احتفال استثنائي شهدته البحرين هذا العام بمناسبة الأعياد الوطنية بسبب ظروف جائحة كورونا، فليس هناك فعاليات كما هو معتاد، ولكن الجميع، مواطنين ومقيمين، كانت فعاليات احتفالهم في قلوبهم، وظهرت في أعينهم وتصرفاتهم.

الجميع يشعر بالفخر والعز، لأنه يعيش على أرض البحرين، ويعلم مدى الغبطة والحسد من دول العالم له على هذه النعمة الكبيرة.

الأحمر والأبيض كان في أعين الناس وفي دمهم قبل أن يكون في ملابسهم، والأعلام التي رفعوها ولوحوا بها بقوة ليعبروا عن مدى حبهم لهذه الجزيرة.

احتفال هذا العام أظهر لجميع دول العالم كيف أن تلاحم القيادة وشعبها، وحب بعضهم لبعض، هو مصدر قوة وسعادة حقيقية وتآخٍ وفخر.

حتى الإعلانات الترويجية، التي قامت بها المؤسسات المختلفة في البحرين حملت ذات الرسالة ونفس التوجه، دون أي تنسيق مسبق بينهم، ولكن صوتهم المجتمع تجاوز البحرين إلى جميع دول العالم.

ولا يمكن أن تكون قريباً من شعب البحرين بمواطنيه ومقيميه دون أن تستشعر مدى حبهم لقائدهم جلالة الملك المفدى، ودون أن ترى أنهم جميعاً أعضاء في فريق البحرين حقاً، بقيادة سمو الأمير سلمان بن حمد.

خلال الأسابيع الثلاثة الماضية قابلت عدداً من السياسيين والمؤثرين في صناعة القرار العالمي، ولم استغرب حينما يبدؤون الحديث معي قبل أن ندخل بالحوار، في مدح جلالة الملك المفدى، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

ورغم أن أحداً من هؤلاء لم يلتقِ الآخر، فإن حديثهم كان واحداً، حمل مديحاً بحكمة جلالته، وحنكته، وشجاعته، وريادته مع البحرين في دول المنطقة والعالم، وعن النموذج البحريني الناجح جداً في الحكم، وعن القيادة المميزة للأمير الشاب، وعن تألق البحرين اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً وكافة المجالات الأخرى.

كل ما ذكرته ليس سراً ولم يأتِ صدفة، بل هو نتيجة طبيعية لحاكم أحب شعبه، وعاملهم كأبنائه، ووضع البحرين ومصلحتها وشعبها نصب عينيه، فأحبوه ووالوه، وأصبح تاجاً فوق رؤوسهم.

* آخر لمحة:

من أجمل ما سمعته خلال الفترة الماضية ما كان شهادة من أحد السياسيين الأمريكيين، قال لي ما نصه: «من هدر المال أن تنشئ البحرين مركزاً للتعايش السلمي، فهي كجزيرة أكبر مركز للتعايش في العالم أجمع، وتمارسه يومياً منذ الأزل، بل يجب أن تكون جامعة لتنقل للعالم هذه الممارسة».