أكتب عنه بألم، أرثيه بحزن، رحل عنا مبكراً، اختاره المولى لجواره فحرمنا مزيداً من الوقت مع روحه النقية الطاهرة.

لم يكن شخصاً عادياً، في صغرنا كنا نعتبره الصخرة القوية في صفوف فريق الوحدة ومنتخبنا الوطني، كان لنا نجماً مهيباً بحضوره، صمام أمان، أسداً بقوته، نمراً بشراسته، وخيلاً أبيض بنقاء قلبه.

وحينما اعتزل اكتشفنا فيه الفنان ذا الحس المرهف بريشته الرائعة، الريشة التي أنتجت إهداءات غالية قدمها بنفسه لكثير من أبناء البحرين، فغدت ذكرى وإرثاً عزيزاً منه.

وحينما افتتح مجلسه الرياضي الجميل وجدنا فيه الإنسان البحريني الأصيل صاحب القلب الأبيض والابتسامة الدائمة، وجدناه شعلة نشاط لا يهدأ، همه خدمة الرياضيين، اهتم بقضايا نجومنا المعتزلين وأحوالهم، حرك مياهاً راكدة، جمع في مجلسه الطيب أشخاصاً وأضداداً اختلفوا فأصلح بينهم، حتى لحظاته الأخيرة كانت أنامله المبدعة تصنع الجمال، وكانت طيبته تغمر الجميع، وكان شغفه للأجمل والأفضل للبحرين ورياضتها هواء يتنفسه في كل لحظة.

كيف أعزيك؟ ونحن الذين يجب علينا تعزية أنفسنا، بلادنا الغالية ورياضتنا ومجتمعنا فقد رجلاً بمعنى الكلمة، فقد إنساناً رائعاً لا يتكرر، فقد حمامة سلام، وأسداً في الحق، ونجماً لا يتكرر، وهلالاً ما من هلال مثله.

مازلت أراك مثلما رأيتك وأنا صغير يتابع فريق الوحدة ونجومه، جبلاً شامخاً في الملعب، سأظل افتخر بكل كلمة وجهتها لي، بكل رسالة وبكل اتصال، ورسوماتك لي ستظل معلقة في موقع جلي أمام عيني، لتذكرني برجل وإنسان كالذهب قلما يوجد مثله في دنيانا.

رحم الله الكابتن الإنسان الوطني الرائع جمعة هلال، وكتب له الأجر والثواب العظيم لكل ما قدمه لوطنه وأناس هذه الأرض الطيبة، ربّ اجعل مثواه أعلى درجات جنتك، واجعل مرتبته مع الأنبياء والصديقين والشهداء، وخلد لنا ذكراه العطرة، وصبرنا على فراقه.

يرحل الطيبون عن دنيانا، ويتركوننا في حسرة وألم لفقدهم، ولا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنا على فراقك يا نجمنا الرياضي الجميل الكابتن جمعة هلال لمحزونون.