المشهد الأول
الزمان نهاراً من أيام السبعينات وقت الضحى.
المكان غرفة خالية من الأثاث إلا من (دواشق وزوليه عتيجه) باب مفتوح ونافذة علوية يتسلل منها شعاع الشمس بغباره
الحضور.
أم عبدالله صاحبة المجلس
أم شيخة وأم يوسف وأم علي
أمامهن صينية بيضاء تنك دائرية مزركشة باللون البرتقالي والأزرق، بها صحن به موزة وتفاحة وبرتقالة ومعهم سكينة، وملة تنك بها أناناس معلب، وملة بها تمر وعلبة بستوك أزرق، ودلة قهوة وملة كبيرة بها ماء وفناجين القهوة.
مجلس «أم عبدالله»مجلس تجتمع فيه نساء الفريج على شاي الضحى ترتاده أربع سيدات دائمات العضوية وأخريات مؤقتات، ولكل من النساء الأربع شخصية مختلفة عن الأخرى، لكنهن متوافقات توافق المجتمع البحريني البسيط حين ذاك، هذه التوليفة كانت عبارة عن حلقات أسبوعية دأبت على كتابتها في مجلة «صدى الأسبوع» بالعامية في منتصف الثمانينات، وأعتقد أعتقد أنني أحتفظ ببعض نسخها، قدمت الأولى منها للأستاذ علي سيار رحمه الله فأعجبته وطلب مني أن أستمر في كتابتها كلما حانت لي الفرصة، ثم جاء الأستاذ عقيل سوار كمدير للتحرير حين ذاك وأصر أن أستمر في كتابتها أسبوعياً.
الفكرة كانت أن نتناول قضايا محلية معقدة بأسلوب شعبي مخفف وبسيط لتصل الرسالة... وعلى ما أذكر كانت هذه واحدة من الحلقات.
النساء الأربع في المجلس يتبادلن أطراف الحديث
أم شيخه: ياكم بيل الماي؟
أم يوسف: يانه وشنو ذي؟ ليش هالقد؟ عذاري وسابها ما يطلع بيلهم هالقد اشدعوه؟
أم عبدالله صاحبة المجلس: من فضلكم ما نبي حجي في السياسة
أم يوسف وهي تمطط شفتها وتلوي رقبتها الجهة الثانية: بسك تحجت الفيلسوفه.
ثم وجهت كلامها لأم عبدالله: و ين السياسه اللي يسلمج؟ وبعدين اللي يده في الماي مو مثل اللي يده في الضو يا حكيمة زمانج.
أم شيخه: إنت يام عبدالله الله راهي عليج ما تحسين بحرقة البيل مثلنا
أم عبدالله وقد وضعت السكين من يدها ولم تكمل تقطيع الفاكهة: حالي من حالكم شعندي زود؟ ريلي مسؤول صغير في الحكومة، لكن مقيولة الرازق في السما والحاسد في الأرض ما صار تلفزيون هاللي شريناه! ولا سفره قصيره لمصر أنا وبوعبدالله والعيال.
أم يوسف: أم علي؟
وقبل أن تجيب أم علي تكمل أم يوسف : اشوفج اتلتيين الميوه ولا سمعنا صوتج.
أم علي تغص باللقمه: طفه طفه بغيت أشرق حسبي الله عليج، اشعليكم منها مطالعينها في كل شي، بوعبدالله محسود وكلمن يطالع اللقمه اللي في يده أقصاه موظف بس اهو احليو مع الناس وطيب ويسلك لهم أمورهم ما يعقد الأمور مثل باقي المسؤولين.
أم عبدالله: والله ما ادري تمدحين لو تنغزين؟
أم شيخه: لا اهي قصدها أن وايد نفس وظيفة بوعبدالله بس معقدين وويهم متشر ما تمشي المعاملات عندهم إلا بالعزر، عكس بوعبدالله اللي يروح له يلقى أموره سهالات.
فجأة يقتحم عبدالله ذو السنوات العشر المجلس ويلقي بنفسه على الأرض و هو يلهث
عبدالله: يمه عطيني دفتج بسرعه يالله قومي اشفيج آبي دفه عطيني دفتج يالله .. الربع ينطروني.
أم عبدالله : بسم الله الرحمن الرحيم اشفيك داش علينا (سلايد) (نسيت أقولكم أم عبدالله لها في الكوووره) ثارت أغبره حسبي الله على ابليسك واشتبي في الدفه فشلتني الله يفشلك.
عبدالله: إخذي شوفي شحصلت
عبدالله يرمي عدداً من العملات النقدية في حضن أمه
أم عبدالله والدهشه تعتريها: من وين لك هالفلوس
عبدالله وهو يبلع ريقه: يمه ذي اللي حصلته من غير دفه، اشلون لو علي دفه؟
أم عبدالله: ما فهمت شي
عبدالله: يمه سعود رفيجي لبس دفه وقعد عند المسيد وقالي أراهنك أطلع أكثر من معاش أبوك في يلسه وحده، يمه حصل عشرين روبيه، خوش شغله يمه، أنا قاعد يم سعود أعد الفلوس عبالهم ولدها وحصلت -عشر ربيات، يمه ترا الجمبزه تطلع فلووووس فيلووووس.
أم عبدالله تتناول نعال الزنوبة وتقذف ابنها وهي تطرده
أم عبدالله: قم يا الطرح لا بارك الله فيك هذي اللي قاصر بعد
أم يوسف: أقول أم عبدالله الا تقولين حالنا من حالكم؟ اممممم (وتلوي أم يوسف بوزها) صدق عبيد الجمبزه اهي اللي ماشيه هالأيام ثم بصوت هامس (من وين بييبه؟)
بس وسلامتكم.
{{ article.visit_count }}
الزمان نهاراً من أيام السبعينات وقت الضحى.
المكان غرفة خالية من الأثاث إلا من (دواشق وزوليه عتيجه) باب مفتوح ونافذة علوية يتسلل منها شعاع الشمس بغباره
الحضور.
أم عبدالله صاحبة المجلس
أم شيخة وأم يوسف وأم علي
أمامهن صينية بيضاء تنك دائرية مزركشة باللون البرتقالي والأزرق، بها صحن به موزة وتفاحة وبرتقالة ومعهم سكينة، وملة تنك بها أناناس معلب، وملة بها تمر وعلبة بستوك أزرق، ودلة قهوة وملة كبيرة بها ماء وفناجين القهوة.
مجلس «أم عبدالله»مجلس تجتمع فيه نساء الفريج على شاي الضحى ترتاده أربع سيدات دائمات العضوية وأخريات مؤقتات، ولكل من النساء الأربع شخصية مختلفة عن الأخرى، لكنهن متوافقات توافق المجتمع البحريني البسيط حين ذاك، هذه التوليفة كانت عبارة عن حلقات أسبوعية دأبت على كتابتها في مجلة «صدى الأسبوع» بالعامية في منتصف الثمانينات، وأعتقد أعتقد أنني أحتفظ ببعض نسخها، قدمت الأولى منها للأستاذ علي سيار رحمه الله فأعجبته وطلب مني أن أستمر في كتابتها كلما حانت لي الفرصة، ثم جاء الأستاذ عقيل سوار كمدير للتحرير حين ذاك وأصر أن أستمر في كتابتها أسبوعياً.
الفكرة كانت أن نتناول قضايا محلية معقدة بأسلوب شعبي مخفف وبسيط لتصل الرسالة... وعلى ما أذكر كانت هذه واحدة من الحلقات.
النساء الأربع في المجلس يتبادلن أطراف الحديث
أم شيخه: ياكم بيل الماي؟
أم يوسف: يانه وشنو ذي؟ ليش هالقد؟ عذاري وسابها ما يطلع بيلهم هالقد اشدعوه؟
أم عبدالله صاحبة المجلس: من فضلكم ما نبي حجي في السياسة
أم يوسف وهي تمطط شفتها وتلوي رقبتها الجهة الثانية: بسك تحجت الفيلسوفه.
ثم وجهت كلامها لأم عبدالله: و ين السياسه اللي يسلمج؟ وبعدين اللي يده في الماي مو مثل اللي يده في الضو يا حكيمة زمانج.
أم شيخه: إنت يام عبدالله الله راهي عليج ما تحسين بحرقة البيل مثلنا
أم عبدالله وقد وضعت السكين من يدها ولم تكمل تقطيع الفاكهة: حالي من حالكم شعندي زود؟ ريلي مسؤول صغير في الحكومة، لكن مقيولة الرازق في السما والحاسد في الأرض ما صار تلفزيون هاللي شريناه! ولا سفره قصيره لمصر أنا وبوعبدالله والعيال.
أم يوسف: أم علي؟
وقبل أن تجيب أم علي تكمل أم يوسف : اشوفج اتلتيين الميوه ولا سمعنا صوتج.
أم علي تغص باللقمه: طفه طفه بغيت أشرق حسبي الله عليج، اشعليكم منها مطالعينها في كل شي، بوعبدالله محسود وكلمن يطالع اللقمه اللي في يده أقصاه موظف بس اهو احليو مع الناس وطيب ويسلك لهم أمورهم ما يعقد الأمور مثل باقي المسؤولين.
أم عبدالله: والله ما ادري تمدحين لو تنغزين؟
أم شيخه: لا اهي قصدها أن وايد نفس وظيفة بوعبدالله بس معقدين وويهم متشر ما تمشي المعاملات عندهم إلا بالعزر، عكس بوعبدالله اللي يروح له يلقى أموره سهالات.
فجأة يقتحم عبدالله ذو السنوات العشر المجلس ويلقي بنفسه على الأرض و هو يلهث
عبدالله: يمه عطيني دفتج بسرعه يالله قومي اشفيج آبي دفه عطيني دفتج يالله .. الربع ينطروني.
أم عبدالله : بسم الله الرحمن الرحيم اشفيك داش علينا (سلايد) (نسيت أقولكم أم عبدالله لها في الكوووره) ثارت أغبره حسبي الله على ابليسك واشتبي في الدفه فشلتني الله يفشلك.
عبدالله: إخذي شوفي شحصلت
عبدالله يرمي عدداً من العملات النقدية في حضن أمه
أم عبدالله والدهشه تعتريها: من وين لك هالفلوس
عبدالله وهو يبلع ريقه: يمه ذي اللي حصلته من غير دفه، اشلون لو علي دفه؟
أم عبدالله: ما فهمت شي
عبدالله: يمه سعود رفيجي لبس دفه وقعد عند المسيد وقالي أراهنك أطلع أكثر من معاش أبوك في يلسه وحده، يمه حصل عشرين روبيه، خوش شغله يمه، أنا قاعد يم سعود أعد الفلوس عبالهم ولدها وحصلت -عشر ربيات، يمه ترا الجمبزه تطلع فلووووس فيلووووس.
أم عبدالله تتناول نعال الزنوبة وتقذف ابنها وهي تطرده
أم عبدالله: قم يا الطرح لا بارك الله فيك هذي اللي قاصر بعد
أم يوسف: أقول أم عبدالله الا تقولين حالنا من حالكم؟ اممممم (وتلوي أم يوسف بوزها) صدق عبيد الجمبزه اهي اللي ماشيه هالأيام ثم بصوت هامس (من وين بييبه؟)
بس وسلامتكم.