انتشر مقطع مصور لجدل بين شابين من شيعة أهل البحرين ممن آمن وبشدة بالولي الفقيه كمخلص منذ وصوله لإيران أي منذ الثمانينيات، أحدهما شارك في أحداث التسعينيات ثم في أحداث 2011 وكان يجادل الشاب الآخر حول فشل «فعاليات» 14 فبراير ويسخر من بطلانها وعدم جدواها مطالبه إياه بأن كفى ضياعاً، كفى أوهاما وسقفاً مرتفعاً من المطالب دون فائدة، فمن يدفع ثمن هذا الاستهتار غير أرواح الشباب وأرزاقهم.
هذا الوعي أو الصحوة التي اعترت الحاضنة الجمعية لأتباع الولي الفقيه والذي دفعها للتمرد والثورة عليه وعلى وكلائه في المنطقة كلها، بما فيها تمرد الشعب الإيراني وكل من آمن به في الدول العربية، هذا الوعي المتنامي والمتصاعد والذي يتسع قطر دائرته لترى شواهده في ثورة الجنوب العراقي وثورة الجنوب اللبناني على وكلاء المرشد الأعلى ثم ترى ارتداداته على بعض شباب «الثوره» البحرينية، جاء نتيجة فشل النموذج الأصلي، لا فضل للدولة فيه إلا أمنياً، إنما الوعي بفشل الدعوة فقد تبرع بها الداعي بعد أن فشل في إسعاد أتباعه، هذا الوعي جاء نتيجة الصدمة بالسراب وضياع الحلم، شباب الجنوب العراقي واللبناني كانوا أقوى صرخة وجهت لشباب الشرقية السعودية وشباب البحرين والكويت، نبهوههم إلى أن ينظروا لما آلت إليه أحوالهم في ظل حكم وكلاء المرشد ليتعظوا، بل لينظروا للشباب الإيراني نفسه ويتعظوا، قالوا لهم لقد آمنا مثلكم بالحلم لكننا صحونا بعد عقد من الزمان في ظل حكمهم على فقر وجوع وبؤس وحياة تعيسة، هذا الوعي وهذه الصحوة التي تصلنا تردداتها لم يحصل بجهد من أي طرف خارجي عدا الجهود الأمنية، والجهود الأمنية تعالج الناتج لكنها لا توفر العناية الصحية العقلية الأولية، إنما الصحوة كفعل جمعي للحاضنة -فإن حصل- فإنه نتيجة معايشة الفشل المتكرر ورؤية النماذج تتهاوى.
وإن شئنا توظيفها والانتفاع بها من أجل إنقاذ شبابنا ومواطنينا وأبنائنا فلا بد من عدم الركون لها فحسب بل لا بد من منع وصولها لمن هم دون العشرين!!
صحيح إن سحر البيان الإيراني للفقيه ذاته فقد زخمه وفقد خطاب وكلائه ذات الزخم أيضاً، ولم يعودوا بقادرين على تحريك الجموع كما كان الحال عليه قبل عشر سنوات، إلا أن المشروع الإيراني تعود أن يخطط للسنوات العشر القادمة دائماً ويجني الثمار بعد ذلك، هناك دوائر حكومية إيرانية وأقسام وأجهزة وميزانية ورؤية تراهن على الصفوف الثانية دائماً وعلى الجيل الذي لم يعش الانتكاسة ولم يع بها، هو يتجه الآن لمن هم أقل من العشرين عاماً لتأهيلهم لنهاية هذا العقد بخطاب جديد ولبوس جديد إنما لتحقيق ذات الأهداف، لا يعتمد على إدارة أمريكية قادمة وإدارة منتهية، لا ينتظر دعماً من أوروبا أو من قوى عابرة للحدود، هم يضعون ذلك الهدف نصب أعينهم فإن حصلوا على دعم خارجي استغلوه ووظفوه وإن لم يحصلوا استمروا في مخططهم وتجنيد أبنائنا من أجله.
فماذا عن جهد الدولة لمقابلة هذا المشروع العقدي المتواصل؟ ماذا أعددتم لإيران ولمرشدها ولوكلائها من عدة للسنوات العشر القادمة؟ كيف ستوظفون هذا الوعي وهذه الصحوة بين تلك الحواضن؟ ماذا أعدت الدولة بمؤسساتها وبأجهزتها؟ كيف ستحصنون من هم أقل من العشرين من أبنائنا من خطاب الوكلاء الجدد؟ كيف سنحميهم ونجعل خيارهم هو ظل الدولة لا ظل الفقيه؟
هذا الوعي أو الصحوة التي اعترت الحاضنة الجمعية لأتباع الولي الفقيه والذي دفعها للتمرد والثورة عليه وعلى وكلائه في المنطقة كلها، بما فيها تمرد الشعب الإيراني وكل من آمن به في الدول العربية، هذا الوعي المتنامي والمتصاعد والذي يتسع قطر دائرته لترى شواهده في ثورة الجنوب العراقي وثورة الجنوب اللبناني على وكلاء المرشد الأعلى ثم ترى ارتداداته على بعض شباب «الثوره» البحرينية، جاء نتيجة فشل النموذج الأصلي، لا فضل للدولة فيه إلا أمنياً، إنما الوعي بفشل الدعوة فقد تبرع بها الداعي بعد أن فشل في إسعاد أتباعه، هذا الوعي جاء نتيجة الصدمة بالسراب وضياع الحلم، شباب الجنوب العراقي واللبناني كانوا أقوى صرخة وجهت لشباب الشرقية السعودية وشباب البحرين والكويت، نبهوههم إلى أن ينظروا لما آلت إليه أحوالهم في ظل حكم وكلاء المرشد ليتعظوا، بل لينظروا للشباب الإيراني نفسه ويتعظوا، قالوا لهم لقد آمنا مثلكم بالحلم لكننا صحونا بعد عقد من الزمان في ظل حكمهم على فقر وجوع وبؤس وحياة تعيسة، هذا الوعي وهذه الصحوة التي تصلنا تردداتها لم يحصل بجهد من أي طرف خارجي عدا الجهود الأمنية، والجهود الأمنية تعالج الناتج لكنها لا توفر العناية الصحية العقلية الأولية، إنما الصحوة كفعل جمعي للحاضنة -فإن حصل- فإنه نتيجة معايشة الفشل المتكرر ورؤية النماذج تتهاوى.
وإن شئنا توظيفها والانتفاع بها من أجل إنقاذ شبابنا ومواطنينا وأبنائنا فلا بد من عدم الركون لها فحسب بل لا بد من منع وصولها لمن هم دون العشرين!!
صحيح إن سحر البيان الإيراني للفقيه ذاته فقد زخمه وفقد خطاب وكلائه ذات الزخم أيضاً، ولم يعودوا بقادرين على تحريك الجموع كما كان الحال عليه قبل عشر سنوات، إلا أن المشروع الإيراني تعود أن يخطط للسنوات العشر القادمة دائماً ويجني الثمار بعد ذلك، هناك دوائر حكومية إيرانية وأقسام وأجهزة وميزانية ورؤية تراهن على الصفوف الثانية دائماً وعلى الجيل الذي لم يعش الانتكاسة ولم يع بها، هو يتجه الآن لمن هم أقل من العشرين عاماً لتأهيلهم لنهاية هذا العقد بخطاب جديد ولبوس جديد إنما لتحقيق ذات الأهداف، لا يعتمد على إدارة أمريكية قادمة وإدارة منتهية، لا ينتظر دعماً من أوروبا أو من قوى عابرة للحدود، هم يضعون ذلك الهدف نصب أعينهم فإن حصلوا على دعم خارجي استغلوه ووظفوه وإن لم يحصلوا استمروا في مخططهم وتجنيد أبنائنا من أجله.
فماذا عن جهد الدولة لمقابلة هذا المشروع العقدي المتواصل؟ ماذا أعددتم لإيران ولمرشدها ولوكلائها من عدة للسنوات العشر القادمة؟ كيف ستوظفون هذا الوعي وهذه الصحوة بين تلك الحواضن؟ ماذا أعدت الدولة بمؤسساتها وبأجهزتها؟ كيف ستحصنون من هم أقل من العشرين من أبنائنا من خطاب الوكلاء الجدد؟ كيف سنحميهم ونجعل خيارهم هو ظل الدولة لا ظل الفقيه؟