لم يجف بعد حبر الرسالة التي حملها الدكتور عبداللطيف الزياني وزير الخارجية البحريني إلى أشقائه في دول الخليج يطلعهم على آخر التعديات القطرية على البحرين التي لم ولن تنتهي؛ فهي مستمرة بلا توقف منذ عقود، حتى فوجئنا بالتصفيق والتهليل للمصالحة ولطي الخلافات ولغلق الملف، لتجد البحرين نفسها أمام واقع إما أن تسايره وإما أن تسكت عن حقها للمرة الألف، وإما أنها ستظهر وكأنها الدولة (الوحيدة) التي لا يهمها مجلس التعاون، وصلح الشعوب الخليجية!
لا أحد يملك أن يزايد على موقف مملكة البحرين في حرصها على تماسك منظومة مجلس التعاون؛ فهي الخاسر الأكبر بسبب هذا الحرص، وبسبب طبيعة شعبها المحب للسلام والمتسامح لذلك سكتت وكتمت غيظها وصبرت طيلة هذه السنوات، والنتيجة هي هضم حقها وخسارتها.
من أجل هذا المجلس سكتنا عن الاعتداء علينا في فشت الديبل عام 1986 وكتمنا غيظنا بطلب من الأشقاء في مجلس التعاون، حين أصرت قطر على إزالة «جزيرة جرادة» الطبيعية، ومع الأسف استجاب لها الأشقاء في المجلس، وسكتت البحرين إكراماً لسلامة المجلس وتماسكه كما طلب منها، فحفرت وأزالت الجزيرة التي قيل إنها صناعية لتعود بعد ستة أشهر وتثبت للجميع أنها من صنع الخالق لا من صنعنا، وأثبتت عودتها تلقائياً أنها جزيرة ينطبق عليها القانون البحري وقانون الأرخبيلات، وهذا هو واقعنا الجغرافي، فنحن دولة مكونة من أرخبيل جزر، آخر جزيرة لنا من جهة الغرب هي هذه الجزيرة، ومسماها (جرادة) وهي معروفة لجميع مرتادي البحر، إنها جزيرة بحرينية وأثبت حكم محكمة لاهاي أنها جزيرة بحرينية.
ثم من أجل مجلس التعاون قبلنا الذهاب إلى المحكمة الدولية الذي عارضناه مدة أربع سنوات، لأن تحرير الكويت كان أولوية بالنسبة إلينا، والكل يعرف القصة حين حبس حمد بن خليفة الزعماء الخليجيين في غرفهم في الفندق في الدوحة رافضاً مناقشة القضية الأهم التي من أجلها اجتمع الزعماء قبل أن يفرضوا على البحرين أن تقبل الشرط القطري.
وفي ظرف مثل هذا ترى البحرين الكويت الشقيقة وهي تئن، وفي الأسبوع الأول للاحتلال الغاشم للعراق والكويتيون يلجؤون لأشقائهم لنجدتهم، وفي هذا الموقف العصيب أصر حمد بن خليفة إما أن توقع البحرين طلب قبول التحكيم وإلا فلا اجتماع سيحدث!! وحينها طلب الجميع من البحرين السكوت عن الظلم الواقع عليها من أجل هدف أهم هو تحرير الكويت.
ثم حين صدر الحكم ومن أجل تماسك مجلس التعاون تحفظت البحرين على الخطوط البحرية التي رسمها الحكم، وكالعادة طلب منا قبوله، فقبلنا وتحفظنا في ذات الوقت، وسكتنا عن تفسير النظام القطري لحكم المحكمة الدولية وفهمها الخاص له والذي لم و لن نقبله، ففشت الديبل وجزيرة جرادة لم يكونا منطقة نزاع أصلاً، بل كان النزاع على جزيرة حوار كما يعرف الجميع، لذلك سكتنا ولكننا لم نرسم الحدود البحرية بيننا وبينهم، فقامت قطر بالانفراد بالتقسيم بحسب رؤيتها وحسبتها، ونحن رفضنا ومازلنا مصرين على إبقاء الوضع على ما هو عليه بالتقسيم البريطاني الذي ارتضته كل دول الخليج عام 1939 كخطوط فاصلة بين الإمارات والخليج حين ذاك، ولهذا بقيت المشكلة الحدودية عالقة بيننا وبين قطر حتى اللحظة، لأنها تصر على تغييره.
ومن أجل الأشقاء سكتنا عن كل تعدياتها على المواطنين البحرينيين الذين يمتهنون الصيد طوال تلك الفترة حتى وصل الأمر إلى رفع السلاح وإطلاقه والاعتقال والسجن ومصادرة الممتلكات لأكثر من 2000 بحريني.
ثم سكتنا عن تدخلها في الشأن البحريني وتمويلها للمليشيات الإرهابية ودعمها لها، بعد هذا كله لا أحد يمكنه أن يقول إن البحرين (طلابة مشاكل) أو إن البحرينيين لا يريدون الخير لمجلس التعاون أو لا يرغبون في الصلح وغلق الملف القطري.
البحريني من أكثر الناس طيبة وتسامحاً و(هون نفس) إنما ليس هوانها!
لذلك فإن شرهتنا لا على الأمريكان الذين يبحثون عن مصالحهم في غلق هذا الملف إنما شرهتنا على أشقائنا الذين لا ننكر وقوفهم مع البحرين في كل محنهم، فلسنا ممن ينكر الفضل، إنما هم يعلمون واقع الحال ويعرفون موقف البحرين المشرف من أجل خير الجميع ويعلمون حجم التعديات القطرية وضررها وخسارتنا ومع ذلك مازالوا يطالبونها بالسكوت عن حقها.
الصلح دائماً خير ومملكة البحرين ستكون أول الفرحين بهذا الخير إنما ليس على حساب حقوقها التاريخية والشرعية والقانونية والسيادية.
لا أحد يملك أن يزايد على موقف مملكة البحرين في حرصها على تماسك منظومة مجلس التعاون؛ فهي الخاسر الأكبر بسبب هذا الحرص، وبسبب طبيعة شعبها المحب للسلام والمتسامح لذلك سكتت وكتمت غيظها وصبرت طيلة هذه السنوات، والنتيجة هي هضم حقها وخسارتها.
من أجل هذا المجلس سكتنا عن الاعتداء علينا في فشت الديبل عام 1986 وكتمنا غيظنا بطلب من الأشقاء في مجلس التعاون، حين أصرت قطر على إزالة «جزيرة جرادة» الطبيعية، ومع الأسف استجاب لها الأشقاء في المجلس، وسكتت البحرين إكراماً لسلامة المجلس وتماسكه كما طلب منها، فحفرت وأزالت الجزيرة التي قيل إنها صناعية لتعود بعد ستة أشهر وتثبت للجميع أنها من صنع الخالق لا من صنعنا، وأثبتت عودتها تلقائياً أنها جزيرة ينطبق عليها القانون البحري وقانون الأرخبيلات، وهذا هو واقعنا الجغرافي، فنحن دولة مكونة من أرخبيل جزر، آخر جزيرة لنا من جهة الغرب هي هذه الجزيرة، ومسماها (جرادة) وهي معروفة لجميع مرتادي البحر، إنها جزيرة بحرينية وأثبت حكم محكمة لاهاي أنها جزيرة بحرينية.
ثم من أجل مجلس التعاون قبلنا الذهاب إلى المحكمة الدولية الذي عارضناه مدة أربع سنوات، لأن تحرير الكويت كان أولوية بالنسبة إلينا، والكل يعرف القصة حين حبس حمد بن خليفة الزعماء الخليجيين في غرفهم في الفندق في الدوحة رافضاً مناقشة القضية الأهم التي من أجلها اجتمع الزعماء قبل أن يفرضوا على البحرين أن تقبل الشرط القطري.
وفي ظرف مثل هذا ترى البحرين الكويت الشقيقة وهي تئن، وفي الأسبوع الأول للاحتلال الغاشم للعراق والكويتيون يلجؤون لأشقائهم لنجدتهم، وفي هذا الموقف العصيب أصر حمد بن خليفة إما أن توقع البحرين طلب قبول التحكيم وإلا فلا اجتماع سيحدث!! وحينها طلب الجميع من البحرين السكوت عن الظلم الواقع عليها من أجل هدف أهم هو تحرير الكويت.
ثم حين صدر الحكم ومن أجل تماسك مجلس التعاون تحفظت البحرين على الخطوط البحرية التي رسمها الحكم، وكالعادة طلب منا قبوله، فقبلنا وتحفظنا في ذات الوقت، وسكتنا عن تفسير النظام القطري لحكم المحكمة الدولية وفهمها الخاص له والذي لم و لن نقبله، ففشت الديبل وجزيرة جرادة لم يكونا منطقة نزاع أصلاً، بل كان النزاع على جزيرة حوار كما يعرف الجميع، لذلك سكتنا ولكننا لم نرسم الحدود البحرية بيننا وبينهم، فقامت قطر بالانفراد بالتقسيم بحسب رؤيتها وحسبتها، ونحن رفضنا ومازلنا مصرين على إبقاء الوضع على ما هو عليه بالتقسيم البريطاني الذي ارتضته كل دول الخليج عام 1939 كخطوط فاصلة بين الإمارات والخليج حين ذاك، ولهذا بقيت المشكلة الحدودية عالقة بيننا وبين قطر حتى اللحظة، لأنها تصر على تغييره.
ومن أجل الأشقاء سكتنا عن كل تعدياتها على المواطنين البحرينيين الذين يمتهنون الصيد طوال تلك الفترة حتى وصل الأمر إلى رفع السلاح وإطلاقه والاعتقال والسجن ومصادرة الممتلكات لأكثر من 2000 بحريني.
ثم سكتنا عن تدخلها في الشأن البحريني وتمويلها للمليشيات الإرهابية ودعمها لها، بعد هذا كله لا أحد يمكنه أن يقول إن البحرين (طلابة مشاكل) أو إن البحرينيين لا يريدون الخير لمجلس التعاون أو لا يرغبون في الصلح وغلق الملف القطري.
البحريني من أكثر الناس طيبة وتسامحاً و(هون نفس) إنما ليس هوانها!
لذلك فإن شرهتنا لا على الأمريكان الذين يبحثون عن مصالحهم في غلق هذا الملف إنما شرهتنا على أشقائنا الذين لا ننكر وقوفهم مع البحرين في كل محنهم، فلسنا ممن ينكر الفضل، إنما هم يعلمون واقع الحال ويعرفون موقف البحرين المشرف من أجل خير الجميع ويعلمون حجم التعديات القطرية وضررها وخسارتنا ومع ذلك مازالوا يطالبونها بالسكوت عن حقها.
الصلح دائماً خير ومملكة البحرين ستكون أول الفرحين بهذا الخير إنما ليس على حساب حقوقها التاريخية والشرعية والقانونية والسيادية.