حقائق وثوابت يجب أن تُعرف عن الموقف البحريني في ملف الخلافات الخليجية وعلى رأسها الخلافات مع النظام القطري:

1. علاقتنا مع الشعب القطري كانت ومازالت لم تتغير أهلنا وأخواننا ونحن منهم وهم منا.

2. لم تبدأ البحرين بأي اعتداء على أي دولة خليجية ولم تقم بأي ممارسة خاطئة تجاه قطر فلم نعتدِ على أرضهم ولا على بحارهم ولم نتدخل في شؤونهم على عكس ما يقوم به النظام القطري، ولم نعلن عن اعتداءاتهم المتكررة علينا إلا بعد أن طفح الكيل ووصل الضرر إلى محاولة إسقاط النظام بتقديمهم المساعدة المالية واللوجستية لكل زاعق ضد البحرين ثم أخيراً باستخدامهم السلاح ضد رجال خفر السواحل وداخل مياهنا الإقليمية وهذا تصعيد خطير جداً يهدد أمننا.

3. موقفنا كان ومازال مع الشرعية القطرية ومع كل شرعية خليجية حتى حين قامت البحرين والسعودية والإمارات بمساندة خليفة بن حمد الأمير الوالد فقد كان ذلك ثابتاً من ثوابتنا لأنه كان هو من يمثل الشرعية حين ذاك لا ابنه، وقد لجأ لإخوته الخليجيين طالباً الفزعة، وحين أصر الابن على عدم التراجع عن قراره وقدم طلباً للإنتربول لاعتقال والده ترك أهل الخليج هذا الخلاف الأسري كي يحل داخلياً.

4. للنظام القطري خلافات حدودية مع الإمارات ومع السعودية كانت قطر هي من يعتدي على الآخرين فيها دوماً، وانتهت باتفاق الأطراف وبفرض أمر واقع كما فعلت السعودية مع قطر في منطقة «الخفوس» السعودية التي حاولت قطر ابتلاعها، ووقفت البحرين مع حق هذه الدول في خلافاتها مع قطر إيماناً بالحقوق الشرعية التاريخية وثوابتها.

5. الخلاف بين البحرين وقطر لم يحل أبداً خليجياً بل تم تأجيله حتى بعد حكم محكمة لاهاي الذي تحفظت البحرين على الجزء المتعلق بالحدود البحرية فيه واستغلت قطر هذا التأجيل لابتلاع الجزء وراء الآخر من أرخبيل البحرين، ودائماً كان التأجيل بطلب من الأخوة في مجلس التعاون تجبر عليه البحرين من أجل الحفاظ على وحدة المجلس.

6. البحرين لم تعلن عن موقفها كي تقطع الطريق على أي مصالحة، لنتذكر تسلسل الأحداث إذ جرى الاعتداء القطري علينا وجاءت جولة وزير الخارجية البحريني على دول مجلس التعاون ومصر التي كانت لإطلاع مجلس التعاون والجامعة العربية بذلك التصعيد الخطير قبل ظهور أي حديث عن مفاوضات الصلح وقبل تحرك كوشنر.

7. من أراد ضرب الإسفين بيننا وبين السعودية بسبب إعلاننا لموقفنا من أمننا وحقوقنا الشرعية أو بين السعودية والإمارات بسبب الحديث عن المصالحة خابوا وخاب مسعاهم فالعلاقات بين هذا الثلاثي حائط صد أمام مخططاتهم وأكبر بكثير من فهمهم واستيعابهم، فنحن في البحرين سعوديون وإماراتيون أكثر من السعوديين أنفسهم والإماراتيين وحبنا لهم وولاؤنا وقناعاتنا حقيقية بقوة هذه الرابطة الأصيلة التي لم ولن تهزها تلك المحاولات الفاشلة.

8. من أكثر مخاوف النظام القطري وإيران كذلك أن يبقى هذا التحالف مترابطاً وقوياً، وهم أكثر المستفيدين من أي تفكك فيه وهم أصحاب المصلحة الوحيدون الذين يودون أن يروا هذا التحالف مفككاً، ولا غيرهم من يعمل على تفكيكه وخلخلته والتصيد فيه عل وعسى أن يضربوا الإسفين في قلعتنا فهذا التحالف يعطل أهدافهم ومشروعهم فإن هم أضعفوه نجحوا بالانفراد بنا وهذا لم ولن يحدث فنحن على العهد باقون.

9. كنا وما نزال نقف مع الأخوة الخليجيين في حقوقهم الشرعية وفي خلافاتهم الحدودية دوماً هذا ثابت من ثوابت السياسات البحرينية ونتطلع إلى أن يتفهم أخوتنا في مجلس التعاون حقوقنا الشرعية والاكتفاء بما خسرته البحرين من أجل وحدة الصف وعدم الطلب منها بمزيد من الصبر أو «بالتنازل» عن حقها الشرعي، فهذا الحق للشعب البحريني الذي لا يحق له بالتنازل فنحن نحمل أمانة لأجيالنا القادمة.

10. أخيراً نحن مع الصلح ومع عودة قطرلحضنها الطبيعي وبيتها الأصيل الحقيقي إنما لن يكون ذلك على حساب أمننا ولا على حساب سيادتنا على حدودنا.