أكتب مقالي هذا في آخر يوم من عام 2020، عام مليء بالقلق والتحدي، عام سقطت فيه العديد من الأفكار المغلوطة عن تطلع العديد من الشباب إلى الغرب كوجهة للعلم والتقدم، أما الحقيقة فإن بلادنا هي بلاد النور والعلم والتقدم وأن البحرين هل منارة العلم، وأن القادم سيكون ذو مستقبل مشرق.

لقد أثبتت البحرين بتعاملها الفاعل بناء على توجيهات القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، على الرؤية الثاقبة والتعامل الإنساني السمح الذي حافظ على البحرين وقاد سفينتها إلى بر الأمان بعد انتشار جائحة كورونا، حتى ظهور اللقاح الذي تم توفيره بأسرع وسيلة ممكنة، لتسجل البحرين ريادتها مرة تلو أخرى.

إن القادم سيكون أفضل تفاؤلاً بالخير، أما عملياً فيجب أن نأخذ بالأسباب، فلقد أصبح العالم مشرف على أجواء مناخية وأوبئة منتظر حسب توقع العلماء، نتيجة عبث البشر وتلاعبهم غير الحميد وسط أطماع لا تصب في مصلحة البشرية.

فلذا يجب أن تقفز البحرين، وتسخر كافة مقدراتها من أجل الاستثمار في العلم وخصوصاً القطاع الطبي، وأن توجه التسهيلات والدعم المالي نحو التعليم بشقيه الحكومي والأهلي فكلها مؤسسات وطنية، تسعى لخدمة العلم والوطن، فعندما ننظر إلى الطلبة الذي يسافرون خارج البحرين طلباً للعلم في كل بقاع الأرض، سنجد أن الأفضل أن يدرس أبنائنا في حضن وطنهم، خصوصاً أن البنية التعليمية في البحرين مؤهلة، وتستطيع أن توفر في زمن قياسي الآلاف من مقاعد الدراسة في مجال الطب لتخدم المملكة وأيضاً مجتمعها الخليجي.

فالبحرين ستظل دائماً وأبداً مهداً للعلم، وخصوصاً بعد الجهود والضوابط التي قامت بها المملكة لضمان جودة التعليم تستطيع أن تكمل المسيرة تنفيذاً لرؤية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله، الذي تعتمد على النهوض بالعلم، والاستثمار في القطاع الصحي، لفتح المزيد من كليات الطب بالقطاع الحكومي والخاص، حتى تتحقق الأهداف المرجوة من التنمية المستدامة وتأمين حياة صحية، وبيئة جاذبة للطلبة من خلال توفير تعليم متقدم في مجتمعهم العربي، واستثمار الترابط بين شعوب الخليج والعرب، وجعل البحرين قبلة دراسة العلوم الصحية، كما هي قبلة لجميع صنوف التعليم.

ولقد جاءت كلمة جلالة الملك المفدى أول أمس تبث الأمل فرسمت خارطة طريق واضحة المعالم أمام تفعيل طاقات الشباب حول العالم وزيادة مساهمتهم في التنمية المستدامة واكد جلالة الملك المفدى على أهمية أن يتاح أمام الشباب المزيد من الفرص العلمية والمعرفية ليتمكنوا من الإسهام في تطوير الشأن التنموي بأساليب مبتكرة.

إن جلالة الملك المفدى أضاء الحياة للبحرين وشبابها بدعمهم وتمكينهم من أجل النهوض بالبحرين وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وهذا سيتحقق بتكاتف كافة القطاعات من أجل مزيد من الاستثمار في مجال التعليم.