تتسارع الشركات العالمية لطرح لقاح للتطعيم ضد فيروس «كورونا» وقد طالعتنا شركة فايزر أمريكية - ألمانية ببشرى خير هي توقعها طرح اللقاح الخاص بها نهاية ديسمبر بعد النتائج المبشرة بأن فاعليته وصلت إلى 94٪ وتعتبر نسبة نجاح مبهرة في ظل أن نسبة فاعلية تطعيم الإنفلونزا الموسمية تتراوح بين 19 إلى 60٪، فالوصول إلى هذا الاكتشاف يعتبر طفرة علمية للجنس البشري.

فالنتائج الإيجابية للشركات العالمية في أمريكا وأوروبا والصين أحيت الأمل في النفوس، وقد كان للبحرين دور في المساهمة مع شقيقتها الإمارات في التجارب السريرية لإثبات فاعلية اللقاح، إن النهج التي تتبناه البحرين بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله ورعاه، لجعل حياة أهل البحرين أفضل، جعلها تضطلع بمسؤوليتها في المشاركة في التجارب السريرية، وتوجيهات اللجنة التنسيقية لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ومتابعته الحثيثة لكل المستجدات المتعلقة بكيفية القضاء والحد من هذا الوباء، أثبت أن البحرين في أيد أمينة وقيادة رشيدة تعي أهمية الإنسان البحريني وأهمية الحفاظ على مكتسباته من خلال العديد من الإجراءات لكل ما يجعل حياته أفضل.

إن الفريق الوطني الطبي المكلف بالتصدي لفيروس «كورونا» بقيادة الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة، له كل التقدير والشكر هو وجميع العاملين في مجال الخدمات الصحية، ورجال الجيش الأبيض والمتطوعون الذين سطروا آيات من نور في سجل البحرين العظيم من خلال مجابهة الفيروس في جميع أرجاء المملكة وانخفاض حالات الإصابة إلى أرقام دون المائتين مما يعد نجاحاً نتمنى أن يتماشى معه وعي الجميع لكي نحافظ على هذه المكتسبات في ظل حرص القيادة على اتخاذ الخطوات الاستباقية اللازمة لخروج المملكة وأهلها سالمين من هذا الوباء اللعين.

إن الوعي الذي تتمتع به المملكة جعلها على تواصل مع جميع الشركات والمؤسسات التي كرست جهودها لإيجاد لقاح فعال للفيروس، فلم يقتصر التواصل مع دولة واحدة أو شركة بعينها، بل كان التواصل مع الجميع، وقد تم حجز مليون لقاح بالفعل لكي تكون البحرين من أولى الدول التي ستحصل على اللقاح، لكي نستطيع أن نتعايش مع الحياة بشكل طبيعي كما عهدناه سابقاً.

إن الإجراءات التي اتبعتها البحرين تثبت أنها في مصاف الدول الكبرى، بل وتتفوق عليها في مجالات الرعاية كافة، وهذا بشهادة المؤسسات العالمية بالأمم المتحدة التي أشادت وتشيد بالإجراءات التي تسلكها البحرين من أجل تحقيق الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين بكل السبل الممكنة، وسط ظروف عالمية صعبة، ولكن دفة الوطن في أيد حكيمة تعرف كيف تسير الأمور للأفضل تحت أي ظروف.