التواصل مع ممثلي الأحزاب اليسارية في أوروبا وأمريكا ومع جماعات الضغط وكذلك مع موظفي مكاتبهم وحتى التواصل مع الوفود الحكومية الرسمية الغربية يحتاج لخارطة طريق كي نعرف كيفية التأثيرعليهم وإقناعهم بوجهة نظرنا، تلك مهمة دولة لا مهمة الخارجية فحسب.
ما يتم الآن لا يزيد عن اجتهادات فردية من قبل البعثات الدبلوماسية إن وجدت والباقي متروك لوقت الأزمات فقط، كل سفير يذهب ويرتجل وإما صابت أو خابت، بإمكانيات محدودة جداً جداً.
في حين تتواجد مجموعات قاطنة في تلك المدن الأوروبية ومثلهم في واشنطن تتنقل من عاصمة لعاصمة تلتقي بهم باستمرار وتزودهم بما تريد من معلومات ممولة من إيران وممولة من هذه الأحزاب وممولة من قطر، تؤثر على تقاريرهم وترسم لهم الصورة التي يودونها أن تصل، هؤلاء هم مصادرهم.
بالمقابل لدينا العديد من القوى المؤثرة والمعطلة وغير المفعلة وغير المستثمرة وغير الموظفة توظيفاً يخدم مصالحنا.
لدينا على سبيل المثال سلطاتنا التشريعية التي -مع الأسف- غير مفعلة كما ينبغي وهي التي تمثل الدبلوماسية البرلمانية كرافد مؤثر لا يقل أهمية عن الدبولماسية الرسمية، حين تزورنا الوفود البرلمانية أو حين يسافر لها وفود من عندنا، لا نهتم بمن سيلتقي بهم، كيف سيحدثهم؟ ماذا سيقول لهم؟ هل يعرف كيفية مخاطبتهم وهنا لا أقصد اللغة فحسب، بل ما هي مفاتيحهم؟
مع احترامي للجميع وليس تقليلاً بأي أحد ولا بولائه أو بانتمائه الوطني، فالجميع لهم كل التقدير، ولكننا لسنا في سباق إثبات الولاء، لذلك على المجلسين اختيار (الجنود) في تلك اللقاءات كل حسب إمكانياته، وتلك اللقاءات والاجتماعات سواء عندنا أو عندهم زارونا أو شكلنا وفداً لزيارتهم، لتكن تشكيلة من يحضر اللقاء تخدم الرسالة التي نود إيصالها، بالطريقة التي يفهمونها هم لا تلك التي نود أن نقولها فحسب، فهي واحدة من تلك المعارك التي علينا أن نسجل فيها أهدافاً لصالحنا (ترا الإيثار وإعطاء الخباز خبزه في مثل هذه اللحظات عمل وطني أيضاً)
ثانياً لدينا قوى ناعمة مؤثرة جداً في تلك العقليات بإمكانها أن تحمل الرسالة السياسية التي نريدها إنما بشكل غير مباشر، لدينا نساء رائدات في أعمالهن لدينا فنانون، لدينا إعلاميون، لدينا تراثنا وإرثنا الحضاري ممثلاً في فلوكلورنا، وحتى في مقتنياتنا الأثرية التي تبين عمقنا الحضاري بإمكان كل هؤلاء وأكثر أن يلتقوا بتلك الوفود إن زارت البحرين وبالإمكان إقامة الفعاليات البحرينية في تلك العواصم وللتتضافر الجهات في تمويل مثل هذه اللقاءات، إذ ليس بالضرورة أن نتحجج دائماً بقلة الميزانية، استثمروا في الدبلوماسية الشعبية مثلما نجحت الشيخة مي في الاستثمار في الثقافة.
أخيراً وليس آخراً لدينا العديد من السيدات في مناصب هامة ومتقدمة في القطاع الحكومي والخاص ولديهن القدرة على التحدث والتأثير لغة وحضوراً، لكننا لا نراهن إلا نادراً ضمن من يجلس مع زوارنا الذين يحضرون اللقاءات مع القيادات في الدولة، وفودهم الغربية دائماً بها نساء ووفودنا ذكورية، لتكن المرأة حاضرة دائماً في الصورة البحرينية الرسمية والشعبية فلحضورها أثر كبير على موقعنا، وهو موقع متقدم ولله الحمد، ولكن حضور الاجتماعات واللقاءات لا تعكسه أبداً، وعلى جميع المستويات بما فيها العسكرية، ترى نسائهن حاضرات دوماً.
الخلاصة هؤلاء الذين يصوتون ضدنا عبارة عن خليط، نحتاج لخارطة تصنفهم، فقلة منهم من يتعمد ويصر وربما مدفوع له للتصويت ضدنا وربما قناعاته المسبقة، وهؤلاء مهما فعلت لهم لن يصوتوا معنا لأنهم أصحاب أجندة، إنما غالبية كبيرة بالإمكان تغير وجهة نظرهم عنا وبالإمكان جعلهم يروننا بشكل مغايرعما ينقلونه لهم تلك الجماعات المتمركزة هناك ودائمة الالتقاء بهم، نحتاج إلى قليل من التفكير خارج الصندوق دونما وضع العراقيل المسبقة.
{{ article.visit_count }}
ما يتم الآن لا يزيد عن اجتهادات فردية من قبل البعثات الدبلوماسية إن وجدت والباقي متروك لوقت الأزمات فقط، كل سفير يذهب ويرتجل وإما صابت أو خابت، بإمكانيات محدودة جداً جداً.
في حين تتواجد مجموعات قاطنة في تلك المدن الأوروبية ومثلهم في واشنطن تتنقل من عاصمة لعاصمة تلتقي بهم باستمرار وتزودهم بما تريد من معلومات ممولة من إيران وممولة من هذه الأحزاب وممولة من قطر، تؤثر على تقاريرهم وترسم لهم الصورة التي يودونها أن تصل، هؤلاء هم مصادرهم.
بالمقابل لدينا العديد من القوى المؤثرة والمعطلة وغير المفعلة وغير المستثمرة وغير الموظفة توظيفاً يخدم مصالحنا.
لدينا على سبيل المثال سلطاتنا التشريعية التي -مع الأسف- غير مفعلة كما ينبغي وهي التي تمثل الدبلوماسية البرلمانية كرافد مؤثر لا يقل أهمية عن الدبولماسية الرسمية، حين تزورنا الوفود البرلمانية أو حين يسافر لها وفود من عندنا، لا نهتم بمن سيلتقي بهم، كيف سيحدثهم؟ ماذا سيقول لهم؟ هل يعرف كيفية مخاطبتهم وهنا لا أقصد اللغة فحسب، بل ما هي مفاتيحهم؟
مع احترامي للجميع وليس تقليلاً بأي أحد ولا بولائه أو بانتمائه الوطني، فالجميع لهم كل التقدير، ولكننا لسنا في سباق إثبات الولاء، لذلك على المجلسين اختيار (الجنود) في تلك اللقاءات كل حسب إمكانياته، وتلك اللقاءات والاجتماعات سواء عندنا أو عندهم زارونا أو شكلنا وفداً لزيارتهم، لتكن تشكيلة من يحضر اللقاء تخدم الرسالة التي نود إيصالها، بالطريقة التي يفهمونها هم لا تلك التي نود أن نقولها فحسب، فهي واحدة من تلك المعارك التي علينا أن نسجل فيها أهدافاً لصالحنا (ترا الإيثار وإعطاء الخباز خبزه في مثل هذه اللحظات عمل وطني أيضاً)
ثانياً لدينا قوى ناعمة مؤثرة جداً في تلك العقليات بإمكانها أن تحمل الرسالة السياسية التي نريدها إنما بشكل غير مباشر، لدينا نساء رائدات في أعمالهن لدينا فنانون، لدينا إعلاميون، لدينا تراثنا وإرثنا الحضاري ممثلاً في فلوكلورنا، وحتى في مقتنياتنا الأثرية التي تبين عمقنا الحضاري بإمكان كل هؤلاء وأكثر أن يلتقوا بتلك الوفود إن زارت البحرين وبالإمكان إقامة الفعاليات البحرينية في تلك العواصم وللتتضافر الجهات في تمويل مثل هذه اللقاءات، إذ ليس بالضرورة أن نتحجج دائماً بقلة الميزانية، استثمروا في الدبلوماسية الشعبية مثلما نجحت الشيخة مي في الاستثمار في الثقافة.
أخيراً وليس آخراً لدينا العديد من السيدات في مناصب هامة ومتقدمة في القطاع الحكومي والخاص ولديهن القدرة على التحدث والتأثير لغة وحضوراً، لكننا لا نراهن إلا نادراً ضمن من يجلس مع زوارنا الذين يحضرون اللقاءات مع القيادات في الدولة، وفودهم الغربية دائماً بها نساء ووفودنا ذكورية، لتكن المرأة حاضرة دائماً في الصورة البحرينية الرسمية والشعبية فلحضورها أثر كبير على موقعنا، وهو موقع متقدم ولله الحمد، ولكن حضور الاجتماعات واللقاءات لا تعكسه أبداً، وعلى جميع المستويات بما فيها العسكرية، ترى نسائهن حاضرات دوماً.
الخلاصة هؤلاء الذين يصوتون ضدنا عبارة عن خليط، نحتاج لخارطة تصنفهم، فقلة منهم من يتعمد ويصر وربما مدفوع له للتصويت ضدنا وربما قناعاته المسبقة، وهؤلاء مهما فعلت لهم لن يصوتوا معنا لأنهم أصحاب أجندة، إنما غالبية كبيرة بالإمكان تغير وجهة نظرهم عنا وبالإمكان جعلهم يروننا بشكل مغايرعما ينقلونه لهم تلك الجماعات المتمركزة هناك ودائمة الالتقاء بهم، نحتاج إلى قليل من التفكير خارج الصندوق دونما وضع العراقيل المسبقة.