لا نقاطع لأننا نغار من غنى قطر الفاحش، لا نقاطع لأننا حساد ونتمنى زوال نعمتهم، لا نقاطع لأننا لا نريد الخير لأبناء الخليج، لا نقاطع لأننا نريد الفتنة، لا نقاطع لأننا لا نريد وصل الأهل ونريد قطع صلة الرحم، هذا حديث شاي الضحى، حديث نسوان الفريج أيام جدتي رحمها الله، إنما هذا هو فحوى وخلاصة الردود القطرية بدءاً من مسؤوليها إلى إعلامها وانتهاءً إلى جيشها الإلكتروني، جميعهم يحملون هذه الرسالة الساذجة، ويرددونها بصوت واحد.

مساكين أهل قطر أغلبهم يؤيدون شيوخهم وحكامهم تأييداً مطلقاً وهذا حقهم، وأغلبهم لا يريدون تصديق أن الأمير الوالد يمكن أن يتآمر على أشقائه بهذا الشكل القبيح، ولا أحد يلومهم، فذلك سلوك لم نعهده من الأسر الحاكمة في خليجنا العربي كله على مر التاريخ، فللمشيخة سماتها المعروفة عربياً. إنما مع الأسف هذا هو الواقع، فما قام به حمد بن خليفة سلوك استثنائي لا يمت لسلوكنا ولا لتاريخنا الخليجي منذ تأسست الإمارات الخليجية كلها واستمر من بعد ما تحولت لممالك وسلاطين ودول، كانت العلاقات أخوية على المستوى الرسمي وعلى المستوى الشعبي بينهم على أحسن ما يرام، والشعب القطري يريد أن تفتح الأجواء وتعود المياه بين الشعوب إلى مجاريها، وهذا حق مشروع وحلم للجميع وليس لأهلنا في قطر فحسب، ولكننا مجبرون على الدفاع عن أنفسنا مقابل ما فعله حمد بن خليفة بالعالم العربي.

الحقيقة أننا نقاطع دفاعاً عن النفس ومنعاً لمشروع تقسيم الشرق الأوسط، نقاطع درءاً لأداته حتى لا يصل إلينا ضررها، إذ حتى لو تمت المصالحة فإننا لن نأمن من تحرك هذه الأداة، وسنظل كذلك إلى أن يتخلى هذا النظام عن دوره.

نقاطع لأن المشروع مازال قائماً، وانتعش بقدوم الإدارة الأمريكية الجديدة ولأن قطر مازالت تقوم بدورها في المشروع، حتى بعد القمة ستظل قطر داعمة لكل من يريد الضرر بنا كدول خليجية بما فينا من وقف على الحياد ظناً منه أنه في مأمن، ستظل قطر داعمة لمنظمات ولمليشيات ولمن يطلقون على أنفسهم معارضة في كل دولنا الخليجية بما فينا معارضون لدول وقفت على الحياد وكلٌّ يعلم الدعم القطري لهم، بطريق مباشر وبطريق غير مباشر، ستوفر لهم الدعم المادي واللوجستي والإعلامي إن لم يكن من الدوحة مباشرة فمن خلال المنصات التي أسستها خارج الدوحة، ستظل قطر تدفع لأحزاب سياسية غربية تهاجمنا، وستظل تدفع لصحف أجنبية تهاجمنا، ولمنظمات دولية تهاجمنا، ستظل قطر تدفع إلى آخر ريال قطري وحتى ينشف ضرعها ستظل تدفع.

من يعتقد أن قطر ستتوقف عن هذا الدور واهم، من يعتقد أن تميم سينفذها تعهداتها واهم، من يعتقد أن حمد بن خليفة قادر على تخليه عن دوره واهم.

المشروع مازال قائماً وحمد بن خليفة مازال حياً ومتعهداً بتمويله، لم تعتقدون أن دوائر الاستخبارات الأمريكية لم تتصدَّ للدعم القطري للإرهاب؟ لم أبقتها غسالة لصفقاتها المشبوهة التي تتم على أراضيها؟ لأنهم يحتاجونها لاستكمال المشروع، ويضغطون علينا للتصالح معها استكمالاً للمشروع.

حمد بن خليفة مصر على أن يمول مشروع هدم البحرين والسعودية والإمارات ومصر إلى ما آلت إليه ليبيا وسوريا والعراق، لهذا السبب نحن نقاطع.