لأن العلاقة التي تجمع بين المملكتين الشقيقتين، مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، أكثر من علاقة دبلوماسية عادية بين دولتين، فقد جاءت زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله إلى الرياض، للتأكيد على الدور المحوري الكبير للشقيقة الكبرى وكونها مرتكزاً للأمن القومي العربي وعامل الاستقرار الرئيس في المنطقة والاقتصاد العالمي.

وجاءت زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مع ارتفاع وتيرة محاولات مليشيا الحوثي الإرهابي لاستهداف المدنيين والمؤسسات الاقتصادية والنفطية في السعودية، والتي تلت قرارات البيت الأبيض بشأن المليشيات الإرهابية وتداعيات الملف النووي الإيراني.

فمن الواضح أن ارتفاع وتيرة الاستهداف للسعودية من قبل العناصر الإرهابية في اليمن، جاء لمحاولة دعم موقف طهران ولإرسال رسالة إلى البيت الأبيض بقدرة النظام الإيراني عبر أذرعه الإرهابية على توتير المنطقة، ومحاولة لكسب مزيد من النقاط إذا ما قررت إدارة الرئيس بايدن إعادة التفاوض حول الملف النووي الإيراني وما يرتبط به من قرارات اقتصادية وعسكرية وأمنية.

وبالعودة إلى زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فإنها تأتي تأكيداً لموقف مملكة البحرين الواضح والدائم بالوقوف مع الشقيقة الكبرى أمام كل محاولات استهداف استقرارها وأمنها، خصوصاً بعد وضوح ما يحاك من مؤامرات والمحاولات المتكررة للمس برموزها وقيادتها ورمزيتها كحصن إسلامي وقلعة عربية للأمن والاستقرار.

إضافة إلى كل ما سبق، فإن زيارة سمو ولي العهد رئيس الوزراء إلى المملكة العربية السعودية، أكدت فيما لا يدع مجالاً للشك على موقف البحرين الثابت المساند للسعودية، واستعدادها لتقديم الدعم لكل الإجراءات والخطوات التي تتخذها السعودية من أجل حفظ أمن مواطنيها واستقرارها والاستمرار في مساعيها في البناء والتنمية، وهو موقف ثابت وتاريخي أكدت عليه مملكة البحرين منذ بدايات تأسيسها إلى الآن.

وأخيراً.. فإن الموقف البحريني الداعم والمساند لحق السعودية في الدفاع عن أمنها واستقرارها لم يقتصر على الجانب الرسمي فحسب؛ بل أن أبناء البحرين جميعاً وعبر مختلف وسائل الإعلام والمنصات الاجتماعية أعلنوا هذا الموقف الشعبي الوطني، إلى جانب توافق جميع أعضاء مجلس النواب البحريني لإصدار بيان واضح يرفض المساس بسيادة السعودية، أو التشكيك في مؤسساتها القضائية، ومؤكدين قدرة المملكة الشقيقة على مكافحة هذا الإرهاب والعنف بكل قوة وحزم.

* إضاءة..

لا شك أن من أهم مسؤوليات الدولة إلى جانب المؤسسات الأهلية المختلفة، حفظ المجتمع وصون قيمه وتقاليده، ولهذا الهبة الشعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة ما عرف بـ «قهوة الرضاعة»، وهي بالتأكيد سلوك خارج عن كل قيم المجتمع، ورسالة خاطئة تتنافى مع كل عادات وأعراف المجتمع الخليجي بشكل عام والبحريني الأصيل بشكل خاص.

أنا شخصياً لست ضد الابتكار والتجديد والتفكير خارج الصندوق في مجال الأعمال، ولكن أن يكون هذا الابتكار متوافقاً مع قيم المجتمع وعاداته ومراعياً للصحة والسلامة، وليس مجرد تأثر وتقليد أعمى للخارج.