كل التعازي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين المفدى وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وسمو الشيخ علي بن خليفة وجميع آل خليفة وشعب البحرين الوفي، والوطن العربي أجمع على فقيدنا الغالي، الذي رحل عن دنيانا بجسده ولكن ستبقى أعماله وسيرته خالدة بيننا، وسيكتب التاريخ عن مآثر الفقيد، فما بين مواقفه وحكمته عظات ستبقى للجميع لنستلهم منها المستقبل، فقد ساعدتنا في بناء إنجازات المملكة المشرقة، وتجاوز الصعاب التي مرت علينا بين الفينة والأخرى.

لقد بكت البحرين فقيدها الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي ساهم مع أخيه الأمير عيسى بن سلمان طيب الله ثراهما في بناء البحرين الحديثة، وكما كان العضد للأخ فكان السند لابن الأخ، لقد كرس حياته من أجل البحرين لكي تكون منارة الخليج الساطعة، فاهتم بجميع الجوانب التي تساهم في رفعة شأنها، وتسيير أمورها.

لقد قضى قرابة خمسين عاماً رئيساً لوزراء البحرين، ومن قبلها سنون في إدارة شئونها، موجهاً دفتها نحو الرخاء، وكان كل همه الحفاظ على لؤلوة الخليج براقة وآمنة من أن يحاول أي مارق سرقتها، أو أن يؤلم أياً من أهلها.

لقد كان نعم العون والأب لكل أهل البحرين، فعندما تسأل عنه أياً من أهلها ستجد له ذكرى جميلة معه، لقد ملأت الأحزان أرجاء المملكة حزناً على الفقيد، ولقد حزن الوطن العربي أجمع وانطلقت الألسنة بالتعبير عن أحزانهم عبر الفضاء الإلكتروني، فكانت عبارات التعازي والمواساة من المحيط إلى الخليج تنعى الأمير.

إن الفاجعة كبيرة على الوطن، فقد كان لحكمته الأثر البالغ في تخطي العديد من العثرات التي مرت على البحرين على مدار السنين، إنه رجل الدولة الذي وقف إلى جانب مليكه ليقوما بحماية البحرين، والسهر على رفعتها وعلو شأنها، حتى تكون رايتها عالية خفاقة بين الأمم.

إن لنا في سيرته عبرة وقدوة ومثالاً سنراه في كل مكان وربع في الوطن العربي، ولن نستطيع نسيان مآثره مهما مرت السنوات وتعاقبت علينا، فكل موقف سيتكرر علينا سنتذكر تصرفاته ونقتدي به، مترحمين على رحيله.