حين يتقدم بعض النواب بمقترحات يتمناها أي إنسان تتعلق بزيادة وتحسين دخل المواطن لكنهم يعرفون مسبقاً أنها لن تتحقق بل الأدهى أنهم لا يعرفون كيف ممكن تلبيتها إنما يقدمونها إبراء للذمة ماذا نسميهم؟

أخواني الأفاضل أنتم مثل الأخ الذي يعد أخوته بعلاوة في مصروفهم اليومي سيطلبها من أبيهم، وهو يعرف أن الأب لن يتمكن من تلبية طلبه ويعرف لماذا لن يتمكن من تلبية طلبه، فهو يعرف البئر وغطاه ويعرف تفاصيل الدين الذي على أبيهم ويعرف العجز في جيبه ويعرف أن أباهم يحاول ويجتهد لسداد هذا الدين قبل أن يحجز على بيتهم وهو في سباق زمني مع الدائنين، لكن هذا الأخ يريد أن يقول لأخوته أبريت ذمتي وطلبته، ولكنه رفض، هل يريد أن يقول لأخوته أنا أحبكم لكن أباكم لا!

نحن أمام حالة من حالات استغفال الوعي الشعبي، نحن أمام حالة من حالات العجز وقلة الحيلة، فلا رأي معارض ولا رؤية مختلفة ولا مقترحات مبنية على أساس غير أساس إبراء الذمة.

عزيزي النائب إن كنت ترى في الحكومة نقصاً وعجزاً أو تقصيراً في الأداء، إن كنت ترى أن ميزانية الدولة لم توزع بشكل منصف ولا تتطابق مع البرنامج الحكومي، إن كنت ترى أن قراراتها التي اتخذتها للتقشف غير سليمة ولديك تحفظ على سياستها المالية، إن كنت -وهذا هو السؤال- لديك جواباً لكيف ستوفر 60 مليون دينار لمقترحك فتقدم بارك الله فيك وصارح الرأي العام وأعطهم البدائل وناقش ودافع عن وجهة نظرك بالأرقام.

قل لي إنك تختلف مع الحكومة في البند الفلاني، في ميزانيتها، أو قل لي إنك ستحاسب الحكومة على تأخرها في عرض حسابها الختامي للتصويت عليه، القصد أعطني شيئاً ملموساً قائماً على حسن استخدامك لأدواتك الرقابية يستطيع أن ينشط الاقتصاد ويحسن الأداء المالي ويسارع بسد العجز والدين ويزيد دخل موارد الدولة، حاسب فيما لديك من أدوات، فإن عجزت عن استخدام أدواتك فبرئ ذمتك بكشف أوجه القصور بالأرقام بالإحصائيات بالدليل.

عزيزي النائب أنت وحدك من له سلطة رقابية محصنة، ابرئ ذمتك وحلل فلوسك ببذل الجهد النوعي في عملك، أما مقترحات تضعها وأنت تأكل حب الفساد فقد فات الأوان على مثل هذا الأداء.

هل مازال أحد تنطلي عليه حيلة إبراء الذمة والعيب في الحكومة لا فيني؟

هل مازال هناك من يلعب لعبة إلقاء المقترح و«الرجال» من يرفضه؟ فإن رفضته الحكومة أقول «شفتوا الحكومة ما تحبكم»، وإن رفضه مجلس الشورى، أقول «شفتوا ذاك مجلس بصامين»، وإن رفضه أي نائب، فأقوال «شفتوا هناك نواب ملكيون أكثر من الملك»، انظروا أنا وحدي الذي أملك قلباً حنوناً عليكم وأرغب في سعادتكم، وأنتظر مدحاً يقول لي «أنت ما قصرت وفيت وكفيت» أنت وحدك من يشعر بمعاناة الفقراء وجميع من رفض ولد وفي فمه ملعقة من ذهب!!

لذلك أتمنى أن ينقل النقاش الذي سيجري في اللجان الخاصة بين الحكومة وبين أصحاب هذا المقترح علناً لا سرياً لنسمع من أين يتوقع من قدم المقترح أن يتوفر له 60 مليون دينار؟

الله يهداكم بس.. انتوا وكورونا علينا.