في ظل الأعداد المتزايدة للمصابين بفيروس كورونا (كوفيد19)، المستجد، والمتحور، إلى درجة وصولها لأرقام قياسية لم نصل لها في مملكة البحرين منذ بداية هذه الأزمة، فإنه من المستغرب حقاً أننا لا نزال نشهد ونسمع من مازال ينصح الناس بعدم أخذ اللقاح المضاد للفيروس خلافاً للتوجه العام للدولة.ولعمري إن مثل هذه الدعوات في ظل أزمة صحية عالمية ووطنية يجب أن تقابل بإجراءات حازمة وحاسمة، ذلك أنها من الممكن جداً أن تعيق الجهود الوطنية المحفزة والمشجعة للناس على المسارعة بأخذ اللقاح.وإذا كان لمثل هؤلاء -أبطال الكيبورد- مطلق الحرية في أخذ اللقاح من عدمه على اعتبار أنها حرية شخصية فإنه في الوقت نفسه ليس لهم أدنى حق في توجيه النصائح وإطلاق الدعوات للآخرين بالامتناع عن التطعيم، ومحاولة إقناعهم بنظريات المؤامرة وغيرها.ففي وضع استثنائي كهذا الذي نعيشه لا يجب أن نستمع إلا لصوت الدولة وعلينا أن نمنحها مطلق ثقتنا إذ لا يمكن وليس من المنطقي أصلاً أن تعمل دولة ضد مصلحة مواطنيها أو أن تتخذ قرارات قد تضر بهم وبصحتهم.وفي ظل هذه الأوضاع الحرجة التي يمر بها العالم أجمع والبحرين ليست بمنأى عنها، فإن الأسلم لنا -مواطنين ومقيمين- أن نضع يدنا بيد حكومتنا وفريقنا الوطني برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وأن نحترم آراء المتخصصين الذين أدلوا جميعهم بوجوب تناول اللقاح والتأكيد على مأمونيته.وليس بعيداً عنا تصريحات المقدم طبيب مناف القحطاني استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد19) قبل بضعة أيام حين أكد على أهمية أخذ التطعيم المضاد لفيروس كورونا (كوفيد19) لما يشكله من حمايةٍ للفرد وأسرته ومحيطه المجتمعي وبخاصة في ظل الانتشار السريع جداً لسلالة الفيروس المتحورة. وتوضيحه أن التطعيمات آمنة وفعالة وتسهم في تخفيف شدة الأعراض بالحالات القليلة التي من الممكن أن تصاب به بعد أخذ التطعيم ونقله للآخرين.لذلك ينبغي على الجهات المعنية أن تحاسب كل من يسعى إلى تقويض الجهود الوطنية لرفع مستوى الوعي العام بأهمية التطعيم، ويحاول التأثير في الآخرين أو تخويفهم من تبعات هذا اللقاح على خلاف مساعي الدولة والفريق الوطني.وحفاظاً على أنفسنا وعلى أحبتنا وحتى لا نفقد أحبة آخرين راحوا ضحية هذا الفيروس اللعين، يجب أن نستمع لإرشادات وتوجيهات الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد19) والذي يواصل الليل بالنهار من أجلنا ومن أجل استقرار الوضع الصحي في هذا الوطن.إن أعداد المصابين بكورونا (كوفيد19) في ارتفاع شبه يومي وأعضاء الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا ومن بينهم الدكتور وليد المانع وكيل وزارة الصحة، أعلنوها صريحة بأن السبب الرئيسي لهذا الارتفاع هو التجمعات العائلية وتجمعات المناسبات الخاصة، فهل فرحة وسعادة ساعة تغنينا عن وجع عمر كامل لو لا قدر الله وفقدنا أحد أحبتنا بسبب ذلك التجمع أو تلك المناسبة؟!* سانحة:أقل من شهرين من الزمان تفصلنا عن شهر رمضان المبارك، وها هي أعداد المصابين بكورونا (كوفيد19) تزداد بصورة مطردة، فهل سنعيش رمضان آخر في خوف وقلق وترقب؟