هل سمعت عن إيراني يقاتل في صفوف الجيوش العربية؟ على الرغم من وجود ملايين اللاجئين الفارين من إيران ومن نظامه الإرهابي؟
الملايين موجودون في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي أوروبا وفي أستراليا ونيوزيلندا، والعدد في زيادة لكنك لا تسمع عن أي إيراني يقاتل ويحمل السلاح ضد إيران أو ضد الجيش الإيراني، لكنك تسمع عن عرب يقاتلون في صفوف الجيش الإيراني ويقتلون من أجل القائد الأعلى للجيش الإيراني.
لبنانيون ويمنيون وبحرينيون وكويتيون وعراقيون انضموا إما لمليشيات تقاد من قبل الحرس الثوري الإيراني أو انضموا بشكل مباشر للجيش الإيراني وقاتلوا جيش وطنهم كهادي العامري على سبيل المثال.
المفارقة أنه حين احتفل الجيش العراقي بداية هذا العام بمرور مئة عام على تأسيسه، ثار جدل في العراق العظيم على تهنئة قدمها «هادي العامري» للجيش العراقي وهو الذي انتشر له فيديو مصور في أثناء قتاله في صفوف الحرس الثوري الإيراني ضد هذا الجيش الذي يمجده الآن!!
لقد وصف الجيش العراقي «بالعدو» حين ذاك ووصف جنوده «بالمنافقين» واليوم هو الذي يحتفل بمئوية هذا الجيش فلا ندري من هو المنافق الآن؟!!
وبالرغم من أن هناك مصريين قاتلوا جيش بلادهم بتمويل أجنبي فإن قائدهم ومرشدهم الأعلى مصري الجنسية، وتضم قواتهم عناصر من دول عربية أخرى جميعها تقاتل الجيش المصري في سيناء، لكنك لا ترى إسرائيلياً معارضاً يحمل السلاح ضد جيش بلده ينضم معهم، هناك عملاء وجواسيس يشكلون حالات فردية لأنفس ضعيفة يغريها المال لتعمل ضد مصالح بلدها في العديد من الدول والجنسيات نعم يوجد مثل هذا، ولكنها حالات فردية، إنما ظاهرة الخيانة العظمى المسنودة بعقيدة أيديولوجية لا تراها إلا عند العرب بشكل جماعي، حيث عشرات إن لم يكن مئات الآلاف منهم تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني الفارسي، قيادتهم ومعاشاتهم كلها من إيران، يستسيغون الفعل ويبررونه عقائدياً كما قال العامري ولا تجد بالمقابل إيرانياً واحداً خرج من إيران وانضم لجيش عربي ضد بلده.
مقارنة مؤلمة تستحق الدراسة فعلاً -نقول ربما- تفتح شهية الباحثين والإكاديميين والكتاب لعرضها والنقاش حولها، والغوص في عقليات لا تجد غضاضة أبداً في أن تخضع لجيش أجنبي وتقاتل ضد بلدها، بل وصل بها الحال إلى أنه بعد أن احتلت إيران العراق بواسطة أمثال العامري لم يخجل من الطلب من الجيش الإيراني أن يتولى تدريب الجيش العراقي! لا عجب وهو القائل نقاتل حيث يكون الإمام.
تلك ليست ظاهرة عراقية بل هي منتشرة كعقيدة فكرية تتعلق بالهوية وبمفهوم الوطنية والانتماء، بررت حمل السلاح ضد قوات الأمن الوطنية وقوات الحرس الوطني وقوات الجيش البحريني العربي، ومثلهم في السعودية، ألا يستحق هذا الفكر أن ينشغل به الباحثون والأكاديميون من العرب بشكل عام ومن البحرينيين بشكل خاص، تحليلاً ودراسةً وغوصاً في أدبياته ونتاجه الفكري؟
{{ article.visit_count }}
الملايين موجودون في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي أوروبا وفي أستراليا ونيوزيلندا، والعدد في زيادة لكنك لا تسمع عن أي إيراني يقاتل ويحمل السلاح ضد إيران أو ضد الجيش الإيراني، لكنك تسمع عن عرب يقاتلون في صفوف الجيش الإيراني ويقتلون من أجل القائد الأعلى للجيش الإيراني.
لبنانيون ويمنيون وبحرينيون وكويتيون وعراقيون انضموا إما لمليشيات تقاد من قبل الحرس الثوري الإيراني أو انضموا بشكل مباشر للجيش الإيراني وقاتلوا جيش وطنهم كهادي العامري على سبيل المثال.
المفارقة أنه حين احتفل الجيش العراقي بداية هذا العام بمرور مئة عام على تأسيسه، ثار جدل في العراق العظيم على تهنئة قدمها «هادي العامري» للجيش العراقي وهو الذي انتشر له فيديو مصور في أثناء قتاله في صفوف الحرس الثوري الإيراني ضد هذا الجيش الذي يمجده الآن!!
لقد وصف الجيش العراقي «بالعدو» حين ذاك ووصف جنوده «بالمنافقين» واليوم هو الذي يحتفل بمئوية هذا الجيش فلا ندري من هو المنافق الآن؟!!
وبالرغم من أن هناك مصريين قاتلوا جيش بلادهم بتمويل أجنبي فإن قائدهم ومرشدهم الأعلى مصري الجنسية، وتضم قواتهم عناصر من دول عربية أخرى جميعها تقاتل الجيش المصري في سيناء، لكنك لا ترى إسرائيلياً معارضاً يحمل السلاح ضد جيش بلده ينضم معهم، هناك عملاء وجواسيس يشكلون حالات فردية لأنفس ضعيفة يغريها المال لتعمل ضد مصالح بلدها في العديد من الدول والجنسيات نعم يوجد مثل هذا، ولكنها حالات فردية، إنما ظاهرة الخيانة العظمى المسنودة بعقيدة أيديولوجية لا تراها إلا عند العرب بشكل جماعي، حيث عشرات إن لم يكن مئات الآلاف منهم تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني الفارسي، قيادتهم ومعاشاتهم كلها من إيران، يستسيغون الفعل ويبررونه عقائدياً كما قال العامري ولا تجد بالمقابل إيرانياً واحداً خرج من إيران وانضم لجيش عربي ضد بلده.
مقارنة مؤلمة تستحق الدراسة فعلاً -نقول ربما- تفتح شهية الباحثين والإكاديميين والكتاب لعرضها والنقاش حولها، والغوص في عقليات لا تجد غضاضة أبداً في أن تخضع لجيش أجنبي وتقاتل ضد بلدها، بل وصل بها الحال إلى أنه بعد أن احتلت إيران العراق بواسطة أمثال العامري لم يخجل من الطلب من الجيش الإيراني أن يتولى تدريب الجيش العراقي! لا عجب وهو القائل نقاتل حيث يكون الإمام.
تلك ليست ظاهرة عراقية بل هي منتشرة كعقيدة فكرية تتعلق بالهوية وبمفهوم الوطنية والانتماء، بررت حمل السلاح ضد قوات الأمن الوطنية وقوات الحرس الوطني وقوات الجيش البحريني العربي، ومثلهم في السعودية، ألا يستحق هذا الفكر أن ينشغل به الباحثون والأكاديميون من العرب بشكل عام ومن البحرينيين بشكل خاص، تحليلاً ودراسةً وغوصاً في أدبياته ونتاجه الفكري؟