أبداً لم تكن طموحاته الوصول لـ«أرض الميعاد»، بل كانت أعماله ومساعيه هدفها صناعة «أرض خراب» في العالم وبالأخص دولنا الخليجية.الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما نشر في كتابه أموراً تتعلق بما حصل في منطقتنا خلال عام 2011، وكيف حاولت الإدارة الأمريكية الكيد لدول معينة من ضمنها البحرين عبر دعمها لجماعات متطرفة راديكالية موالية لإيران ولتنظيمات سياسية أخرى، مع معرفتهم التامة بما تمثله هذه التنظيمات وبمطامع إيران الصريحة.أوباما نشره الكتاب في توقيت «محسوب» تماماً، وكأنه يوجه رسائل مباشرة لجو بايدن في سعي ليعتمد الأخير استراتيجيته السابقة بالأخص الادعاء بصداقة دول الخليج على رأسها السعودية عمقنا الاستراتيجي، وفي الخفاء تستمر المؤامرات والمخططات والدسائس لإعادة إحياء «فلول الخريف العربي» ممن فشلوا في مخططاتهم.الإيجابي فيما نشره أوباما هو اعترافه الصريح بما حصل معه ومع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي بشأن الحديث عن النية الأمريكية السيئة يومها آنذاك تجاه البحرين وأيضاً استهداف السعودية، ووصفه لمحمد بن زايد بالقائد الذكي وأن ما قاله له لم يكن تعليقاً على سياسات أوباما «تحذيراً» له بأن الخليج لن يسكت، وهذا ما حصل.أوباما والديمقراطيون لا يمكن أن يكونوا «شريكاً موثوقاً» كما وصفهم الشيخ محمد بن زايد، وهي أمور يثبتها كتاب أوباما الذي سيكون «منتشياً» لو اتبع جو بايدن ما كتبه وما يقوله له كسياسات مقترحة، وغير مستبعد أن يضعه بايدن مستشاراً له، لكن ما كشفه أوباما بشأن سياساته السابقة ومناوراته تتوافق مع مضامين كتاب هيلاري كلينتون الذي فيه اعترفت بالدور الخبيث الذي لعبوه في أحداث منطقتنا، وكيف أغلق الأمير سعود الفيصل رحمه الله الهاتف في وجهها حينما تجاسرت وحذرته من دخول قوات درع الجزيرة للبحرين.بالنسبة للعلاقات الأمريكية مع السعودية والإمارات والبحرين كانت إدارة أوباما من أسوأ الإدارات، عرفنا كيف تعاملت معنا بخبث، وعرفنا كيف نتعامل معها بقوة، فبقيت دولنا في مكانها وتحول هيلاري وأوباما لمؤلفي كتب، يستميتون اليوم لتحويل جو بايدن إلى نسخة أخرى سيئة مثلهم.الفيصل في المعادلة ليس إطلاقاً ما تريده الإدارة الأمريكية عبر مساعٍ ملتوية وغير نزيهة، الفيصل هو ما تقرره دولنا وما تتخذه من مواقف وسياسات تجاه من يتعامل معها بنزاهة وصدق وبين من يتعامل معها بخبث.ليت الرئيس القادم جو بايدن يقرأ كتاب أوباما بعمق، ليعرف ما وقع فيه من أخطاء كارثية ويتجنبها، ليكون أقلها رئيساً أفضل منه، وليحسن صورة «الحزب الديمقراطي» الذي تحول بسياساته إلى «حزب يدعم إرهابيين وإنقلابيين» وحزب يبيع علاقاته التاريخية مع الدول القوية برخص تفكير ساكن البيت الأبيض منهم.