عليهما؟! ليتهم فعلوا ذلك لربما كتب لهما الحياة، بدل أن يكتشف والدهما أنهما تتنفسان بعد يوم، ومتى؟! حينما فتح الكيس الذي وضعوهما فيه تمهيداً لدفنهما!!
أتخيل مشاعر الأب، أتخيل انهيار أعصاب الأم، أضع المشهد كله وأتخيله يحصل لي أو لأي شخص منكم لا قدر الله، ماذا ستكون ردة الفعل؟! كيف سيكون حجم الغضب؟! روحان بريئتان ضاعتا بسبب استهتار ولا مبالاة ولن تهضم جملة «أخطاء طبية» أبداً، وضعتوهما في الحاضنة، تمسكتم بالأمل، منحتم أمهم نظرة كانت ستغير مصيرهما، لكن ما حصل حرام حرام حرام.
لا تعويض ولا أي إجراء قد يعوض قاسم وزوجته فقد فلذتي كبدهما، ولا شيء سيعيدهما للحياة، رزقهما الله الصبر والسلوان، وجعل زهراء وفاطمة شفيعتين لهما يوم القيامة، وحمى الناس من هكذا تجارب ومن هكذا تعامل «يستهتر بالأرواح».
لا عذر سيقبل، ولا تبرير سيقنع، ولا أي شيء بإمكانه إعادة الحياة لهاتين الصغيرتين، بل المصيبة والكارثة أنهما مازالتا تتنفسان حينما فتحت الأكياس لغسيلهما تمهيداً لدفنهما باعتبارهما فارقتا الحياة قبل يوم!
أي حالة مر فيها والدهما وهو يرى النفس يخرج من الرضيعتين المفترض أنهما سلمتا له باعتبارهما رحلتا ولم يتم النجاح في إنقاذ حياتهما؟! لم يموتا، لم يرحلا، بل كانتا على قيد الحياة، وكان يفترض أن تسخر كل الجهود والمساعي والمحاولات لرعايتهما وإنقاذ حياتهما لو كانتا في خطر!
هل ما نراه في المسلسلات والأفلام التي تبرز جهود الأطباء، والمعجزات التي يحققها الطب بإذن الله، هل هي خيالات ومبالغات، وأعني هنا المحاولات المستميتة والجهود الجبارة التي تبذل بكل الوسائل من أي طبيب أو أي ممرض لإنقاذ المريض؟!
ومسألة أخرى هنا تبعث على الغضب والانزعاج، إذ كيف يقال لأم للتو ولدت بأن ابنتيها لن تعيشا؟! كيف يتم التسليم بالأمر هكذا بسهولة؟! كيف يتم قطع الأمل من جذوره ولو بنسبة 1٪؟! والدهما قال بعظمة لسانه: «لو أبلغني المستشفى أن حالتهما تحتاج إلى وضعهما بحضانة لكنت دفعت كل ما أملك وبعت كل ما لدي من أجل أن تحييا»، وقال وهو يبكي: «لو تم توفير الرعاية اللازمة لهما ووضعهما في الحضانة لكانتا حيتين الآن، لكن قدر الله وما شاء فعل».
لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا به، حسب كلام الأب المكلوم قاسم فإن زوجته ترجتهم ليضعوا الرضيعتين في الحضانة كونهما مواليد خدج، فكان الرد بالرفض لأنهما لن يعيشا ونموهما لم يكتمل؟! يا الله، كيف يحصل هذا؟! وكيف يقال هذا الكلام؟! أو ليس الطبيب أو الممرض هو آخر شخص يمكن أن يقول هذا الكلام حتى لو كان يتوقع بنسبة عالية النتيجة النهائية؟! أو ليس هو الذي يجب أن يزرع الأمل ويتعاطى مع طلبات المريض ويسهل الأمور عليه؟! بل كيف حينما أخبروا الأم بوفاتهما لم يمنحوها حتى فرصة إلقاء «نظرة الوداع» عليهما؟! ليتهم فعلوا ذلك لربما كتب لهما الحياة، بدل أن يكتشف والدهما أنهما تتنفسان بعد يوم، ومتى؟! حينما فتح الكيس الذي وضعوهما فيه تمهيداً لدفنهما!!
أتخيل مشاعر الأب، أتخيل انهيار أعصاب الأم، أضع المشهد كله وأتخيله يحصل لي أو لأي شخص منكم لا قدر الله، ماذا ستكون ردة الفعل؟! كيف سيكون حجم الغضب؟! روحان بريئتان ضاعتا بسبب استهتار ولا مبالاة ولن تهضم جملة «أخطاء طبية» أبداً، وضعتوهما في الحاضنة، تمسكتم بالأمل، منحتم أمهم نظرة كانت ستغير مصيرهما، لكن ما حصل حرام حرام حرام.
لا تعويض ولا أي إجراء قد يعوض قاسم وزوجته فقد فلذتي كبدهما، ولا شيء سيعيدهما للحياة، رزقهما الله الصبر والسلوان، وجعل زهراء وفاطمة شفيعتين لهما يوم القيامة، وحمى الناس من هكذا تجارب ومن هكذا تعامل «يستهتر بالأرواح».