يبدو أنه قدّر لنا أن يمد الله في أعمارنا لنرى دور القادة في بناء النهضة الجديدة في بلداننا، لنرى كيف أن البناء ليس بالأمر الهين، وكيف هي الحروب الخفية وكيف تدار وكيف تصارع على كل الجبهات، وكيف يتلون الأعداء وما هي طرق التعامل.

بالفعل ولمن لا يعلم، نحن في زمن وعصر شبيه بتلك العصور التي كنا نقرأها في قصص الأولين، فهناك وتحديداً في الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية نرى زمناً أشبه بذلك الزمن الذي وحد به الملك عبدالعزيز رحمه الله وطيب الله ثراه، هذه الدولة التي نراها الآن شامخة تحارب على كافة الجبهات، تردع الطامعين وتواجه المتربصين وتحمي الحرمين وتعمل في الوقت ذاته على البناء والتعمير، بناء الدولة الحديثة والقادرة على قيادة محيطها في بحور من العواصف والكوارث. وهنا في مملكة الأمن والأمان، مملكة الحب والسلام، مملكة حمد الإنسانية، هناك قائد فذ بدأ في تنفيذ رؤية التطوير الشامل، رؤية لا تقل عن الرؤية التي تدور هناك على بعد عدة كيلو مترات وتحديداً في العمق والحضن العربي والإسلامي المملكة العربية السعودية، هذا القائد الذي يستمد عزيمته من عزيمة قائد الوطن ونبراسه جلالة الملك المفدى، فهو لا يقبل بأنصاف الحلول ويقود موجة تحديث شاملة وفق رؤية طموحة تتناسب مع هذا العالم المتغير وغير المستقر. بعيداً عن كل الرؤى وتفاصيلها، نحن جميعاً قدّر لنا أن نكون شاهدين على هذا العصر الذي يحمل لنا قادة من ذاك الزمن الجميل، قادة وهبوا أنفسهم لبناء أوطانهم، وسخروا جهودهم ليذكرهم التاريخ في كتب الأجيال القادمة التي ستتذكر زمننا بأنه زمن القادة الواثقين والمؤمنين بشعوبهم والمحبين لأوطانهم. سلمان بن حمد ومحمد بن سلمان.. أنتما للتاريخ تؤرخان وللمستقبل تمضيان.