ما حدث في سوريا خلال السنوات العشر الأخيرة من صراع مرير غذَاه الغرب وتورط فيه بعض العرب، حول هذا البلد إلى مستنقع غارق في حرب أهلية خلفت حصيلة مرعبة من الضحايا والضياع الذي امتد إلى باقي المنطقة، وربما إلى العالم، وجعل مستقبل سوريا وشعبها غامضاً، وربما بأيدي القوى الأجنبية إلى حد كبير. ومن المؤسف أن العرب قد أدركوا هذا الأمر متأخرين، وبعد فوات الأوان تقريباً، بعد أن أخطأوا في التعامل مع هذا الملف في البداية وفي النهاية، في الدعم وفي الانسحاب. ولذلك فإنهم اليوم فاقدون لأي تأثير على هذه الساحة، لأنهم تعاملوا مع الملف السوري بشكل غير حصيف، عندما اصطفوا ضد الدولة السورية، وضد السلطة الشرعية، والتي -مهما كانت أخطاؤها كبيرة- تظل السلطة التي تمسك بالأرض وتدير البلاد وتحمي حدودها ووحدتها الوطنية وسيادتها. فكانت النتيجة تعطيل أي إمكانية للتأثير العربي في مجريات الحل في هذا البلد، وبما يحفظ وحدته، ولذلك أصبح هذا الملف بين أيدي الأتراك والروس والإيرانيين، وأصبح العرب خارج المعادلة تماماً، وتجري المفاوضات لتقرير مستقبل سوريا وشعبها بعيداً عنهم تماماً، مع الإدراك المتأخر بأن سوريا المقسمة طائفياً وعرقياً، والمثقلة بسلاح الفوضى هي أسوأ على الجميع من سوريا الموحدة، تحت سلطة مركزية واحدة، لأن التفكيك والتقسيم لم يساهما في تأمين الاستقرار الذي يتحدث عنه الجميع.
فسوريا الدولة ظلمت «كما ظلم العراق من قبلها وكذلك ليبيا»، من خلال التبني العالمي «تآمراً» للفوضى، وحتى التبني العربي «تبعية» لتشخيص الوضع على أنه صراع ثنائي داخلي «شعب-ونظام» حول الديمقراطية «وهو ما حاضرا فعلاً في أذهان بعض الشباب خلال الأيام الأولى للاحتجاجات»، لكن توجيه الأحداث بعد ذلك قد جُير لضرب مقدرات الأمة وتخريب بنيتها العقائدية والاجتماعية لحساب الرابحين إقليمياً ودولياً. وعليه فإن الإصداع بالحق اليوم، سيما وقد وقف أغلب العرب على خطأ تقديراتهم «بما في ذلك تقديرهم لحجمها ولتأثيرها»، يمنحنا الفرصة ولو متأخرة للإعلان عن كوننا جارينا «وتورطنا في» تمزيق شرايين أمننا القومي واحداً تلو الآخر. فكانت الحصيلة المنكرة للسنوات التي استغرقتها هذه الكارثة «وما تزال» خير دليل على أننا مغامرون هواة، صمموا على المشاركة في اللعبة التي لم تكن تعني غير رهن أمننا القومي العربي للقوى الدولية والإقليمية، وتخريب جميع ما بني بعد مرحلة التحرر الوطني العربي من الاستعمار القديم. ومن الطبيعي أن نرى اليوم الأتراك والفرس يعيدون إنتاج تاريخ السيطرة والهيمنة على الإقليم العربي، مثلما كانوا دائماً، يأملون بأن نكون على حدودهم مجرد طرائد جريحة ليعملوا فيها أنياب أحلامهم وثاراتهم الإمبراطورية، أما الميليشيات الطائفية، وكتائب الإثنيات الانفصالية، فقد كانت دائماً، عن رضا وتواطؤ أو عن مناورة متهورة، مخالب لأعداء الأمة الجريحة.
فسوريا الدولة ظلمت «كما ظلم العراق من قبلها وكذلك ليبيا»، من خلال التبني العالمي «تآمراً» للفوضى، وحتى التبني العربي «تبعية» لتشخيص الوضع على أنه صراع ثنائي داخلي «شعب-ونظام» حول الديمقراطية «وهو ما حاضرا فعلاً في أذهان بعض الشباب خلال الأيام الأولى للاحتجاجات»، لكن توجيه الأحداث بعد ذلك قد جُير لضرب مقدرات الأمة وتخريب بنيتها العقائدية والاجتماعية لحساب الرابحين إقليمياً ودولياً. وعليه فإن الإصداع بالحق اليوم، سيما وقد وقف أغلب العرب على خطأ تقديراتهم «بما في ذلك تقديرهم لحجمها ولتأثيرها»، يمنحنا الفرصة ولو متأخرة للإعلان عن كوننا جارينا «وتورطنا في» تمزيق شرايين أمننا القومي واحداً تلو الآخر. فكانت الحصيلة المنكرة للسنوات التي استغرقتها هذه الكارثة «وما تزال» خير دليل على أننا مغامرون هواة، صمموا على المشاركة في اللعبة التي لم تكن تعني غير رهن أمننا القومي العربي للقوى الدولية والإقليمية، وتخريب جميع ما بني بعد مرحلة التحرر الوطني العربي من الاستعمار القديم. ومن الطبيعي أن نرى اليوم الأتراك والفرس يعيدون إنتاج تاريخ السيطرة والهيمنة على الإقليم العربي، مثلما كانوا دائماً، يأملون بأن نكون على حدودهم مجرد طرائد جريحة ليعملوا فيها أنياب أحلامهم وثاراتهم الإمبراطورية، أما الميليشيات الطائفية، وكتائب الإثنيات الانفصالية، فقد كانت دائماً، عن رضا وتواطؤ أو عن مناورة متهورة، مخالب لأعداء الأمة الجريحة.