في كتاب شهير جداً بعنوان «النجاح على فوضى» للعالم توم بيترز أحد أعمدة علم الإدارة، يحكي فيه عن تجارب ناجحة لشركات كبرى بُني نجاحها على أساس من الفوضى، ولا أعلم إذا أثر هذا الكتاب على وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس -فكلاهما من نفس المدرسة «جامعة ستانفورد»- وجعلها تخرج بمقولة «الفوضى الخلاقة».
رايس كانت تعتقد أن الشرق الأوسط لا يمكن أن يتغير وتعم الديمقراطية فيه قبل أن تحدث فوضى عارمة تدمره لينهض مجدداً من خلال قوى جديدة أسمتها «الشرق الأوسط الجديد». فما كانت تقصده بالشرق الأوسط الجديد هو تقسيم بعض البلدان العربية من خلال بث الفوضى فيها، ونشر القلق وزعزعة الخوف والشك في مختلف طبقات المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعية والإعلامية. للأسف، هذه الخطة نجحت بالفعل على إحداث فوضى هائلة جداً في الوطن العربي ولكنها وقفت عند هذا الحد لأنها فوضى فقط. فمر ما يسمى بـ«الربيع العربي» ولكن بقيت الدول العربية شبه متماسكة، والأهداف نحو شرق أوسط جديد بأيدي أمريكية لم يتحقق كما تم التخطيط له.
فمن مكر التاريخ أن ينقلب السحر على الساحر، و«الفوضى الخلاقة» ردت إلى منبعها في أمريكا، فارتفع عيار الفوضى بعد جائحة كورونا وعمت المظاهرات في شتى الولايات الأمريكية، فما نراه الآن أن أمريكا فقدت السيطرة، فالوباء أصبح يهدد صحة المجتمع فحتى اللحظة خلف الوباء ثلاث مائة وسبعين ألف وفاة وأكثر من اثنين وعشرين مليون مصاب، ونرى كذلك عشرات الآلاف من أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخرجون في مظاهرات سياسية في محيط البيت الأبيض والكونغرس، ونرى أن معدلات البطالة تتفاقم والجرائم تزداد وتخرج عن السيطرة!!
الغريب في هذا المشهد أنه وعلى الرغم من هذه الفوضى العارمة التي اجتاحت أمريكا إلا أن كونداليزا رايس لم تظهر لتبدي رأيها -حتى وإن اختلف الزمان والمكان-عن هذا المشهد الآن بعد الدمار الذي خلفته في المنطقة العربية!!
على نقيض الفوضى في أمريكا، فما نشر في البيان الختامي لـ «قمة العلا الخليجية» هو انعكاس لتصور منتظر لشرق أوسط جديد متماسك وقوي بأيدي خليجية، ونموذج للتفكير المثالي المبني على قوة وتماسك الدول العربية، والسعي نحو تحقيق التكامل والترابط ليس بين دول الخليج العربي فحسب وإنما بين جميع دول الوطن العربي ودول الشرق الأوسط في شتى الميادين.
فالأحداث المتتالية والمتسارعة الاقتصادية والسياسية والأمنية والقرارات الجريئة المبنية على وحدة الصف تكشف لنا أن هناك شرق أوسط جديد بأيدي خليجية لا أمريكية.
رايس كانت تعتقد أن الشرق الأوسط لا يمكن أن يتغير وتعم الديمقراطية فيه قبل أن تحدث فوضى عارمة تدمره لينهض مجدداً من خلال قوى جديدة أسمتها «الشرق الأوسط الجديد». فما كانت تقصده بالشرق الأوسط الجديد هو تقسيم بعض البلدان العربية من خلال بث الفوضى فيها، ونشر القلق وزعزعة الخوف والشك في مختلف طبقات المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعية والإعلامية. للأسف، هذه الخطة نجحت بالفعل على إحداث فوضى هائلة جداً في الوطن العربي ولكنها وقفت عند هذا الحد لأنها فوضى فقط. فمر ما يسمى بـ«الربيع العربي» ولكن بقيت الدول العربية شبه متماسكة، والأهداف نحو شرق أوسط جديد بأيدي أمريكية لم يتحقق كما تم التخطيط له.
فمن مكر التاريخ أن ينقلب السحر على الساحر، و«الفوضى الخلاقة» ردت إلى منبعها في أمريكا، فارتفع عيار الفوضى بعد جائحة كورونا وعمت المظاهرات في شتى الولايات الأمريكية، فما نراه الآن أن أمريكا فقدت السيطرة، فالوباء أصبح يهدد صحة المجتمع فحتى اللحظة خلف الوباء ثلاث مائة وسبعين ألف وفاة وأكثر من اثنين وعشرين مليون مصاب، ونرى كذلك عشرات الآلاف من أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخرجون في مظاهرات سياسية في محيط البيت الأبيض والكونغرس، ونرى أن معدلات البطالة تتفاقم والجرائم تزداد وتخرج عن السيطرة!!
الغريب في هذا المشهد أنه وعلى الرغم من هذه الفوضى العارمة التي اجتاحت أمريكا إلا أن كونداليزا رايس لم تظهر لتبدي رأيها -حتى وإن اختلف الزمان والمكان-عن هذا المشهد الآن بعد الدمار الذي خلفته في المنطقة العربية!!
على نقيض الفوضى في أمريكا، فما نشر في البيان الختامي لـ «قمة العلا الخليجية» هو انعكاس لتصور منتظر لشرق أوسط جديد متماسك وقوي بأيدي خليجية، ونموذج للتفكير المثالي المبني على قوة وتماسك الدول العربية، والسعي نحو تحقيق التكامل والترابط ليس بين دول الخليج العربي فحسب وإنما بين جميع دول الوطن العربي ودول الشرق الأوسط في شتى الميادين.
فالأحداث المتتالية والمتسارعة الاقتصادية والسياسية والأمنية والقرارات الجريئة المبنية على وحدة الصف تكشف لنا أن هناك شرق أوسط جديد بأيدي خليجية لا أمريكية.