هل تغير ساكن «البيت الأبيض» كل أربع أو ثماني سنوات «والأخيرة في حالة الفوز بولاية ثانية» والتأرجح في سدة الرئاسة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يعني أن السياسات الأمريكية بالأخص الخارجية هي عرضة لتغير دائم وليست ثابتة إطلاقاً؟!
لربما يكون الجزم بذلك هي السمة الغالبة في شأن ملفات «متحركة» تتشكل القرارات بشأنها حسب توجه أي من الحزبين، كمثال ذلك ملف الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني، فبعدما أبرم باراك أوباما الرئيس الأسبق من الحزب الديمقراطي الصفقة، وأعاد مليارات مجمدة للنظام الإيراني، قام الرئيس الحالي «حتى مطلع العام القادم» الجمهوري دونالد ترامب بإلغاء أو تجميد الاتفاق وفرض مزيد من العقوبات على إيران، ليعود الرئيس القادم الذي سيتولى مطلع 2021 جو بادين من الحزب الديمقراطي لإحياء الاتفاق عبر تصريحه أنه سيستأنفه وفق شروط معينة. بعض السياسات ستتغير، وبعضها سيظل ثابتاً يتم التأسيس عليه أو تطويره أو تعديله، بحسب ما يراه الحزب أو تأثير الأغلبية في مجلس الشيوخ، وكل هذه العوامل ترسم ملامح السياسة الأمريكية لأربع أو ثماني سنوات وربما أكثر لو استمرت سيطرة نفس الحزب على البيت الأبيض في نتائج الانتخابات الرئاسية.
عموماً، هذه المتغيرات في السياسات الخارجية الأمريكية تقابلها إما «ثوابت» أو «متغيرات» بالنسبة إلى الدول الأخرى، والقوى الإقليمية، خاصة في ملفات مشتركة أو قضايا هامة. لذلك كان مهماً جداً استيعاب ما غرد به الأمير بندر بن سلطان سفير المملكة العربية السعودية الشقيقة السابق في واشنطن، وهي تغريدة سابقة أعاد المغردون نشرها بعد إعلان فوز بايدن، إذ قال فيها الأمير بندر التالي: «كل رئيس أمريكي جاء من وقت روزفلت إلى اليوم تعامل مع السعودية باحترام وبصداقة، ولكن كل مرشح قال كلاماً أثناء الترشيح يعتبر ويمكن أنه يؤخذ على أنه ضد المملكة، بعد الانتخابات ثبت لهم أن المملكة دولة ثابتة صديقة صدوقة».
وهذا تشخيص لواقع له إثباتاته وشواهده، إذ أغلب المرشحين للرئاسة تعمدوا المساس بدول تمثل قوة إقليمية في منطقتها، والهدف لا يخرج عن دغدغة مشاعر الناخبين واستثارتهم، ولكن بعد الوصول للبيت الأبيض يتغير الخطاب الانتخابي، ويتحول إلى أفعال رئاسية تبحث عن المصلحة والاستفادة، وهذا السيناريو هو الذي يتكرر دائماً من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع السعودية بالذات.
ولذلك نكرر القول بأن اتجاه السياسات الأمريكية بشأن منطقتنا ودولنا تحدده طرائق تعاملنا وسياساتنا وقوتها، وهو الأمر الذي أثبتته السعودية عمقنا الاستراتيجي والقوة الإقليمية الأكبر في منطقتنا، بحيث بات كل شخص يضع السعودية أمام عينه إما حليفاً قوياً أو خصماً يسعى ويحاول تقويض قوته، والخيار الأخير دائماً لم يكن موفقاً، لأن الشقيقة السعودية دائماً أكبر بصلابتها وثباتها بعد توفيق الله سبحانه وتعالى. لذلك فإن المتغيرات خلال السنوات الأربع القادمة ستفرض على الإدارة الجديدة للبيت الأبيض أن تبرمج طرائقها واستراتيجياتها وأساليبها بناء على مساعي مد جسور تعاون قائمة على الشفافية والصداقة الحقيقية المبنية على الوضوح، لأن خلاف ذلك سيؤدي لسيناريوهات مشابهة لما حصل مع هيلاري كلينتون وإغلاق الهاتف في وجهها حينما ظنت أن بإمكانها إصدار الأوامر للسعودية، ومن هول صدمتها وثقت في كتابها كيف وضعتها السعودية في حجمها الطبيعي. دولنا دائماً تتعامل بنزاهة وصدق وشفافية وبشهامة الفرسان، تبقى الكرة في ملعب الفريق الآخر.
{{ article.visit_count }}
لربما يكون الجزم بذلك هي السمة الغالبة في شأن ملفات «متحركة» تتشكل القرارات بشأنها حسب توجه أي من الحزبين، كمثال ذلك ملف الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني، فبعدما أبرم باراك أوباما الرئيس الأسبق من الحزب الديمقراطي الصفقة، وأعاد مليارات مجمدة للنظام الإيراني، قام الرئيس الحالي «حتى مطلع العام القادم» الجمهوري دونالد ترامب بإلغاء أو تجميد الاتفاق وفرض مزيد من العقوبات على إيران، ليعود الرئيس القادم الذي سيتولى مطلع 2021 جو بادين من الحزب الديمقراطي لإحياء الاتفاق عبر تصريحه أنه سيستأنفه وفق شروط معينة. بعض السياسات ستتغير، وبعضها سيظل ثابتاً يتم التأسيس عليه أو تطويره أو تعديله، بحسب ما يراه الحزب أو تأثير الأغلبية في مجلس الشيوخ، وكل هذه العوامل ترسم ملامح السياسة الأمريكية لأربع أو ثماني سنوات وربما أكثر لو استمرت سيطرة نفس الحزب على البيت الأبيض في نتائج الانتخابات الرئاسية.
عموماً، هذه المتغيرات في السياسات الخارجية الأمريكية تقابلها إما «ثوابت» أو «متغيرات» بالنسبة إلى الدول الأخرى، والقوى الإقليمية، خاصة في ملفات مشتركة أو قضايا هامة. لذلك كان مهماً جداً استيعاب ما غرد به الأمير بندر بن سلطان سفير المملكة العربية السعودية الشقيقة السابق في واشنطن، وهي تغريدة سابقة أعاد المغردون نشرها بعد إعلان فوز بايدن، إذ قال فيها الأمير بندر التالي: «كل رئيس أمريكي جاء من وقت روزفلت إلى اليوم تعامل مع السعودية باحترام وبصداقة، ولكن كل مرشح قال كلاماً أثناء الترشيح يعتبر ويمكن أنه يؤخذ على أنه ضد المملكة، بعد الانتخابات ثبت لهم أن المملكة دولة ثابتة صديقة صدوقة».
وهذا تشخيص لواقع له إثباتاته وشواهده، إذ أغلب المرشحين للرئاسة تعمدوا المساس بدول تمثل قوة إقليمية في منطقتها، والهدف لا يخرج عن دغدغة مشاعر الناخبين واستثارتهم، ولكن بعد الوصول للبيت الأبيض يتغير الخطاب الانتخابي، ويتحول إلى أفعال رئاسية تبحث عن المصلحة والاستفادة، وهذا السيناريو هو الذي يتكرر دائماً من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع السعودية بالذات.
ولذلك نكرر القول بأن اتجاه السياسات الأمريكية بشأن منطقتنا ودولنا تحدده طرائق تعاملنا وسياساتنا وقوتها، وهو الأمر الذي أثبتته السعودية عمقنا الاستراتيجي والقوة الإقليمية الأكبر في منطقتنا، بحيث بات كل شخص يضع السعودية أمام عينه إما حليفاً قوياً أو خصماً يسعى ويحاول تقويض قوته، والخيار الأخير دائماً لم يكن موفقاً، لأن الشقيقة السعودية دائماً أكبر بصلابتها وثباتها بعد توفيق الله سبحانه وتعالى. لذلك فإن المتغيرات خلال السنوات الأربع القادمة ستفرض على الإدارة الجديدة للبيت الأبيض أن تبرمج طرائقها واستراتيجياتها وأساليبها بناء على مساعي مد جسور تعاون قائمة على الشفافية والصداقة الحقيقية المبنية على الوضوح، لأن خلاف ذلك سيؤدي لسيناريوهات مشابهة لما حصل مع هيلاري كلينتون وإغلاق الهاتف في وجهها حينما ظنت أن بإمكانها إصدار الأوامر للسعودية، ومن هول صدمتها وثقت في كتابها كيف وضعتها السعودية في حجمها الطبيعي. دولنا دائماً تتعامل بنزاهة وصدق وشفافية وبشهامة الفرسان، تبقى الكرة في ملعب الفريق الآخر.