انتشر لأحد الزملاء مقال يتحدث فيه عن الأيدي التي عبثت بالأمن السوري وساهمت في تدميره، وانتشار المقال كان لسبب لا علاقة له بموضوع سوريا تحديداً إنما انتشاره جاء بسبب تجنب الكاتب -المتعمد- ذكر «الدور الإيراني» في هدم وتدمير سوريا، وهو تجنب دأب عليه العديد من الباحثين والأكاديميين والكتاب الزملاء من الطائفة الشيعية في «دول الخليج» تحديداً، حين يكون الحديث عن «الإسلام السياسي» أو «الأحزاب الدينية» بكل تلاوينها المحسوبة على السنة أو تلك المحسوبة على الشيعة، فيكون الإسهاب في البحث والتقصي والدراسة على (السنية) منها وعدم التطرق لتلك المحسوبة على (الشيعية) منها.
إذ بالرغم من أن إيران كانت البوابة الرئيسية الثانية التي دخلت منها أعداد غفيرة من المرتزقة للقتال في سوريا كالإيرانيين والأفغان وحتى اللبنانيين منهم، وجميعهم دخلوا بأوامر إيرانية صدرت من وليهم وتحت غطاء وشعار ديني، تماماً كما دخل المرتزقة الآخرون من البوابة التركية التي ذكرها الكاتب تحديداً والتي دخلت منها أعداد المرتزقة التي حاربت في سوريا بدعاو وشعارات «إسلامية»، إلا أنه تجنب ذكر إيران تماماً، والمقال نموذج مصغر للحالة التي نتكلم عنها، فهناك كتب ودراسات ومقالات لكتاب وأكاديميين شيعة تمر على الأحزاب الشيعية مرور إبراء الذمة فقط، ويؤجلون المواجهة الحقيقية بينهم وبين الأحزاب السياسية الشيعية.
على عكس ما يحدث في العراق فالمواجهة قد بدأت الآن بعد فوات الأوان، ما يجري في جنوب العراق الآن وتحديداً هذه الأيام عبارة عن صراع بين المرجعية النجفية والمرجعية القمية وصلت إلى حد الاقتتال في الشوارع بالأسلحة، بين شيعة يريدون ألا تتدخل إيران بالعراق من باب الدين ومرجعيتهم السيستاني، وبين شيعة ولائية مصرين على أن يكون لمرجعيتهم الإيرانية القرار الأخير في العراق.
ما يجري في لبنان الآن في الجنوب مماثل لهذه الحالة صراع شيعي شيعي بين فئة مصرة على أن يبقى القرار الشيعي لبنانياً صرفاً، ومجموعات يطلق عليها الولائية مصرة على أن يكون القرار الأخير للمرجع الإيراني وعلى رأسها حزب الله.
وهذا يجري أيضاً في اليمن ولو أن الحالة اليمنية أعقد من ذلك حين تحالف الإسلام السياسي الشيعي مع الإخوان ضد بقية الشعب اليمني.
خلاصة القول إن مواجهة المجموعة «الولائية» بكل تفرعاتها والتي تدين لمرجعية غير وطنية غير دستورية، مواجهة من الداخل لا بد من أن تحدث في دول الخليج كما حدثت في العراق ولبنان واليمن، ولا يجب أن تتأخر، تماماً كما حدثت مواجهة «الإخوان» من الداخل بين أصحاب البيت الواحد وأعلنت من قبل الجميع وفي جميع الدول العربية ومنها الدول الخليجية، من النخب كتاب باحثين وأكاديميين بل وحتى رجال دين كما هي من العموم الذين انفضوا من حول تلك الأحزاب الدينية السنية، وآن أوان النخب من الطائفة الشيعية أن تمتلك الشجاعة ولا تتأخر عن المواجهة كي نقف جميعنا على أرضية مشتركة اساسها الدستور والدولة.
إن تأويل هذا المقال ولي ما فيه والتحريض عليه لن يكون إلا من المجموعات الولائية ليكون ذلك ضمن سلسة التهديدات والابتزاز العاطفي الذي لن يتوقف خشية مجيء هذه اللحظة التي سيجبرون فيها على الالتزام بالواجبات الوطنية ويجدون أنفسهم منعزلين عن النسيج الوطني المنصهر شيعة وسنة تحت راية بحرينية واحدة.
لا أشكك أبداً في وطنية وولاء هذه النخب أو الزملاء الكتاب الشيعة، ولكن دون إسقاط أوراق التوت الأخيرة عن تلك المجموعات الولائية الإيرانية منكم تحديداً، والحديث الواضح والصريح عنها باعتبارها عائقاً أمام الانصهار الوطني، كما فعل زملاؤهم من السنة ومواجهتها فكرياً وهذا دوركم فإننا سنظل نعرج إلى ما لا نهاية!!
{{ article.visit_count }}
إذ بالرغم من أن إيران كانت البوابة الرئيسية الثانية التي دخلت منها أعداد غفيرة من المرتزقة للقتال في سوريا كالإيرانيين والأفغان وحتى اللبنانيين منهم، وجميعهم دخلوا بأوامر إيرانية صدرت من وليهم وتحت غطاء وشعار ديني، تماماً كما دخل المرتزقة الآخرون من البوابة التركية التي ذكرها الكاتب تحديداً والتي دخلت منها أعداد المرتزقة التي حاربت في سوريا بدعاو وشعارات «إسلامية»، إلا أنه تجنب ذكر إيران تماماً، والمقال نموذج مصغر للحالة التي نتكلم عنها، فهناك كتب ودراسات ومقالات لكتاب وأكاديميين شيعة تمر على الأحزاب الشيعية مرور إبراء الذمة فقط، ويؤجلون المواجهة الحقيقية بينهم وبين الأحزاب السياسية الشيعية.
على عكس ما يحدث في العراق فالمواجهة قد بدأت الآن بعد فوات الأوان، ما يجري في جنوب العراق الآن وتحديداً هذه الأيام عبارة عن صراع بين المرجعية النجفية والمرجعية القمية وصلت إلى حد الاقتتال في الشوارع بالأسلحة، بين شيعة يريدون ألا تتدخل إيران بالعراق من باب الدين ومرجعيتهم السيستاني، وبين شيعة ولائية مصرين على أن يكون لمرجعيتهم الإيرانية القرار الأخير في العراق.
ما يجري في لبنان الآن في الجنوب مماثل لهذه الحالة صراع شيعي شيعي بين فئة مصرة على أن يبقى القرار الشيعي لبنانياً صرفاً، ومجموعات يطلق عليها الولائية مصرة على أن يكون القرار الأخير للمرجع الإيراني وعلى رأسها حزب الله.
وهذا يجري أيضاً في اليمن ولو أن الحالة اليمنية أعقد من ذلك حين تحالف الإسلام السياسي الشيعي مع الإخوان ضد بقية الشعب اليمني.
خلاصة القول إن مواجهة المجموعة «الولائية» بكل تفرعاتها والتي تدين لمرجعية غير وطنية غير دستورية، مواجهة من الداخل لا بد من أن تحدث في دول الخليج كما حدثت في العراق ولبنان واليمن، ولا يجب أن تتأخر، تماماً كما حدثت مواجهة «الإخوان» من الداخل بين أصحاب البيت الواحد وأعلنت من قبل الجميع وفي جميع الدول العربية ومنها الدول الخليجية، من النخب كتاب باحثين وأكاديميين بل وحتى رجال دين كما هي من العموم الذين انفضوا من حول تلك الأحزاب الدينية السنية، وآن أوان النخب من الطائفة الشيعية أن تمتلك الشجاعة ولا تتأخر عن المواجهة كي نقف جميعنا على أرضية مشتركة اساسها الدستور والدولة.
إن تأويل هذا المقال ولي ما فيه والتحريض عليه لن يكون إلا من المجموعات الولائية ليكون ذلك ضمن سلسة التهديدات والابتزاز العاطفي الذي لن يتوقف خشية مجيء هذه اللحظة التي سيجبرون فيها على الالتزام بالواجبات الوطنية ويجدون أنفسهم منعزلين عن النسيج الوطني المنصهر شيعة وسنة تحت راية بحرينية واحدة.
لا أشكك أبداً في وطنية وولاء هذه النخب أو الزملاء الكتاب الشيعة، ولكن دون إسقاط أوراق التوت الأخيرة عن تلك المجموعات الولائية الإيرانية منكم تحديداً، والحديث الواضح والصريح عنها باعتبارها عائقاً أمام الانصهار الوطني، كما فعل زملاؤهم من السنة ومواجهتها فكرياً وهذا دوركم فإننا سنظل نعرج إلى ما لا نهاية!!