استكمالاً لموضوع أمس بشأن تضاؤل القاعدة الشعبية للأيديولوجية الإيرانية في العالم العربي وتضاؤل حجم الانبهار بالتجربة الإيرانية نتيجة فشلها في تحقيق وعودها لشعبها ولتلك الحواضن التي آمنت بها وصدقتها، ننبه إلى أن ذلك لا يعني انتهاء المشروع الإيراني، فطالما أننا لا نستطيع أن نغير الجغرافيا وهذا النظام باقٍ في مكانه فإن المشروع سيستمر كل ما هناك هو إعادة تموضع والبدء بالإعداد للعقد القادم.
منذ الثمانينات استلم وكلاء إيران شبابنا الصغير ممن لم يبلغ العشرين عاماً حين ذاك، هؤلاء يبلغون الآن ستين عاماً وهم من تولى تربية جيل الألفية الثانية وغرس العقيدة الإيرانية في عقولهم ولن أقول العقيدة المذهبية فهناك فرق كبير وشاسع، ربوه على يدهم وهيؤوه بحرية تامة ومطلقة، لم تجرؤ الدولة على التدخل حين لوحوا بورقة «الخصوصية المذهبية» فخلت الساحة لهم وتفرغوا تماماً لتربية وتهيئة الحاضنة، فكان التمرد جاهزاً كل عقد من الزمان جيل يهييء جيلاً، فهل ستترك إيران هذا الفراغ الحاصل بين الحاضنة وبينها اليوم؟ هل ستنكفئ على الداخل وتترك مشروعها القائم فقط على تبني أفكارها؟ مستحيل.
ما هي أخطاؤنا التي ارتكبناها كدولة وسمحت لوكلائها للعمل بحرية تامة لاختطاف جيلين بأكملهما من حضن أوطانها وتسخيرهما لخدمة المشروع الإيراني؟ أربعون عاماً ووكلاء إيران يحكمون السيطرة التامة على حواضنهم والدولة تتفرج من بعيد، ما يفك الحصار الآن ويرخي السيطرة الإيرانية على تلك الحواضن هو المعالجة الأمنية والصحوة التي حدثت بسبب الصدمة في فشل النموذج داخل إيران وخارجها، وليس بسبب جهد من الدولة تم تفعيله برؤية شمولية تجعل من أي بيئة وطنية عصية على الاختطاف حتى وإن استظلت المحاولات بعباءة الدين أو الخصوصية المذهبية، ومع الأسف هذه الرؤية الشمولية مازالت غائبة إلى الآن.
أمننا الوطني نعالجه من منظور أمني فقط، نعالج ردات الفعل ولا نستبق الفعل ولا نبادر، نستجيب للضغوط الخارجية ونخضع لها حين تفاجئنا، هويتنا الوطنية، انصهارنا ووحدتنا، تحصين شبابنا، صد الهجمات علينا التصدي لنشر ثقافة التمرد على القوانين لكل منها مهام تندرج تحت عنوان «الأمن الوطني» لكنها مهام موزعة ومبعثرة بين الهيئات بلا استراتيجية شاملة ولا متابعة مركزية تقيم الوضع.
ما الخط الأمني الجامع بين الأوقاف ووزارة التربية والمؤسسة العامة للشباب الرياضة؟ ما الجامع بين الثقافة والإعلام وبقية المؤسسات التربوية؟ أين التنسيق بين التخطيط العمراني والأمن الوطني؟ كلها عناصر مكملة لبعضها البعض في الاستحقاق الأمني وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة، ولا يمكن أن تعمل أي منهم بلا رؤية موحدة بلا استراتيجية شاملة بلا متابعة من جهة محددة تتأكد من التزام الجميع بالخط الجامع بينهم.
نعم ضعفت المشاريع الأممية، نعم ضعف الأخوان كما ضعفت إيران، ولكن القائمين على مشروعاتهم مازالوا موجودين، وأخطاؤنا مع الأسف التي تسببت باختراقنا مازالت موجودة ولم نصححها وربما لم نتدارسها، مكتفين بضعفهم لا بتقوية أنفسنا وتحصينها.
منذ الثمانينات استلم وكلاء إيران شبابنا الصغير ممن لم يبلغ العشرين عاماً حين ذاك، هؤلاء يبلغون الآن ستين عاماً وهم من تولى تربية جيل الألفية الثانية وغرس العقيدة الإيرانية في عقولهم ولن أقول العقيدة المذهبية فهناك فرق كبير وشاسع، ربوه على يدهم وهيؤوه بحرية تامة ومطلقة، لم تجرؤ الدولة على التدخل حين لوحوا بورقة «الخصوصية المذهبية» فخلت الساحة لهم وتفرغوا تماماً لتربية وتهيئة الحاضنة، فكان التمرد جاهزاً كل عقد من الزمان جيل يهييء جيلاً، فهل ستترك إيران هذا الفراغ الحاصل بين الحاضنة وبينها اليوم؟ هل ستنكفئ على الداخل وتترك مشروعها القائم فقط على تبني أفكارها؟ مستحيل.
ما هي أخطاؤنا التي ارتكبناها كدولة وسمحت لوكلائها للعمل بحرية تامة لاختطاف جيلين بأكملهما من حضن أوطانها وتسخيرهما لخدمة المشروع الإيراني؟ أربعون عاماً ووكلاء إيران يحكمون السيطرة التامة على حواضنهم والدولة تتفرج من بعيد، ما يفك الحصار الآن ويرخي السيطرة الإيرانية على تلك الحواضن هو المعالجة الأمنية والصحوة التي حدثت بسبب الصدمة في فشل النموذج داخل إيران وخارجها، وليس بسبب جهد من الدولة تم تفعيله برؤية شمولية تجعل من أي بيئة وطنية عصية على الاختطاف حتى وإن استظلت المحاولات بعباءة الدين أو الخصوصية المذهبية، ومع الأسف هذه الرؤية الشمولية مازالت غائبة إلى الآن.
أمننا الوطني نعالجه من منظور أمني فقط، نعالج ردات الفعل ولا نستبق الفعل ولا نبادر، نستجيب للضغوط الخارجية ونخضع لها حين تفاجئنا، هويتنا الوطنية، انصهارنا ووحدتنا، تحصين شبابنا، صد الهجمات علينا التصدي لنشر ثقافة التمرد على القوانين لكل منها مهام تندرج تحت عنوان «الأمن الوطني» لكنها مهام موزعة ومبعثرة بين الهيئات بلا استراتيجية شاملة ولا متابعة مركزية تقيم الوضع.
ما الخط الأمني الجامع بين الأوقاف ووزارة التربية والمؤسسة العامة للشباب الرياضة؟ ما الجامع بين الثقافة والإعلام وبقية المؤسسات التربوية؟ أين التنسيق بين التخطيط العمراني والأمن الوطني؟ كلها عناصر مكملة لبعضها البعض في الاستحقاق الأمني وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة، ولا يمكن أن تعمل أي منهم بلا رؤية موحدة بلا استراتيجية شاملة بلا متابعة من جهة محددة تتأكد من التزام الجميع بالخط الجامع بينهم.
نعم ضعفت المشاريع الأممية، نعم ضعف الأخوان كما ضعفت إيران، ولكن القائمين على مشروعاتهم مازالوا موجودين، وأخطاؤنا مع الأسف التي تسببت باختراقنا مازالت موجودة ولم نصححها وربما لم نتدارسها، مكتفين بضعفهم لا بتقوية أنفسنا وتحصينها.