يلعب الإعلام دوراً محورياً في حياة الفرد، حيث يتولى الإعلام مهام أساسية مثل الترفيه والتعليم ونشر الوعي وغيرها من الأمور، ولهذا نرى القنوات الفضائية تتنافس فيما بينها من أجل إنتاج مواد إعلامية تستقطب بها عدداً كبيراً من المشاهدين. وفي شهر رمضان الكريم، نرى غزارة الإنتاج الإعلامي في الوطن العربي، وعلى الصعيد المحلي، نرى العديد من البرامج المميزة التي تجمعنا حول شاشة تلفزيوننا الوطني، فنرى البرامج الدينية المتميزة، وعدداً من برامج الطبخ الرائعة، وبرامج الأطفال، وبرنامج كفو الذي يستعرض لنا قصص التضحية لعدد من المواطنين الذين نفخر بهم.

ويطل علينا برنامج السارية في موسمه الثاني، محافظاً على النسق الذي أبهرنا به في الموسم الأول، وفي رأيي المتواضع إن برنامج السارية هو ليس مجرد برنامج تلفزيوني فقط، فبرنامج السارية يعد برنامجاً جامعاً يجمع بين الترفيه، والمعلومات الثرية الخاصة بالموروث والهوية البحرينية، وتاريخ البحرين.

معلومات مهمة يستعرضها هذا البرنامج على شكل مسابقة، وكثير من الرسائل الخاصة بالهوية البحرينية تأتينا مبطنة على هيئة لوحات فنية، سواء عبر لبس المذيعين المتألقين «أم هلال، ونيلة، وحسن» وباقي الأشخاص الذين يظهرون لنا عبر لوحات فنية جميلة ترجعنا إلى الزمن الجميل الذي لم نعشه، وتصوره لنا بطريقة مبدعة. أو عبر الموروث اللغوي من خلال اللهجة المستخدمة، لا سيما عبارات الغالية «أم هلال» التي تتحدث بها وتذكرنا بمفرداتنا المحلية الجميلة التي حلت مكانها كلمات دخيلة، ومطورة، فأصبح برنامج السارية بذلك مسعفاً للذاكرة ولتنشيطها لغوياً. بالإضافة إلى الاهتمام بالهوية البحرينية عبر التركيز على المأكولات الشعبية البحرينية التي يتفنن أهل العريش بطهيها يومياً مستخدمين الطرق التقليدية القديمة في صورة تحاكي الماضي وتأخذنا إلى عبقه الجميل، بالإضافة إلى الأهازيج والأغاني التي تمثل جزءًا مهماً من هويتنا البحرينية، فوجود الفرق الموسيقية الشعبية لتأدية هذه الأهازيج والأغاني أضفت جواً مميزاً على هذا البرنامج الذي يعتبر جزءاً أساسياً في تحقيق أهداف الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني «بحريننا».

* رأيي المتواضع:

جهود كبيرة يقوم بها القائمون على هذا البرنامج بدعم وإرشاد من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، أسس هذا المجهود إلى خلق أكثر من مجرد برنامج رمضاني ترفيهي، حيث استطاع برنامج السارية من خلال التكامل بين فقراته من كسر الجمود في ترسيخ المعلومات المسكونة في جوف الكتب الساكنة، فبرنامج السارية حرك الساكن فجعله يستقر في الفؤاد والعقل. فكل الشكر لجميع القائمين على هذا البرنامج الذي رفع ساريتنا في العالي.

في رأيي المتواضع أن يتم الاستفادة من المشاهد المختلفة التي تعرض في برنامج السارية لتكون فواصل ثابتة في تلفزيون البحرين، بالإضافة إلى الاستفادة من الكم المعرفي الكبير الذي يعمل عليه فريق إعداد هذا البرنامج، وإعادة استخدامه في قوالب إعلامية أخرى سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام الرسمي، بالإضافة إلى بث البرنامج على الإذاعة بالتزامن مع عرضه على شاشة التلفزيون.