في ثورة دراماتيكية اجتاحت فيها التكنولوجيا الخدمات الحكومية التي كانت تعاني من عرقلة ذوي العقليات الحديدية عديمي المرونة لتتحول من مشوار طريق وزحام في المؤسسات إلى خدمات تؤديها بأريحية أينما تواجد لديك هاتفك الذكي وبطاقتك البنكية عبر الحساب الإلكتروني.ولكن هذا التطور والتقدم بهذه السرعة أجبرتنا عليه ظروف جائحة كورونا التي عجلت لنا أتمتة هذه العمليات للنظم لركب الحكومات المتطورة في مختلف دول العالم، حيث إن الجائحة أزالت كل تلك الشكوك والمخاوف التي كان يبديها بعض أصحاب القرار والذين لم يمنعهم من تطوير هذه العمليات في وقت سابق سوى جمودهم القيادي وخوفهم من اتخاذ أي قرارات إبداعية كي لا يتم تسليط الضوء عليهم ويبقون في الظل.فمن محاسن جائحة كورونا هي تسابق الدول المتقدمة لإيجاد الحلول المبتكرة للتعامل مع ظروف الجائحة حتى أصبحت بحالتها الطبيعية مع كل تلك الحلول التي تم ابتكارها، والتي اكتشف من خلالها أن كل تلك المصروفات التي كانت تهدر على رحلات العمل والمؤتمرات وغيرها تم توفيرها عبر تطوير قنوات التواصل المرئي والصوتي والذي يوفر عليك الوقت والجهد والمال في سبيل إنهاء كل اجتماعاتك واتخاذ كل القرارات وليس على المستوى الشخصي فقط ولا المؤسسات الصغيرة بل على مستوى دول وحكومات.ومع كل تلك التغيرات التي طرأت على العالم والحكومات والأفراد إلا أن هذه التطورات أشعرت بعض الموظفين بالنقص، وهي عقدة يعاني منها بعض البشر عندما يؤول إليهم أي منصب ولو كان بسيطاً يقدم من خلاله خدمة فتجده يعامل الناس وينتظر امتنانهم، وليس وكأنه مطالب بفعل هذه الأمور وتقديم الخدمة التي هي وظيفته ويستلم مقابلها معاشه الشهري.فمع تطور الخدمة وتحولها لخدمة إلكترونية ورحيل قدرته على الشعور بالرضا عن نفسه لأنه لم يعد يقابل الصفوف الطويلة وينهي معاملاتها بل أصبحت إلكترونية وإذا تأخر بها سيفضحه النظام كونه سيتجاوز مقاييس الأداء المرصودة وهذا ما سينعكس عليه بالسلب، ولذلك فإن تعثر حظك في إحدى الخدمات الإلكترونية واضطررت للذهاب إلى المبنى الحكومي لإنهاء معاملتك فإن ذات الموظف سيحاول تعويض ذلك النقص الذي عاناه من خلال أتمتة الخدمة لتعود لساعات الانتظار وتقع تحت رحمة الموظف الذي بكل بساطة سيقول لك انتظر لو سمحت «السيستم داون» وهو في الخلف يتناول «ريوقه».
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90