استكمالاً لما طرحناه في المقال السابق «التجني على الأنصاري»، حول موضوع العروبة في مشروعه الفكري، لا يمكن تجاهل نضاله الفكري على مدار نصف قرن في مجالي التنوير والوحدة، بعيداً عن الشعاراتية، في نظرته إلى الوحدة العربية تحديداً، ويمكن تلخيص جوهر هذه الرؤية في النقاط التالية:
* القلق على الدولة الوطنية من «القبلية والطائفية والمناطقية» دفع الأنصاري إلى الدعوة لتعزيز وحدة الدول الوطنية، وليس تعزيز النزعات الانعزالية في الفكر والسياسة، مثلما يدعي البعض. وقد أثبت الواقع مشروعية هذا القلق وجديته، حيث تعرضت دول عربية عديدة إلى مخاطر التفكك والانقسام، بل ودخول بعضها في دوامة الفوضى وانهيار الدولة.
* الوحدة العربية يجب أن تقوم على الاختيار الحر، وليس على الضم والإلحاق، ولا يمكن أن تُبنى إلا على أساس ديمقراطي حر؛ لأنّه لا قيام للعروبة إلا بقبول التعايش والتسامح داخل تنوعاتها القبلية والمناطقية والمذهبية والتعدديات الإثنية التي يمكن دمجها على المدى البعيد.
* الحاجة إلى عمل فكري وثقافي لتصحيح الوعي العربي المنقسم بين الأيديولوجيا وإكراهات الواقع، فالحركات السياسية التي ظهرت في القرن العشرين اتصفت-في نظر الأنصاري-«بالرومانسية التي تنساق وراء الحلم»، من دون اعتبار لقدرة الواقع على الاحتمال. حيث لا يمكن لأي هدف أن يدخل حسابات السياسة ويثبت فيها، إلا إذا كان مؤسساً على معطيات موضوعية مجردة من العواطف والشعارات.
* اعتبار اللحظة التاريخية الراهنة لحظة ضياع وإحباط وغضب، بسبب اختلال التوازنات في المنطقة لغير صالح العرب. وإذا كان من السهل أن ينفعل الإنسان العربي، ويبكي بسبب هذه الظروف، فمن الصعب من وجهة نظر الأنصاري، أن يفكر بهدوء، ونتيجة لذلك، فإن العروبة التي كانت عنواناً حيوياً للمرحلة السابقة، أصبحت أول ضحية لهذا الوضع، الذي وصل العرب فيه إلى بؤس وشقاء وتشتت.
* رفض ما يسميه الأنصاري بـ«العراء العدمي» في النظر إلى احتمالات الوحدة العربية، من دون البحث في تقديم البديل، وهي النزعة التي « تسهم في البلبلة الراهنة وهدم الثوابت»، والتأسيس لما يسميه: «بالضياع الفكري والبكائيات التي تنعى العروبة واللغة العربية وثقافتها، من دون التبصر بالمعطيات المعرفية أو الموضوعية»، الأمر الذي أنتج «العربي الكاره لنفسه» ومل الانتظار، فلم يجد مخرجاً إلا بالبحث عن «بديل متوسطي أو افريقي، أو أفغاني-طالباني».
* إن الوحدة العربية يجب أن تتأسس على حقائق موضوعية، مستدلاً بنموذج الوحدة الأوروبية، «التي قامت بين قوميات تصارعت في الماضي القريب، وتحدوها قناعة بأنه لا مكان ولا أمان إلا للأقوياء»، فكانت هذه الوحدة «فعل العقل في التاريخ، بلا رثاء أو بكاء.». تلك أهم النقاط التي يمكن الاستدلال بها أن مشروع الأنصاري الفكري، لم يكن قط معادياً للعروبة، ولا منظراً للقطرية الانعزالية مثلما يزعم بعض منتقديه.
* القلق على الدولة الوطنية من «القبلية والطائفية والمناطقية» دفع الأنصاري إلى الدعوة لتعزيز وحدة الدول الوطنية، وليس تعزيز النزعات الانعزالية في الفكر والسياسة، مثلما يدعي البعض. وقد أثبت الواقع مشروعية هذا القلق وجديته، حيث تعرضت دول عربية عديدة إلى مخاطر التفكك والانقسام، بل ودخول بعضها في دوامة الفوضى وانهيار الدولة.
* الوحدة العربية يجب أن تقوم على الاختيار الحر، وليس على الضم والإلحاق، ولا يمكن أن تُبنى إلا على أساس ديمقراطي حر؛ لأنّه لا قيام للعروبة إلا بقبول التعايش والتسامح داخل تنوعاتها القبلية والمناطقية والمذهبية والتعدديات الإثنية التي يمكن دمجها على المدى البعيد.
* الحاجة إلى عمل فكري وثقافي لتصحيح الوعي العربي المنقسم بين الأيديولوجيا وإكراهات الواقع، فالحركات السياسية التي ظهرت في القرن العشرين اتصفت-في نظر الأنصاري-«بالرومانسية التي تنساق وراء الحلم»، من دون اعتبار لقدرة الواقع على الاحتمال. حيث لا يمكن لأي هدف أن يدخل حسابات السياسة ويثبت فيها، إلا إذا كان مؤسساً على معطيات موضوعية مجردة من العواطف والشعارات.
* اعتبار اللحظة التاريخية الراهنة لحظة ضياع وإحباط وغضب، بسبب اختلال التوازنات في المنطقة لغير صالح العرب. وإذا كان من السهل أن ينفعل الإنسان العربي، ويبكي بسبب هذه الظروف، فمن الصعب من وجهة نظر الأنصاري، أن يفكر بهدوء، ونتيجة لذلك، فإن العروبة التي كانت عنواناً حيوياً للمرحلة السابقة، أصبحت أول ضحية لهذا الوضع، الذي وصل العرب فيه إلى بؤس وشقاء وتشتت.
* رفض ما يسميه الأنصاري بـ«العراء العدمي» في النظر إلى احتمالات الوحدة العربية، من دون البحث في تقديم البديل، وهي النزعة التي « تسهم في البلبلة الراهنة وهدم الثوابت»، والتأسيس لما يسميه: «بالضياع الفكري والبكائيات التي تنعى العروبة واللغة العربية وثقافتها، من دون التبصر بالمعطيات المعرفية أو الموضوعية»، الأمر الذي أنتج «العربي الكاره لنفسه» ومل الانتظار، فلم يجد مخرجاً إلا بالبحث عن «بديل متوسطي أو افريقي، أو أفغاني-طالباني».
* إن الوحدة العربية يجب أن تتأسس على حقائق موضوعية، مستدلاً بنموذج الوحدة الأوروبية، «التي قامت بين قوميات تصارعت في الماضي القريب، وتحدوها قناعة بأنه لا مكان ولا أمان إلا للأقوياء»، فكانت هذه الوحدة «فعل العقل في التاريخ، بلا رثاء أو بكاء.». تلك أهم النقاط التي يمكن الاستدلال بها أن مشروع الأنصاري الفكري، لم يكن قط معادياً للعروبة، ولا منظراً للقطرية الانعزالية مثلما يزعم بعض منتقديه.