عامٌ بأعوامٍ.. عامٌ اتسم بمزيج من الغرابة والصعوبة والاختلاف.. كان عاماً مباغتاً بكل المقاييس والاعتبارات، لم يدر في خلدنا أبداً أننا قد نعيش أياً من أحداثه الدراماتيكية حتى في أسوأ كوابيسنا. الوباء الذي اجتاح العالم في 2020 والظلال التي ألقاها على مختلف مفاصل الحياة الصحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية أحال أيام ذلك العام إلى أوقات صعبة علينا جميعاً، إن كان على صعيد الدول أو الحكومات أو الأفراد.
ففيه حشدت الدول جهودها واستنفرت طاقاتها ووجهت أموالاً وموازنات طائلة لمواجهة هذا الزائر الثقيل، وأغلقت الحدود والمعابر والمنافذ، وتغيرت فيه المفاهيم والمبادئ والأعراف.. حيث بات فيه ابتعاد الأقارب عن بعضهم وتلاشي صلات الرحم تعبيراً عن المودة والبر.. وصار ارتداء الأقنعة والكمامات تعبيراً عن الوعي، وتحولت العزلة المجتمعية والالتزام بالمكوث في المنزل انعكاساً لشعورٍ عالٍ بالمسؤولية.. اختفت الاستقبالات والزيارات والاحتفالات والمناسبات، وطقوس شهر رمضان والأعياد، لا بل حتى عيادة المرضى وتوديع الأحبة الموتى واجتماعات الأهل و «الزوارات» الأسبوعية.. وكل ذلك تفادياً لخطر الإصابة بكائن مجهري دقيق لا يرى بالعين المجردة.
2020 هو عامٌ اختبر صبرنا حتى آخره وصقل إيماننا وكشف حقيقة ذواتنا وشحذ هممنا وعزائمنا، شهدنا خلاله الكثير من العجائب والغرائب والمنعطفات، اختبرنا خلاله مزيجاً من المشاعر والأحاسيس المتفاوتة بين الخوف والقلق.. إلى التسليم والإيمان بقضاء الله وقدره.
لكن السؤال البديهي هنا.. كم من نعمة استشعرنا كنهها وأهميتها في عام 2020؟ وكم من النعم التي كنا نظن أنها بديهيات في حياتنا ما أحسسنا بقيمتها إلا بعد أن فقدناها – أو كدنا – في هذا العام الصعب الذي تغيرت فيه الكثير من أبجديات الحياة وتلونت في مجملها بلون الوباء المستجد.. «كوفيد19» ثم المتحور في آخره (كوفيد20)!
كنا نعيش حياتنا غافلين عما يغمرنا من نعم، حتى أرسل الله لنا أدق وأصغر مخلوقاته لينبهنا إلى عظم قدرته وفائض ألطافه ورحمته..
قدرتك على الاجتماع مع عائلتك الصغيرة نعمة، فغيرك يتمنى مجرد اللقاء بأحبته وبخاصة أولئك العاملين بالصفوف الأمامية.
تمتعك بالحواس والإحساس نعمة، وتوفر الأساسيات والكماليات في ظل ظروف جائحة كهذه.. نعمة! الطعام الذي تأكله والسيارة التي تركبها واللباس الذي تلبسه والهاتف الذي تحمله بين يديك والأجهزة الإلكترونية والكهربائية التي تمتلكها، والسقف الذي يؤويك، والوسادة التي تحتوي رأسك في نهاية يوم حافل.. جميعها نعم..
صرنا نعرف جيداً في ظل هذه الأوضاع عظم نعمة التنفس التي يحرم منها المصابون بفيروس «كورونا» – في الحالات المتقدمة – وحاجتهم الماسة لأجهزة التنفس الاصطناعية.. سبحان الله! الشهيق والزفير اللذان كنا نؤديهما 12 – 16 مرة في الدقيقة الواحدة «17 ألف – 23 ألف مرة في اليوم».. بتنا ننظر إليهما بمنظور آخر مختلف تماماً!
ولعل واحدة من أعظم النعم هي نعمة الوطن، خاصة إذا كان هذا الوطن حنوناً لا يقسو ورحيماً لا يجفو.. كالبحرين التي سخرت منذ اللحظات الأولى لانتشار الوباء عالمياً كافة جهودها وإمكانياتها وطاقاتها من أجل حفظ أرواح شعبها والمقيمين فيها ولم تألُ في سبيل ذلك أي جهد.
* سانحة:
لتكن 2021 مكللة بالصحة حمالةً للخير والمحبة والسلام للبشرية جمعاء..
{{ article.visit_count }}
ففيه حشدت الدول جهودها واستنفرت طاقاتها ووجهت أموالاً وموازنات طائلة لمواجهة هذا الزائر الثقيل، وأغلقت الحدود والمعابر والمنافذ، وتغيرت فيه المفاهيم والمبادئ والأعراف.. حيث بات فيه ابتعاد الأقارب عن بعضهم وتلاشي صلات الرحم تعبيراً عن المودة والبر.. وصار ارتداء الأقنعة والكمامات تعبيراً عن الوعي، وتحولت العزلة المجتمعية والالتزام بالمكوث في المنزل انعكاساً لشعورٍ عالٍ بالمسؤولية.. اختفت الاستقبالات والزيارات والاحتفالات والمناسبات، وطقوس شهر رمضان والأعياد، لا بل حتى عيادة المرضى وتوديع الأحبة الموتى واجتماعات الأهل و «الزوارات» الأسبوعية.. وكل ذلك تفادياً لخطر الإصابة بكائن مجهري دقيق لا يرى بالعين المجردة.
2020 هو عامٌ اختبر صبرنا حتى آخره وصقل إيماننا وكشف حقيقة ذواتنا وشحذ هممنا وعزائمنا، شهدنا خلاله الكثير من العجائب والغرائب والمنعطفات، اختبرنا خلاله مزيجاً من المشاعر والأحاسيس المتفاوتة بين الخوف والقلق.. إلى التسليم والإيمان بقضاء الله وقدره.
لكن السؤال البديهي هنا.. كم من نعمة استشعرنا كنهها وأهميتها في عام 2020؟ وكم من النعم التي كنا نظن أنها بديهيات في حياتنا ما أحسسنا بقيمتها إلا بعد أن فقدناها – أو كدنا – في هذا العام الصعب الذي تغيرت فيه الكثير من أبجديات الحياة وتلونت في مجملها بلون الوباء المستجد.. «كوفيد19» ثم المتحور في آخره (كوفيد20)!
كنا نعيش حياتنا غافلين عما يغمرنا من نعم، حتى أرسل الله لنا أدق وأصغر مخلوقاته لينبهنا إلى عظم قدرته وفائض ألطافه ورحمته..
قدرتك على الاجتماع مع عائلتك الصغيرة نعمة، فغيرك يتمنى مجرد اللقاء بأحبته وبخاصة أولئك العاملين بالصفوف الأمامية.
تمتعك بالحواس والإحساس نعمة، وتوفر الأساسيات والكماليات في ظل ظروف جائحة كهذه.. نعمة! الطعام الذي تأكله والسيارة التي تركبها واللباس الذي تلبسه والهاتف الذي تحمله بين يديك والأجهزة الإلكترونية والكهربائية التي تمتلكها، والسقف الذي يؤويك، والوسادة التي تحتوي رأسك في نهاية يوم حافل.. جميعها نعم..
صرنا نعرف جيداً في ظل هذه الأوضاع عظم نعمة التنفس التي يحرم منها المصابون بفيروس «كورونا» – في الحالات المتقدمة – وحاجتهم الماسة لأجهزة التنفس الاصطناعية.. سبحان الله! الشهيق والزفير اللذان كنا نؤديهما 12 – 16 مرة في الدقيقة الواحدة «17 ألف – 23 ألف مرة في اليوم».. بتنا ننظر إليهما بمنظور آخر مختلف تماماً!
ولعل واحدة من أعظم النعم هي نعمة الوطن، خاصة إذا كان هذا الوطن حنوناً لا يقسو ورحيماً لا يجفو.. كالبحرين التي سخرت منذ اللحظات الأولى لانتشار الوباء عالمياً كافة جهودها وإمكانياتها وطاقاتها من أجل حفظ أرواح شعبها والمقيمين فيها ولم تألُ في سبيل ذلك أي جهد.
* سانحة:
لتكن 2021 مكللة بالصحة حمالةً للخير والمحبة والسلام للبشرية جمعاء..