منذ اللحظة الأولى لفتح باب التطوع للتجارب السريرية الثالثة للقاح فيروس كورونا (كوفيد19) في أغسطس الماضي، سارعت مع بعض الزملاء والأصدقاء في التسجيل لأخذ التطعيم.

البعض اعتبر تصرفنا متهوراً، فيما راح آخرون يمطرون علينا وابلاً من الإشاعات حول اللقاح ومدى أمانه، وأنه سيقلبنا إلى زواحف بشرية، أو يغير جيناتنا الوراثية، وغيرها مما لا حصر له.

خضت التجربة وأنا واثق تمام الثقة، لعدة أسباب أولها ثقتي الكبيرة بالفريق الوطني للتصدي لفيروس «كورونا»، وأنهم لن يغامروا بصحة أي فرد نهائياً، والأمر الآخر هو قراءتي البسيطة حول كيفية عمل اللقاحات ومكوناتها وتركيبتها، والثالثة، هي رغبتي بأن أساهم بالقضاء على هذه الجائحة والحفاظ على صحة عائلتي، بحكم عملي الذي يفرض علي اختلاطاً كبيراً مع الناس.

في الجرعة الأولى، لم تظهر أي أعراض، أما في الجرعة الثانية، فقد شعرت بارتفاع بسيط في درجات الحرارة، وخمول لم يمنعني من أداء عملي، وقد تابع معي القسم المختص يومياً الحالة الصحية التي أمر بها.

وبعد 4 أشهر من أخذي للقاح الفيروس، لا يوجد ما يثير الخوف أو الهلع، بل لازلت إنساناً طبيعياً، ولم يحدث أن تفاعلت مع تقنية الجيل الخامس للاتصالات بجسدي، أو تحولت إلى تمساح بشري!

وهنا، يجب أن نقدم الشكر والتقدير لكل من ساهم بهذه التجربة، فحسن التنظيم كان يفوق الخيال، والمتابعة الصحية لازالت موجودة، ولم يخلف الفريق الوطني وعده بالاستمرار بالمتابعة حتى بعد مرور 4 أشهر من الجرعة الأولى.

ولن توفي كلمات الشكر والتقدير والفخر والاعتزاز، جلالة الملك المفدى الذي أمر بأن يكون اللقاح مجاناً للجميع، وتفضله بأخذ اللقاح، ليعزز من مكانته الدائمة في قلوبنا كوالد وقائد وقدوة.

كما لن تصف الكلمات، القائد سمو ولي العهد رئيس الوزراء، وقيادته النموذجية لفريق البحرين في كافة الملفات ومنها على سبيل المثال لا الحصر، جائحة كورونا، حتى أصبحت المملكة بلداً يتحدث الجميع عنه، وتطوعه في المقدمة لأخذ اللقاح.

* آخر لمحة:

أعلم أن الأمر مستحيل، ولكن تمنيت لو أستطيع منع وسائل التواصل لحين انتهاء الجائحة، فما نراه من شائعات وسرعة تداولها أمر يثير الاشمئزاز، وزاد عن الحد المعقول، وهنا، يجب على كل شخص التفكير مرتين، قبل الضغط على زر الإرسال لأي إشاعة حتى نخرج من عنق الزجاجة بسلام.