قد يبدو حدثاً عادياً أن تجد نفسك قد انضممت قسراً لمجموعة على أحد وسائل التواصل الاجتماعي دون إذن منك، ودون رغبة. بإمكانك الانسحاب أو التعايش مع المجموعة بصمت غير المعترف بها. الأمر غير العادي عندي هذه المرة أني اشتركت فجأة في مجموعة لا أعرف أحداً منها. ولا أعرف لماذا انضممت إليها. ولخلل تقني أو جهل تقني مني، لم أتمكن من الانسحاب. وحين طلبت من عضوات المجموعة حذفي. اكتشفت أنهن لا يتمكن من قراءة رسائلي!!
المجموعة تتكون من فتيات مراهقات تربطهن صداقة وزمالة. يدردشن كثيراً. يدردشن طوال النهار وساعات طويلة من الليل. في البدء لم أتضايق كثيراً لأني عطلت، سلفاً، جميع التنبيهات لكل البرامج في هاتفي. لذلك لم أكن أنتبه لرسائلهن إلا حين أفتح البرنامج نفسه. لكنني مع الوقت سئمت من وجودي في المجموعة التي لا يراني فيها أحد. بينما أنا أرى الجميع، ولا أستطيع التواصل مع إحداهن. حاولت كثيراً مغادرة المجموعة، طلبت مشورة المختصين. لم يتمكن أحد من مساعدتي، عن بعد، كان لابد من أن يعاين مختص مشكلة البرنامج لأتمكن من الانسحاب منه. حين تمكنت إحدى الزميلات من إرشادي إلى السبيل للخروج من البرنامج. قررت قبل المغادرة إلقاء نظرة سريعة على سلسلة الدردشات الطويلة التي خاضتها المراهقات. إنهن كثيرات المهاترات. كثيرات الجدل، يجادلن بعضهن في كل شيء. حين أسسن المجموعة تجادلت المؤسِسات في قائمة الملتحقات بالمجموعة. ثم تهاترن طويلاً مع بعضهن حين اكتمل التأسيس. وبدأت التهديدات بالطرد تباعاً، وعمليات الوساطة والتدخل في حالة الطرد. كنت أضحك كثيراً على عمليات الانسحاب والطرد والتهديد. وأنا المحبوسة في المجموعة التي لم أتمكن من الفرار منها. شيء من غير الهدوء يسود علاقة الاثنتي عشرة عضوة لكن شيئاً من السلام كان ينتهي به اليوم. لديهن لغة خاصة يتميزن بها، وألفاظ عنيفة بريئة لم آلف استخدامها سابقاً على النحو الذي يستخدمنه.
تأكدت حينها أن البنات، فعلاً، ألطف الكائنات. وأن عالمهن، وإن كان بسيطاً، غير أنه مثير ويجذب الفضول. وغالباً لا ينفرك منه.
أخيراً انسحبت من مجموعة المراهقات. وودت لو كان بإمكاني إلقاء كلمة وداع لهن. والثناء على لطفهن الفوضوي وعلاقتهن المضطربة المتصالحة مع نفسها. إنهن كن، بالنسبة لي، نموذجاً لقصص البنات البسيطة التي تعتقد صاحباتها أنها أعقد ما يمكن أن تعيشه إحداهن. وكان يومهن البسيط الفارغ من أي مشكلات ينتهي وكأن حرباً وضعت أوزارها باتفاقات سلام سرعان ما تتهاوى أمام أول متغير.
{{ article.visit_count }}
المجموعة تتكون من فتيات مراهقات تربطهن صداقة وزمالة. يدردشن كثيراً. يدردشن طوال النهار وساعات طويلة من الليل. في البدء لم أتضايق كثيراً لأني عطلت، سلفاً، جميع التنبيهات لكل البرامج في هاتفي. لذلك لم أكن أنتبه لرسائلهن إلا حين أفتح البرنامج نفسه. لكنني مع الوقت سئمت من وجودي في المجموعة التي لا يراني فيها أحد. بينما أنا أرى الجميع، ولا أستطيع التواصل مع إحداهن. حاولت كثيراً مغادرة المجموعة، طلبت مشورة المختصين. لم يتمكن أحد من مساعدتي، عن بعد، كان لابد من أن يعاين مختص مشكلة البرنامج لأتمكن من الانسحاب منه. حين تمكنت إحدى الزميلات من إرشادي إلى السبيل للخروج من البرنامج. قررت قبل المغادرة إلقاء نظرة سريعة على سلسلة الدردشات الطويلة التي خاضتها المراهقات. إنهن كثيرات المهاترات. كثيرات الجدل، يجادلن بعضهن في كل شيء. حين أسسن المجموعة تجادلت المؤسِسات في قائمة الملتحقات بالمجموعة. ثم تهاترن طويلاً مع بعضهن حين اكتمل التأسيس. وبدأت التهديدات بالطرد تباعاً، وعمليات الوساطة والتدخل في حالة الطرد. كنت أضحك كثيراً على عمليات الانسحاب والطرد والتهديد. وأنا المحبوسة في المجموعة التي لم أتمكن من الفرار منها. شيء من غير الهدوء يسود علاقة الاثنتي عشرة عضوة لكن شيئاً من السلام كان ينتهي به اليوم. لديهن لغة خاصة يتميزن بها، وألفاظ عنيفة بريئة لم آلف استخدامها سابقاً على النحو الذي يستخدمنه.
تأكدت حينها أن البنات، فعلاً، ألطف الكائنات. وأن عالمهن، وإن كان بسيطاً، غير أنه مثير ويجذب الفضول. وغالباً لا ينفرك منه.
أخيراً انسحبت من مجموعة المراهقات. وودت لو كان بإمكاني إلقاء كلمة وداع لهن. والثناء على لطفهن الفوضوي وعلاقتهن المضطربة المتصالحة مع نفسها. إنهن كن، بالنسبة لي، نموذجاً لقصص البنات البسيطة التي تعتقد صاحباتها أنها أعقد ما يمكن أن تعيشه إحداهن. وكان يومهن البسيط الفارغ من أي مشكلات ينتهي وكأن حرباً وضعت أوزارها باتفاقات سلام سرعان ما تتهاوى أمام أول متغير.