تخيل أنك شخص مع عائلتك وقد تلقيتم اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» بجرعتيه وتدخلون أحد المطاعم أو المرافق وإذا بشخص أو أكثر لم يتلقوا التطعيم، ويتضح أنهم مصابون بكورونا وهم لا يعلمون، وبعدها تتفاجأ بالإصابة أنت وعائلتك رغم تلقيك التطعيم والذي لا يجنبك الإصابة لكن يخفف أعراضها، حينها ماذا سيكون شعورك؟!

هل ستلوم نفسك بأنك ذهبت لهذا المطعم أو المرفق، أم ستلوم من لم يتطعم وهو يسرح في الشوارع والمرافق المختلفة؟!

سؤال أوجهه لكل شخص، وليجب بصراحة، إذ نحن كأفراد إن أخذنا بالاحترازات والاحتياطات فإننا سنستاء بالضرورة أن نصاب بالمرض بسبب استهتار آخرين أو عدم اكتراثهم أو أخذهم بالأسباب.

كلامي هنا لكل من يرى بأن «قناعته الشخصية» و«رأيه الخاص» و«حريته الخاصة» هي في مقام «أعلى» و«أرفع» من قرارات الدولة التي رغم تحملها مسؤولية حماية المجتمع والناس ورغم صرفها الملايين من الدنانير ورغم توفيرها العلاجات واللقاحات بالمجان مازال هناك من «يستاء» من إجراءاتها وقراراتها لأنها «لا تناسبه شخصياً» ولا «تتفق مع آرائه الفردية».

وباء «كورونا» ليس لعبة «حظ ونصيب» حتى يترك أي شخص ليفعل ما يحلو له، بل نحن نتحدث عن «مصلحة عامة» و«سلامة عامة» و«مسؤولية بلد» تجاه أهله، وهو ما تقوم به البحرين بجدارة واستحقاق.

حينما تواجه الدول مخاطر جسيمة تهدد أمنها واستقرارها وسلامة شعبها ومن يقيم على أراضيها تصبح مسألة «رأي فلان الخاص» أو «رغبة علان» مسألة «هامشية» لأن الأساس هو «حماية المجتمع»، وحماية مجتمعنا في مواجهة «كورونا» لا تتم إلا عبر «الالتزام الكامل» بالإجراءات والاحترازات، واليوم إن كنا نريد القضاء على هذا الوباء ودفعه للانحسار فإن الحل واحد فقط كعلاج وهنا نعني «اللقاح»، هذا اللقاح الذي أجمع عليه العالم بأسره كدول ومؤسسات رسمية بأنه الحل لحماية الناس.

وهنا فإنني كشخص أخذ التطعيم وغيري عشرات الآلاف من حقنا أيضاً أن نطالب الدولة بمعاملة تختلف عمن تقاعس عن أخذ اللقاح، إذ من يأخذ حقي لو أصبت بسبب أشخاص استهتروا ولم يأخذوا اللقاح، بل المصيبة أن بعضهم لم يكتف بالاحتفاظ برأيه الشخصي واتخذ قراره وجلس في بيته، بل بعضهم وكأنه يحرض الآخرين على عدم أخذ اللقاح، بل ويصرح بآراء وأقوال وكأنه يعمل ضد سياسة الدولة وكأنه غير مقتنع بما تفعله الدولة من إجراءات لمواجهة «كورونا»، وهنا سأراهن بأن مثل هذه النوعية من البشر لو أصيبوا بالمرض ولم يتحصلوا على الرعاية التي توفرها الدولة بالمجان لأقاموا الدنيا وأقعدوها. بالتالي خيراً فعلت الحكومة حينما قصرت استخدام بعض المرافق السياحية من مطاعم ودور سينما وغيرها على المتطعمين، لأن هذا أقل تقدير يقدم للمتطعمين وأقل ما يستحقونه لحمايتهم وهو يستخدمون هذه المرافق ويحاولون عيش حياتهم بشكل طبيعي. ولمن يقول بأنها محاولة لدفع البقية تجاه التطعيم، ويورد هذه الجملة وكأنه يتهم الدولة بارتكاب جريمة، لهؤلاء نقول «اتقوا الله» فلستم أنتم من تصرفون الملايين لحماية الناس، ولستم أنتم من توفرون العلاجات والتطعيمات بالمجان، ولستم أنتم من تجندون أبطال الصفوف الأمامية للتصدي لهذا الوباء، ولستم أنتم من سيحملونهم المسؤولية لو تضرر الناس، نعم الدولة قامت ومازالت بدورها، لم تفرض عليكم التطعيم فرضا رغم أنه من حقها فعل ذلك لو كان هو الحل المباشر، لكنها منحت الجميع مزايا وفسحة أكبر لعيش حياتهم براحة وبطريقة تضمن عدم الاختلاط عمن مازال يرفض التطعيم و «الأخذ بالأسباب».