لقد كانت مبادرة بعثات ولي العهد لإعداد الكوادر القيادية للمرحلة الانتقالية الجديدة فكرة رائدة لتحديث العمل الحكومي، جاءت استجابة ذكية للمتغيرات، سواء تلك الخاصة بالتطور الطبيعي لأي عمل كان في أي قطاع كان، أو تلك الخاصة بالمتغيرات الطارئة كالتي أحدثتها جائحة كورونا، وكأن سموه قد أعد مسبقاً لهذه المرحلة ما تحتاجه من صفوف قيادية مدربة على اقتحام المستقبل، وهذا ما نحتاج للقطاع الخاص وعلى رأسهم البنوك والشركات الوطنية.
صحيح أن هناك ملاحظات على تلك الصفوف التي أعدت من خلال البرنامج أهمها عدم وضوح الهوية العربية البحرينية، وثانيهما القناعة بأنهم لم ولن يبدؤوا من الصفر، وثالثها هي القناعة بالاستفادة من الخبرات السابقة واحترامها، وتلك ملاحظات تسمعها من أكثر من قطاع من المحتكين بهذه القيادات، إنما عدا ذلك فهم من الشباب الذكي المتعلم المواكب للعصر ولديهم حس وطني عالٍ وأهم ما يميزهم هو العمل بلا كلل والاتصال بالعالم الخارجي والمرونة في التأقلم مع مستجداته.
المهم في فكرة إعداد الصفوف القيادية الأولى أنها فكرة ذكية جداً لا تترك الأمر للصدفة، تؤهل البحريني كي يستوطن القيادة في القطاعات الواعدة فيها، إن استباق الزمن والإعداد لمرحلة متوقعة قبل فترة زمنية وعدم الانتظار لحين حدوث الأمر كما فعل سمو ولي العهد مع القطاع الحكومي هو مهمة القائمين على إدارة الاقتصاد الآن.
خذ على سبيل المثال القطاع المصرفي، لا نريد أن نعيد ما كتبناه وكتبه غيرنا عن القيادات الوطنية التي كانت تدير هذا القطاع، وكيف أبلت بلاء حسناً وجعلوا من البحرين مركزاً مالياً عالمياً، وكانوا يملكون الحس الاستباقي حين وضعوا حجر الأساس للصيرفة الإسلامية، جميع هذه البنوك الآن تحت قيادات أجنبية مع الأسف، ولسنا ضد الأجانب بالمطلق ولكننا نأسف على تراجعنا في إعداد القيادات البنكية، أي أننا عدنا للوراء بدلاً من التقدم في صناعة القيادات، ما حدث قد حدث، ولكننا سنتحدث عن المستقبل لا الحاضر، هذا القطاع مقبل على متغيرات كثيرة خاصة بعد الجائحة التي قد تنسف ما عرف طوال العقود السابقة من أعراف تقليدية للعمل المصرفي، العديد من المعاملات ستلغى العديد من الوظائف ستلغى، كما ضعفت التوجهات لبنوك الأوفشور وتحولت للاستثمارات، ستتغير أيضاً في القريب العاجل لتوجهات أخرى، فهل أعددنا قيادات وطنية للمرحلة القادمة في هذا القطاع؟ هل أعددناهم ضمن رؤية واضحة؟
القطاعات الصناعية كالألمنيوم والنفط والبتروكيماويات وغيرها من الصناعات التحويلية، شركة الطيرات وغيرها كلها قطاعات جرى عليها متغيرات كبيرة وإدارة تلك المتغيرات بحاجة لسرعة بديهة تلتقط المتطلبات فوراً وتضع لها خطة إعداد خلال السنوات الخمس القادمة، نملك بعدها الصفوف الأولى فيها التي ستقود تلك القطاعات.
وليس من الضرورة أن نبدأ من الصفر هناك صفوف طويلة من الشباب البحريني الواعد الذي يملك الخبرة الأكاديمية ويملك الخبرة المصرفية بالإمكان الاستثمار فيهم.
الخلاصة أن إعداد القيادات الوطنية للقطاع الخاص مشروع بحد ذاته لا يقل أهمية عن الإعداد تلك القيادات للقطاع الحكومي، ومبادرة تماثل مبادرة سمو ولي العهد لإعداد القيادات الحكومية أصبحت ضرورة في ظل تراجعنا، خاصة إذا كان القطاع الخاص هو من سيحرك عجلة الاقتصاد، فالتراجع في هذا المشروع الحاصل الآن في البحرين محزن ومؤسف، وعلى هذا الأساس نحتاج لشخص يملك أن يسبر أغوار المستقبل بناء على المعطيات الحاضرة ويسبق الحدث ويعد له العدة ويؤمن بقدرات البحريني وإمكانياته، وهذا ما نأمله من سمو ولي العهد.
{{ article.visit_count }}
صحيح أن هناك ملاحظات على تلك الصفوف التي أعدت من خلال البرنامج أهمها عدم وضوح الهوية العربية البحرينية، وثانيهما القناعة بأنهم لم ولن يبدؤوا من الصفر، وثالثها هي القناعة بالاستفادة من الخبرات السابقة واحترامها، وتلك ملاحظات تسمعها من أكثر من قطاع من المحتكين بهذه القيادات، إنما عدا ذلك فهم من الشباب الذكي المتعلم المواكب للعصر ولديهم حس وطني عالٍ وأهم ما يميزهم هو العمل بلا كلل والاتصال بالعالم الخارجي والمرونة في التأقلم مع مستجداته.
المهم في فكرة إعداد الصفوف القيادية الأولى أنها فكرة ذكية جداً لا تترك الأمر للصدفة، تؤهل البحريني كي يستوطن القيادة في القطاعات الواعدة فيها، إن استباق الزمن والإعداد لمرحلة متوقعة قبل فترة زمنية وعدم الانتظار لحين حدوث الأمر كما فعل سمو ولي العهد مع القطاع الحكومي هو مهمة القائمين على إدارة الاقتصاد الآن.
خذ على سبيل المثال القطاع المصرفي، لا نريد أن نعيد ما كتبناه وكتبه غيرنا عن القيادات الوطنية التي كانت تدير هذا القطاع، وكيف أبلت بلاء حسناً وجعلوا من البحرين مركزاً مالياً عالمياً، وكانوا يملكون الحس الاستباقي حين وضعوا حجر الأساس للصيرفة الإسلامية، جميع هذه البنوك الآن تحت قيادات أجنبية مع الأسف، ولسنا ضد الأجانب بالمطلق ولكننا نأسف على تراجعنا في إعداد القيادات البنكية، أي أننا عدنا للوراء بدلاً من التقدم في صناعة القيادات، ما حدث قد حدث، ولكننا سنتحدث عن المستقبل لا الحاضر، هذا القطاع مقبل على متغيرات كثيرة خاصة بعد الجائحة التي قد تنسف ما عرف طوال العقود السابقة من أعراف تقليدية للعمل المصرفي، العديد من المعاملات ستلغى العديد من الوظائف ستلغى، كما ضعفت التوجهات لبنوك الأوفشور وتحولت للاستثمارات، ستتغير أيضاً في القريب العاجل لتوجهات أخرى، فهل أعددنا قيادات وطنية للمرحلة القادمة في هذا القطاع؟ هل أعددناهم ضمن رؤية واضحة؟
القطاعات الصناعية كالألمنيوم والنفط والبتروكيماويات وغيرها من الصناعات التحويلية، شركة الطيرات وغيرها كلها قطاعات جرى عليها متغيرات كبيرة وإدارة تلك المتغيرات بحاجة لسرعة بديهة تلتقط المتطلبات فوراً وتضع لها خطة إعداد خلال السنوات الخمس القادمة، نملك بعدها الصفوف الأولى فيها التي ستقود تلك القطاعات.
وليس من الضرورة أن نبدأ من الصفر هناك صفوف طويلة من الشباب البحريني الواعد الذي يملك الخبرة الأكاديمية ويملك الخبرة المصرفية بالإمكان الاستثمار فيهم.
الخلاصة أن إعداد القيادات الوطنية للقطاع الخاص مشروع بحد ذاته لا يقل أهمية عن الإعداد تلك القيادات للقطاع الحكومي، ومبادرة تماثل مبادرة سمو ولي العهد لإعداد القيادات الحكومية أصبحت ضرورة في ظل تراجعنا، خاصة إذا كان القطاع الخاص هو من سيحرك عجلة الاقتصاد، فالتراجع في هذا المشروع الحاصل الآن في البحرين محزن ومؤسف، وعلى هذا الأساس نحتاج لشخص يملك أن يسبر أغوار المستقبل بناء على المعطيات الحاضرة ويسبق الحدث ويعد له العدة ويؤمن بقدرات البحريني وإمكانياته، وهذا ما نأمله من سمو ولي العهد.