أي نوع من التغيير في أي مجال يتطلب أولاً تغييراً في الثقافة وتغييراً في الرؤية بشأن الأمور الإجرائية، بحيث ترتبط النظرة والرؤية بالرغبة في التطوير نحو الأفضل.

إحداث أي نوع من التغيير الإيجابي اليوم في أداء قطاعات الدولة بما ينعكس على مخرجاتها ويعود بالنفع على المواطن بدرجة أولى يتطلب إحداث هذا التغيير المطلوب في ثقافة عمل المؤسسات، ابتداءً من إحداث التغيير بشأن دور القطاع وصولا إلى تغيير ثقافة المسئولين والموظفين بشأن رسالتهم وطريقة أدائهم.

التميز عنصر هام في تغيير ثقافة أداء المؤسسات، وعملية التغيير قد تأخذ وقتاً طويلاً جداً، لكن وتيرتها ستتسارع بالتأكيد حينما تكون مقرونة بتغيير ثقافة البشر وحينما يقتنعون بأن هذا التغيير هو الأساس في كل شيء خاصة إن كان يسعى لصناعة التميز.

التميز في الأداء يستوجب «تحريك العقول البشرية» التي تعودنا على جمودها في دولنا العربية، بالتالي المقوم الإيجابي هنا هو تشجيع موظفي الدولة على التقدم بمشاريع متميزة مبتكرة تؤدي إلى الإبداع في الأداء الحكومي وتطوير طريقة عمل الحكومة.

حينما ننفض الغبار عن عقولنا فإن الأفكار ستخرج بالتأكيد، وحينما نوجد بيئة محفزة تشجع الموظف على الإبداع والابتكار فإن كثيرا من الحلول والمشاريع والأفكار الإيجابية ستخرج وستأخذ طريقها للتطبيق على أرض الواقع.

أي جهود تبذلها القطاعات بهدف تغيير ثقافة الموظف والاستفادة من تطوير قدراته ومهاراته وحثه على التفكير الإبداعي بما ينعكس إيجاباً على أداء قطاعه، هي أبلغ تأكيد على ما نردده دائماً بأن أهم ثروات هذه البلد تتمثل بمواطنها المخلص في ولائه المجتهد في عمله، بالتالي تشكر هذه القطاعات وإداراتها على مساعيها في عملية «نفض الغبار عن العقول».

هذه الجهود التي تحرص على الارتقاء بمنظومة العمل الحكومي انطلاقاً من عناصرها تشكل حجر الزاوية في أي عمل ونعني الموظفين والعاملين، وهي ما تحتاجه البحرين لأجل التحديث المستمر لمواكبة الدول المتقدمة في ثقافة التغيير وتحسين الأداء.