أسدل الستار على «حوار المنامة» الذي انطلق على أرض مملكة البحرين من 4 ولغاية 6 ديسمبر 2020م وفي نسخته السادسة عشرة ويأتي ذلك بالشراكة بين وزارة الخارجية البحرينية وأحد أكبر المعاهد الدولية للدراسات الإستراتيجية على مستوى العالم (IISS) ومقره المملكة المتحدة والذي مثله الدكتور جون جابمان المدير التنفيذي للمعهد وفي بداية كلمته رحب بالمشاركين في المؤتمر مشيداً بدور مملكة البحرين حول استضافتها له وعلى مدى ست عشرة دورة، وبمشاركة كبيرة وحضور لافت من كبار المسؤولين في كبرى الدول المشاركة في المؤتمر من مدنيين وعسكريين وسياسين وخبراء أمنيين من دول المنطقة والعالم، ومن بينهم رؤساء وزراء، ووزراء دفاع وخارجية، ورؤساء جيوش وبعض من كبار مستشاري الأمن القومي، بالإضافة إلى نخبة من أصحاب الرأي والمال الدولي.

يأتي انعقاد هذا المؤتمر في الوقت الذي يمر به العالم بظروف صعبة للغاية وبمتغيرات غير مسبوقة من حيث الأمن الصحي والذي أثر بشكل لافت على أمور منها الاقتصاد العالمي، كما إنه لا تزال بعض القضايا الإقليمية عالقة، إضافة إلى وجود بعض القضايا الجديدة التي طرحت وتمت مناقشتها على طاولة المؤتمر.

ومن أبرز محاور المؤتمر التحديات التي تواجه أمن الشرق الأوسط وارتباطها بالأمن العالمي والذي يتطلب قوة ردع عالمية تتحلى بالمرونة في ظل المتغيرات المتسارعة عالمياً ومع ما يتناسب مع التحديات المرتبطة بالأمن القومي بدءاً بالعمل الدبلوماسي الذي يعد لغة الحوار وهو ذو المردود المؤثر، وكذلك الجانب الاقتصادي والذي يعد ورقةَ ضغط، ولا ننسى أيضاً جانب الردع الإلكتروني.

كما إن المرحلة المقبلة قد تشهد بعض التغييرات السياسية والاقتصادية عالمياً، وهو ما يمكن أن تنعكس آثارها على المنطقة سواءً بالسلب أو الإيجاب، إلا أن طبيعة العلاقات التاريخية بين دول العالم ودول الخليج العربية وبعض دول المنطقة، علاقات ذات طابع إستراتيجي قائمة على أهمية حفظ استقرار المنطقة وذلك لحماية المصالح المتبادلة. وهنا يجب تصحيح بعض المضامين عند بعض الناس الذين ينظرون إلى الشرق الأوسط بأنه غير مستقر إلا أنه عكس ذلك وحاله حال العالم بين مد وجزر.

وأما عن المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها المنطقة في الفترات المقبلة فهناك أطماع لدى بعض دول الجوار بأغراض التوسع بما لديهم من فكر وتصدير الثورات بشتى الطرق والوسائل، ومن هنا يجب التدخل لصد هذا الفكر المتطرف عالمياً، لأن النار تبدأ بشرارة إذا لم يتم السيطرة عليها فإنها ستحرق الجميع، وهذا ما قام عليه مجلس التعاون الخليجي منذ بداية تأسيسه في العام 1981م.

وأما عن الاتفاقيات الأمنية مع الحلفاء فهي لها دور فعال سيساهم في خلق حالة من الخوف والذعر عند من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار دول المنطقة وإثارة الفوضى والعمل على زعزعة حفظ النظام سواءً كان ذلك من قبل دول أو منظمات أو جماعات إرهابية.

وبعد النجاح الذي حققه المؤتمر وخروجه بعدد من التوصيات لمواجهة التحديات الأمنية الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط وفي ظل التوترات التي تشهدها، ومن هنا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقينا ويحفظ بلدنا وبلاد المسلمين من كل شر ومكروه إنه ولي ذلك والقادر عليه، ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نهنىء سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس الوزراء وشعب البحرين المضياف وجميع العاملين على نجاح المؤتمر وما حققه من سمعة على مستوى العالم.