أقل من أسبوع ويهل على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها شهر رمضان المبارك الذي نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يعيننا فيه على صيامه وقيامه في ظل جائحة كورونا (كوفيد19)، وأن لا تحرمنا هذه الجائحة من صلاة التراويح والسمر مع الأهل والأصدقاء في ليالي رمضان الجميلة.
نستقبل هذا الشهر الفضيل وقلوبنا وألسنتنا تبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يكون صيامنا وقيامنا مقبولاً عند الله، عاقدين العزم على التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في حديث شريف له: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم».
والصوم كما أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم جُنّة، أي وقاية من النيران وفي شهره ليلة خير من ألف شهر هي ليلة القدر، أي أن شهود ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان يعدل عبادة ثلاث وثمانين سنة، فكيف بمن اجتهد في قيام جميع ليالي شهر رمضان المبارك وأيامه في الذكر وقراءة القرآن وتدبر آياته والإكثار من الصدقات والزكوات في هذا الشهر الفضيل.
لقد كان السلف الصالح ينتظرون رمضان المبارك بكامل الشوق، ويبكون لفراقه، لأنه شهر الخير والمكرمات والفضائل. أما الآن، فإن البعض – للأسف – يستقبل رمضان بالوجوم.
وكثيرون – للأسف – لا يستفيدون من حكمة الصوم، وهي بلوغ صفة التقوى، وإنما يقضون نهارهم في النوم حتى موعد الإفطار، ثم يقضون الليل في السهر مع أصحابهم ومشاهدة التلفزيون والمسلسلات غير المفيدة أو المرور على الخيام الرمضانية في الفنادق.
يقول الله عز وجل في الحديث القدسي عن رمضان: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» ، وما أكرمه سبحانه على عباده، وهو الكريم الذي ينزل في العشر الأواخر من رمضان إلى السماء الدنيا، ويباهي الملائكة بصيام وقيام عباده المؤمنين، ويغفر لهم ويعفو عن سيئاتهم.
وكلما جاءنا رمضان بتباشيره، تذكرنا رمضان لوّل عندما كنا صغاراً.. كنا نحس بحركة غير عادية في منازلنا، كان أهلنا يستعدون لاستقبال الشهر الكريم.. كان الوالد – رحمه الله – يذهب إلى السوق لشراء مستلزمات رمضان من حب الهريس وطحين اللقيمات وغراش الشربت وطحين النشا والمحلبية والأرز والمكسرات.. وكانت الوالدة – رحمها الله – تدق حب الهريس مع صويحباتها من نساء الفريج وتنظف حبات الأرز مما علق بها من شوائب وتصنفر الجدور وتلمعها خاصة الأواني النحاسية الصغيرة، أما الكبيرة منها فكانت تعطى في العادة والغالب لصفّار الجدور الذي كان يمر قبل رمضان على الأحياء والفرجان لصنفرة أواني الطبخ الكبيرة وهو يردد «صفار جدور.. صفار جدور» للفت الانتباه.
وحيث لم تكن حينذاك سماعات وتلفزيونات توصل صوت أذان المغرب للصائمين في بيوتهم، فقد كان الأهل يرسلوننا للوقوف بالقرب من مسجد المسلم بمدينة الحد الذي كان مؤذنه الخال عبدالله محمد البنزايد رحمه الله، حتى إذا ما أذن المؤذن أطلقنا سيقاننا للريح ونحن نردد «أذّن.. أذّن يالمذّن.. ترى الصيام يواعة». كانت ليالي رمضان تعني الكثير في رمضان للكبار والصغار، فالكبار كانوا بعد أن ينتهوا من صلاة التراويح ينتشرون في مجالس الحي لتبادل الأحاديث وتناول ما لذّ وطاب من خيرات رمضان، وكانت بعض المجالس تخصص بعض ساعات الليل لقراءة القرآن الكريم.. وكان الجميع يحرصون على قراءة القرآن في كل وقت وحين وفي أطراف الليل والنهار لجمع ما يمكن جمعه من « ختمات» يثوّب بها في الليالي الأخيرة من الشهر الفضيل.
وكنا كأطفال نستمتع بليالي رمضان في لعب « الصعقير» و«غزالة بزالة» و«الخشيشة».. وكانت الفتيات يلعبن لعبة «السكينة» و«الخبصة» و«تجهيز العروس».
وكان السهر إلى وقت السحور ديدن الجميع كباراً وصغاراً حتى إذا سمعنا دقات طبل المسحر خلدنا إلى بيوتنا لتناول السحور ثم الذهاب لأداء صلاة الفجر والاستعداد لصوم يوم جديد.
فما أحلى رمضان.. وما أحلى أيامه ولياليه.
{{ article.visit_count }}
نستقبل هذا الشهر الفضيل وقلوبنا وألسنتنا تبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يكون صيامنا وقيامنا مقبولاً عند الله، عاقدين العزم على التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في حديث شريف له: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم».
والصوم كما أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم جُنّة، أي وقاية من النيران وفي شهره ليلة خير من ألف شهر هي ليلة القدر، أي أن شهود ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان يعدل عبادة ثلاث وثمانين سنة، فكيف بمن اجتهد في قيام جميع ليالي شهر رمضان المبارك وأيامه في الذكر وقراءة القرآن وتدبر آياته والإكثار من الصدقات والزكوات في هذا الشهر الفضيل.
لقد كان السلف الصالح ينتظرون رمضان المبارك بكامل الشوق، ويبكون لفراقه، لأنه شهر الخير والمكرمات والفضائل. أما الآن، فإن البعض – للأسف – يستقبل رمضان بالوجوم.
وكثيرون – للأسف – لا يستفيدون من حكمة الصوم، وهي بلوغ صفة التقوى، وإنما يقضون نهارهم في النوم حتى موعد الإفطار، ثم يقضون الليل في السهر مع أصحابهم ومشاهدة التلفزيون والمسلسلات غير المفيدة أو المرور على الخيام الرمضانية في الفنادق.
يقول الله عز وجل في الحديث القدسي عن رمضان: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» ، وما أكرمه سبحانه على عباده، وهو الكريم الذي ينزل في العشر الأواخر من رمضان إلى السماء الدنيا، ويباهي الملائكة بصيام وقيام عباده المؤمنين، ويغفر لهم ويعفو عن سيئاتهم.
وكلما جاءنا رمضان بتباشيره، تذكرنا رمضان لوّل عندما كنا صغاراً.. كنا نحس بحركة غير عادية في منازلنا، كان أهلنا يستعدون لاستقبال الشهر الكريم.. كان الوالد – رحمه الله – يذهب إلى السوق لشراء مستلزمات رمضان من حب الهريس وطحين اللقيمات وغراش الشربت وطحين النشا والمحلبية والأرز والمكسرات.. وكانت الوالدة – رحمها الله – تدق حب الهريس مع صويحباتها من نساء الفريج وتنظف حبات الأرز مما علق بها من شوائب وتصنفر الجدور وتلمعها خاصة الأواني النحاسية الصغيرة، أما الكبيرة منها فكانت تعطى في العادة والغالب لصفّار الجدور الذي كان يمر قبل رمضان على الأحياء والفرجان لصنفرة أواني الطبخ الكبيرة وهو يردد «صفار جدور.. صفار جدور» للفت الانتباه.
وحيث لم تكن حينذاك سماعات وتلفزيونات توصل صوت أذان المغرب للصائمين في بيوتهم، فقد كان الأهل يرسلوننا للوقوف بالقرب من مسجد المسلم بمدينة الحد الذي كان مؤذنه الخال عبدالله محمد البنزايد رحمه الله، حتى إذا ما أذن المؤذن أطلقنا سيقاننا للريح ونحن نردد «أذّن.. أذّن يالمذّن.. ترى الصيام يواعة». كانت ليالي رمضان تعني الكثير في رمضان للكبار والصغار، فالكبار كانوا بعد أن ينتهوا من صلاة التراويح ينتشرون في مجالس الحي لتبادل الأحاديث وتناول ما لذّ وطاب من خيرات رمضان، وكانت بعض المجالس تخصص بعض ساعات الليل لقراءة القرآن الكريم.. وكان الجميع يحرصون على قراءة القرآن في كل وقت وحين وفي أطراف الليل والنهار لجمع ما يمكن جمعه من « ختمات» يثوّب بها في الليالي الأخيرة من الشهر الفضيل.
وكنا كأطفال نستمتع بليالي رمضان في لعب « الصعقير» و«غزالة بزالة» و«الخشيشة».. وكانت الفتيات يلعبن لعبة «السكينة» و«الخبصة» و«تجهيز العروس».
وكان السهر إلى وقت السحور ديدن الجميع كباراً وصغاراً حتى إذا سمعنا دقات طبل المسحر خلدنا إلى بيوتنا لتناول السحور ثم الذهاب لأداء صلاة الفجر والاستعداد لصوم يوم جديد.
فما أحلى رمضان.. وما أحلى أيامه ولياليه.