للمكتبات العامة دور فاعل في حياة كل مواطن ومقيم في مملكة البحرين، فهي من الدعائم الأساسية لنشر المعرفة والترويج للثقافة، حيث تقدم العديد من الخدمات للمواطنين والمقيمين، مثل توفير الكتب والمراجع بأنواعها والتي يستفيد منها الطلبة، والباحثون، وهواة القراءة، كما توفر مكاناً هادئاً للقراءة والكتابة يساعد الطلبة والباحثين على التركيز، ويعطي مجالاً لالتقاء المثقفين والباحثين مع بعضهم البعض فيتبادلون المعارف والخبرات، كما توفر المكتبات أجهزة سمعية وبصرية كأجهزة الحاسوب وأجهزة التسجيل والتي تشكل أحد مصادر المعرفة. ناهيك عن الأنشطة الثقافية التي تستهدف الطلبة في جميع المراحل الدراسية، لتشجعهم على الاطلاع والقراءة.

ومع ظهور جائحة «كورونا»، أغلقت المكتبات العامة أبوابها لحماية مرتاديها من انتقال عدوى هذا الفيروس الشرس، شأنها شأن باقي المرافق العامة، وقد تأثر مرتادو المكتبات العامة بغياب هذه الخدمة، فبدأ الطلبة يجدون صعوبة في الحصول على المراجع لإعداد البحوث المطلوبة منهم، كما افتقد مرتادو المكتبة الجو الهادئ الذي يشجعهم على القراءة والاطلاع. وبعد مرور عام على جائحة كورونا، وبفضل التدابير السليمة التي اتخذها الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا «كوفيد19»، فقد استطاعت البحرين أن تجتاز تلك الأزمة العالمية بسلام وبأقل الخسائر، لذا عادت بعض المؤسسات والمحلات التجارية لتفتح أبوابها للجمهور وتقدم خدمات.

لذا نتمنى النظر في إمكانية فتح أبواب المكتبات العامة للجمهور وفق الضوابط الوقائية المعمول بها في باقي الأماكن العامة مثل: التعقيم الشامل واليومي للمكتبات، بما فيها تعقيم الكتب التي تستخدم وتستعار قبل إعادتها للرفوف، واشتراط لبس الكمامات، والقفازات عند دخول المكتبة، وعودة الموظفين إلى موقع عملهم مع مراعات التباعد الاجتماعي، على أن يفتح المجال للمراجعين بطاقة استيعابية تصل إلى 50% فقط، بحيث يتم تحديد مدة معينة لبقاء كل زائر في المكتبة، ويفضل أن يوفر نظام يستطيع مرتادو المكتبات حجز موعد لدخول المكتبة تجنباً لحدوث الازدحام، ولتنظيم استخدام المكتبة، وختاماً نشكر القائمين على المكتبات العامة بوزارة التربية والتعليم على جهودهم لتفعيل هذه المكتبات.. ودمتم أبناء قومي سالمين.