الادعاء أخطر من النفاق نفسه، فالمنافق يحاول أن يغير أمامك الحقائق، يتملقك، يجاملك إلى أقصى درجة، وفي غيابك يشرحك ويغتابك ويتكلم فيك، وعند «انقلاب» موازين القوى ينقلب عليك ويخونك.
ورغم خطورة هؤلاء، بدرجة أن البعض قد يستغرب «تهوين» أثرهم عن «المدعين»، إلا أن التفسير ينحصر في كون التعامل مع المنافق غالباً ما يكون فورياً حين يكتشف نفاقه، لكن المشكلة مع «المدعين» أنهم وصلوا إلى مرحلة متطورة معها يمكنها أن «يدوموا» مدداً طويلة في مواقعهم ويكون لهم تأثير على الآخرين، وهذه النقطة يندر وجودها في المنافق كونه يعمل لنفسه ويصعب أن يكون جماعات وأتباعاً.
«الادعاء» ببساطة شديدة هو أن تدعي شيئاً ليس لديك، أن تصور نفسك على هيئة هي ليست حقيقتك، أن تتحدث أمام الناس بشعارات وتقنعهم بها وأنت نفسك غير مقتنع بها بل «تدعي» الاقتناع بها، أن تقدم نفسك بأنك الخبير الحصيف الدقيق المؤهل الكفء الجاد في عمله وممارساته، لكن الحقيقة تقول خلاف ذلك.
في كل قطاع لديكم تجدون هذه النوعية من «المدعين»، في مواقع العمل، سواء أكانوا رؤساء أم مرؤوسين، في القطاعات الإعلامية حتى، في الرياضة، في الجمعيات باختلافها، حتى في المساجد، وللأسف بعض «مدعي التدين» تجدونها لديهم.
هنا تكون كارثة المجتمعات وتبدأ معاناة البشر، حينما تغرق الدول في بحر من الشعارات من جهة، وفي جانب آخر يكثر فيها «المدعون» الذين يقودون قطاعات فيها للهاوية؛ لأنهم ليسوا أهلاً لها، لكنهم «يدعون» أنهم أفضل من يحمل مسؤوليتها.
«لا تنه عن خلق وتأتي مثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم»، بيت الشعر هذا لأبي الأسود الدؤلي أو المتوكل الليثي بحسب اختلاف الروايات، هذا البيت كلنا يعرفه، ويفترض أن نعرف دلالته، إذ هو يشرح ببساطة فداحة «الادعاء»، بمعنى أنه من الجرم بل العار أن تنه الناس عن شيء ثم تأتيه أنت، متناسياً ما نهيتهم عنه.
وبنفس القياس يمكن تطبيق ذلك على كثير من الممارسات، بحيث يمكنك معرفة من «يدعي» الشيء ومن هو «الصادق» فيه لأنه مؤمن به أصلاً، من يمارس الإدارة بشكلها الصحيح في قطاعه؛ لأنه مؤمن بالإدارة الصحيحة، ومن يمارسها بـ «الكلام فقط» لأن إدارته فيها من التجاوزات والأخطاء ما يحولها لكارثة. من يدعي محاربة الفساد ويتغنى بذلك في حين أن شبهات الفساد تحيط به. من يعاهد ويقسم أمام قيادة البلاد أن يكون أميناً في عمله صادقاً مجتهداً ليخدم الوطن، في المقابل ينسى الوطن وأهل الوطن ويخدم نفسه فقط.
نحن نعيش أوضاعاً «جادة» فيها قضايا وتطورات «جادة»، ومثل هذه الأوقات يحتاج أناساً «جادين»، وأسوأ ما يمكن أن يضر بالبلد وجود أشخاص «مدعين»، هم من يزيدون الطين بلة وهم من يقودون العجلة للوراء، وهم من يزرعون الهم والإحباط واليأس في قلوب الناس.
{{ article.visit_count }}
ورغم خطورة هؤلاء، بدرجة أن البعض قد يستغرب «تهوين» أثرهم عن «المدعين»، إلا أن التفسير ينحصر في كون التعامل مع المنافق غالباً ما يكون فورياً حين يكتشف نفاقه، لكن المشكلة مع «المدعين» أنهم وصلوا إلى مرحلة متطورة معها يمكنها أن «يدوموا» مدداً طويلة في مواقعهم ويكون لهم تأثير على الآخرين، وهذه النقطة يندر وجودها في المنافق كونه يعمل لنفسه ويصعب أن يكون جماعات وأتباعاً.
«الادعاء» ببساطة شديدة هو أن تدعي شيئاً ليس لديك، أن تصور نفسك على هيئة هي ليست حقيقتك، أن تتحدث أمام الناس بشعارات وتقنعهم بها وأنت نفسك غير مقتنع بها بل «تدعي» الاقتناع بها، أن تقدم نفسك بأنك الخبير الحصيف الدقيق المؤهل الكفء الجاد في عمله وممارساته، لكن الحقيقة تقول خلاف ذلك.
في كل قطاع لديكم تجدون هذه النوعية من «المدعين»، في مواقع العمل، سواء أكانوا رؤساء أم مرؤوسين، في القطاعات الإعلامية حتى، في الرياضة، في الجمعيات باختلافها، حتى في المساجد، وللأسف بعض «مدعي التدين» تجدونها لديهم.
هنا تكون كارثة المجتمعات وتبدأ معاناة البشر، حينما تغرق الدول في بحر من الشعارات من جهة، وفي جانب آخر يكثر فيها «المدعون» الذين يقودون قطاعات فيها للهاوية؛ لأنهم ليسوا أهلاً لها، لكنهم «يدعون» أنهم أفضل من يحمل مسؤوليتها.
«لا تنه عن خلق وتأتي مثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم»، بيت الشعر هذا لأبي الأسود الدؤلي أو المتوكل الليثي بحسب اختلاف الروايات، هذا البيت كلنا يعرفه، ويفترض أن نعرف دلالته، إذ هو يشرح ببساطة فداحة «الادعاء»، بمعنى أنه من الجرم بل العار أن تنه الناس عن شيء ثم تأتيه أنت، متناسياً ما نهيتهم عنه.
وبنفس القياس يمكن تطبيق ذلك على كثير من الممارسات، بحيث يمكنك معرفة من «يدعي» الشيء ومن هو «الصادق» فيه لأنه مؤمن به أصلاً، من يمارس الإدارة بشكلها الصحيح في قطاعه؛ لأنه مؤمن بالإدارة الصحيحة، ومن يمارسها بـ «الكلام فقط» لأن إدارته فيها من التجاوزات والأخطاء ما يحولها لكارثة. من يدعي محاربة الفساد ويتغنى بذلك في حين أن شبهات الفساد تحيط به. من يعاهد ويقسم أمام قيادة البلاد أن يكون أميناً في عمله صادقاً مجتهداً ليخدم الوطن، في المقابل ينسى الوطن وأهل الوطن ويخدم نفسه فقط.
نحن نعيش أوضاعاً «جادة» فيها قضايا وتطورات «جادة»، ومثل هذه الأوقات يحتاج أناساً «جادين»، وأسوأ ما يمكن أن يضر بالبلد وجود أشخاص «مدعين»، هم من يزيدون الطين بلة وهم من يقودون العجلة للوراء، وهم من يزرعون الهم والإحباط واليأس في قلوب الناس.