مدير في الجزيرة يكلم طالب وظيفة معد ومذيع في القناة

: شهاداتك الأكاديمية خبراتك السابقة لا تهم

: ما المهم إذاً؟

: مهارات محددة إن توفرت عندك ممكن أن ننظر في طلبك

: أعرفها وموجودة عندي.

: ما هذه الثقة؟ المهارات لا علاقة لها بإجادتك اللغة العربية ولا علاقة لها بقدرتك على مواجهة الكاميرا ولا علاقة لها بحسن المظهر أو مخارج الحروف الواضحه أو الثقافة الواسعة أو أو مما اعتادت القنوات التلفزيونية طلبه من متقدمي الوظائف، المهارات المطلوبة هي..

: أعرفها صدقني يا سيدي لقد تابعت قناتكم وأعرف ما تطلبون وموجود عندي

: طيب (هات لنشوف شو عندك)

: انعدام ضمير أولاً فلا تأنيب ولا إمكانية أن يصحو لأنه منعدم أصلاً، فلا عتاب للنفس على أمانة الكلمة ولا تردد أمام نتائج ما أقول ولا اهتزاز بالموقف حتى وإن ترتب على ما أقول وقوع ضحايا أو خسائر.

ثانياً بعد انعدام الضمير انعدام الإحساس.

ثالثاً القدرة على (الكذب) وعيني مفتوحة عفواً أقصد على قول المطلوب ولا يهم تمريره على المنطق أو العقل.

رابعاً القدرة على القول وعكسه تماماً ولا تهم المرحلة الانتقالية، والانتقال من اليمين إلى اليسار في ذات اليوم نشرة الصباح قد تأتي نشرة المساء لتنسفها لا يهم دون أن يرف لي جفن أو أرتبك، إن شنت القناة حملة على أحد وشاركت فيها عادي جداً غداً أمدحه بكل حواسي ومشاعري.

خامساً الالتزام بالقيام بأي مهام أخرى علاقات عامة تنظيم حفلات ترفيه إلخ حتى لو لم تكن لها علاقة بالوظيفة دون تحرج.

سادساً لا شأن لي بما يحدث داخل قطر فلا تفلسف إعلامي أو غيره فما يحدث في قطر أنا لا أره لا أسمعه لا أفهمه حتى، فلماذا التدخل في ما لا يعنيني.

سابعاً...

: لا داعي لسابعاً ولا ثامناً يبدو أنك حفظت ما هو مطلوب إنما دعني أسألك بعض الأسئلة

: تفضل

: كيف سترد إن قيل لك أنت مسؤول عن موت آلاف البشر نتيجة ما تنشره وتعرضه في قناتك؟

: بسيطة.. تلك حياتهم وهذه أقدارهم ولست مسؤولاً عن خياراتهم.

: ممتاز، بماذا ترد على حججهم، وإن حصل وسقط قولك أمام الحجة والمنطق ووجد خصمك دليل على تفنيد قولك؟

: أيضاً بسيطة فلا يهمنا ما يقوله الآخرون المهم أن نستمر بذات الإصرار ونكرر حتى يشك المنطق أمامنا وتتردد الحجة.

: ما تقوله يحرض على العنف والقتل ويزور الحقائق ويستغل العواطف

: الجمهور عاوز كده

: ماذا عن التنوير والوعي والعقلانية؟

: هؤلاء يبحثون لهم عن قناة أخرى، نحن لنا جمهورنا جمهور عاشق للعنف والفوضى ولا يهمه التناقض ومن أراد مخاطبة جمهورنا الوفي فسيأتي لمنصتنا حيث سيجدهم معنا لا مع غيرنا، وقد تم تعيينك فأنت جاهز ومستعد على عكس زملائك الكثير منهم أخذ وقتاً حتى تم تدريبه.