يلومنا البعض على حرق البخور ويقولون لنا إنكم تحرقون المال وتحولونه دخاناً في الهواء، قد يكون ذلك صحيحاً نوعاً ما، ولكن حرق البخور على الأقل يترك رائحة طيبة تدوم طويلاً في المكان وفي الملابس وعلى أجسادنا، وهكذا تصرف الأموال من أجل ترك أثر جميل، إنما ماذا نقول عمّن يحرق أمواله في الهواء ولا يترك بعد الحرق غير رائحة الدم والعفن والموت؟
وفقاً لمصادر في صحيفة العرب اللندنية استعانت قطر بخدمات 35 شركة من شركات اللوبي الأمريكية، كما أن السفارة القطرية واصلت فورة التوظيف التي بدأت في بداية هذا العام، وتركز على المستشارين المقربين من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وعينت السفارة بداية مارس مايك مكاي، من مجموعة «إمبايركونسلتينغ غروب»، ويوليسبراندون غاريت لتمثيل الدولة الخليجية في واشنطن مقابل أربعين ألف دولار شهرياً، وفقاً لعقد مقدم إلى وزارة العدل.
وتعد مجموعة «إمبايركونسلتينغ» رابع شركة جديدة توقع عقداً مع السفارة القطرية هذا العام، بعد مجموعة «انتيغريتد ستراتيجي»، و»أوغيلفي غوفرنمينت ريلاشنز»، و»نورنبيرغر آند أسوشييتس»، «التي عملت كمقاول من الباطن مع شركات نيلسون ومولينز ورايلي وسكاربورو، التي مثلت قطر لأكثر من عقد».
وعينت الحكومة القطرية الشهر الماضي روبرت كرو بعد أن استقال من «نيلسون مولينز»، كما عينت وزارة الدفاع القطرية مؤخراً نائب الأدميرال المتقاعد جون ميلر، الذي قاد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية والأسطول الخامس الأمريكي.
وكذلك فعلت في بريطانيا إذ تغلغلت قطر في أعرق الجامعات ومراكز البحوث البريطانية ووظفت العديد من الأكاديميين المعروفين «كمحاضرين» في جامعاتها تمنحهم رواتب خرافية شهرياً، واعتبر هؤلاء «خبراء» في الشأن الخليجي يستعان بهم في اللجان الخارجية في الأحزاب لإبداء الرأي خاصةً في الأزمة الخليجية، أما في فرنسا فمازالت فضيحة ساركوزي تدوي وتبعاتها لم تنتهِ بعد.
مليارات صرفت من أجل ماذا؟
تعرف قطر أكثر من غيرها أن شراء مكانة وقيمة دولية، لا يمكن أن تحصل عليها قطر بمقومات ذاتية، لا بتاريخ ولا بموقع ولا بثقل سياسي ولا بمكانة اجتماعية لا كدولة عربية ولا إسلامية ولا حتى خليجية.
فمن أجل ماذا تريد شراء المكانة والقيمة؟ الجواب من أجل أن يوضع لها كرسي مع بقية الدول الكبرى وتصدق أنها كبيرة.
المفارقة أن من يبيعها تلك المكانة وهم الأحزاب الغربية الذين يحددون من يجلس على الكراسي في طاولات المفاوضات استفادوا من الأموال القطرية حتى النخاع، عرفوا حجم الرغبة الموجودة لدى النظام القطري، والحاجة الملحة للتعويض فاستغلوها أفضل استغلال، ومازالوا.
تمويل حملات انتخابية، توظيف عشرات المستشارين والأكاديميين، والأهم تمويل العمليات العسكرية للميليشيات الإرهابية في المنطقة وتمويل الجماعات الإسلامية.
ملايين من البشر ماتوا وملايين نزحوا وملايين هاجروا وملايين لجؤا لأوروبا كان التمويل قطرياً بامتياز، ومازالت اللعبة لم تنتهِ ومازال الدفع مستمراً.
مازالت قطر تسعى لتكون وسيطاً بين الإدارة الأمريكية الجديدة وبين فلول الجماعات الإسلامية الفاشلة، مازالت تعمل على إقناع إدارة بادين بأن لا يفقد الأمل فيهم، وإن لم تنجح في إقناعه بالتخلي عن السعودية فعلى الأقل تحاول أن يجعلها نداً لها ومساوياً لها بالأهمية، وها هي تعرض نفسها وسيطاً مع إيران!
السؤال الأهم على ماذا أحرقت قطر كل هذه المليارات؟ وهل يصنع المال تلك المكانة والقيمة؟
{{ article.visit_count }}
وفقاً لمصادر في صحيفة العرب اللندنية استعانت قطر بخدمات 35 شركة من شركات اللوبي الأمريكية، كما أن السفارة القطرية واصلت فورة التوظيف التي بدأت في بداية هذا العام، وتركز على المستشارين المقربين من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وعينت السفارة بداية مارس مايك مكاي، من مجموعة «إمبايركونسلتينغ غروب»، ويوليسبراندون غاريت لتمثيل الدولة الخليجية في واشنطن مقابل أربعين ألف دولار شهرياً، وفقاً لعقد مقدم إلى وزارة العدل.
وتعد مجموعة «إمبايركونسلتينغ» رابع شركة جديدة توقع عقداً مع السفارة القطرية هذا العام، بعد مجموعة «انتيغريتد ستراتيجي»، و»أوغيلفي غوفرنمينت ريلاشنز»، و»نورنبيرغر آند أسوشييتس»، «التي عملت كمقاول من الباطن مع شركات نيلسون ومولينز ورايلي وسكاربورو، التي مثلت قطر لأكثر من عقد».
وعينت الحكومة القطرية الشهر الماضي روبرت كرو بعد أن استقال من «نيلسون مولينز»، كما عينت وزارة الدفاع القطرية مؤخراً نائب الأدميرال المتقاعد جون ميلر، الذي قاد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية والأسطول الخامس الأمريكي.
وكذلك فعلت في بريطانيا إذ تغلغلت قطر في أعرق الجامعات ومراكز البحوث البريطانية ووظفت العديد من الأكاديميين المعروفين «كمحاضرين» في جامعاتها تمنحهم رواتب خرافية شهرياً، واعتبر هؤلاء «خبراء» في الشأن الخليجي يستعان بهم في اللجان الخارجية في الأحزاب لإبداء الرأي خاصةً في الأزمة الخليجية، أما في فرنسا فمازالت فضيحة ساركوزي تدوي وتبعاتها لم تنتهِ بعد.
مليارات صرفت من أجل ماذا؟
تعرف قطر أكثر من غيرها أن شراء مكانة وقيمة دولية، لا يمكن أن تحصل عليها قطر بمقومات ذاتية، لا بتاريخ ولا بموقع ولا بثقل سياسي ولا بمكانة اجتماعية لا كدولة عربية ولا إسلامية ولا حتى خليجية.
فمن أجل ماذا تريد شراء المكانة والقيمة؟ الجواب من أجل أن يوضع لها كرسي مع بقية الدول الكبرى وتصدق أنها كبيرة.
المفارقة أن من يبيعها تلك المكانة وهم الأحزاب الغربية الذين يحددون من يجلس على الكراسي في طاولات المفاوضات استفادوا من الأموال القطرية حتى النخاع، عرفوا حجم الرغبة الموجودة لدى النظام القطري، والحاجة الملحة للتعويض فاستغلوها أفضل استغلال، ومازالوا.
تمويل حملات انتخابية، توظيف عشرات المستشارين والأكاديميين، والأهم تمويل العمليات العسكرية للميليشيات الإرهابية في المنطقة وتمويل الجماعات الإسلامية.
ملايين من البشر ماتوا وملايين نزحوا وملايين هاجروا وملايين لجؤا لأوروبا كان التمويل قطرياً بامتياز، ومازالت اللعبة لم تنتهِ ومازال الدفع مستمراً.
مازالت قطر تسعى لتكون وسيطاً بين الإدارة الأمريكية الجديدة وبين فلول الجماعات الإسلامية الفاشلة، مازالت تعمل على إقناع إدارة بادين بأن لا يفقد الأمل فيهم، وإن لم تنجح في إقناعه بالتخلي عن السعودية فعلى الأقل تحاول أن يجعلها نداً لها ومساوياً لها بالأهمية، وها هي تعرض نفسها وسيطاً مع إيران!
السؤال الأهم على ماذا أحرقت قطر كل هذه المليارات؟ وهل يصنع المال تلك المكانة والقيمة؟