شجعني كثيراً الخبر الذي نشرته وكالة رويتر الخاص يوم الجمعة باعتراف الحكومة البريطانية بخطأ ارتكبته في الماضي وأقرت به الآن واعتذرت عنه الآن، والمتعلق بعدم تكريمها قتلى الحرب العالمية الأولى والثانية من الآسيويين والأفارقة الذين قاتلوا في صفوفها وماتوا من أجلها وذلك لأسباب عنصرية مقيتة.
جميل أن تراجع التاريخ وتقر بأن بعض القرارات التي اتخذتها حينذاك أثرت على الحاضر والمستقبل تأثيراً سلبياً، قد لا يغير هذا الإقرار بالخطأ شيئاً، فمن مات قد مات وكثير منهم لم تحتفظ بريطانا حتى بأسمائهم بل تم دفنهم دون اسم! ولكنه إقرار واعتراف بالحق كما قال بورس جونسن رئيس الوزراء البريطاني «إن مساهمات أفارقة وآسيويين ومنحدرين من منطقتي الكاريبي والشرق الأوسط حاربوا من أجل بريطانيا كانت «هائلة» وإنه شعر «بانزعاج عميق» من النتائج التي خلص إليها التقرير، وأضاف في بيان «نيابة عن الحكومة أقدم اعتذاري الصادق». إنه إقرار وإن جاء متأخراً إلا أنه وضع الأمور في نصابها الذي تستحقه.
علاقة مملكة البحرين مع بريطانيا علاقة تاريخية استراتيجية ووثيقة كانت ومازالت وستبقى مادامت المصالح المشتركة حاضرة وتفرض نفسها، والمراجعة التي نتمناها أن تحدث لقرارات اتخذت في الماضي قد لا تغير شيئاً في حاضرنا ولكنها مرة أخرى تضع الأمور في نصابها الذي تستحقه.
والأمر هذه المرة لا يحتاج إلى لجنة تقصٍّ أو باحثين ودارسين إو إجراء تحقيق كما فعلت هيئة الكومنولث لمقابر المحاربين، بل الأمر أبسط من ذلك بكثير، فالأرشيف البريطاني حافل بالعديد من الوثائق حول دور الحكومة البريطانية في فصل الزبارة عن تبعيتها للبحرين، وكثير من تلك الوثائق قرأتها بنفسي أثناء إعداد كتاب «قصة الصراع السياسي» وبعضها الآخر موجود في مذكرات تشارلز بلجريف الذي تحدث بإسهاب عن احتجاجات البحرين المستمرة، بل وبعضها وهذه هي المفارقة موجود في كتب قطرية أيضاً أكدت على أن الحكومة البريطانية هي من ساعدت «بن ثاني» على تمرده على من كان يعمل عندهم لجبي الضرائب وهم آل خليفة، وقدمت له الدعم العسكري في هجومه على القبائل البحرينية وقتلهم وتهجيرهم من بيوتهم وقلاعهم، ثم ساعدت بعد ذلك القوات البريطانية شركة النفط البريطانية «شيل» على رسم الحدود النفطية التي ستنقب فيها عن البترول، والتي بسببها انحازت الحكومة البريطانية «لبن ثاني» الذي وعدها بالترخيص للتنقيب إن هم ساعدوه بفصل الزبارة عن البحرين!
هو تاريخ لا يمكن محوه أو تغيره، وهي حقائق موثقة بأرشيفكم أوراقها معروضة لمن يريد أن يطلع عليها وليست سرية أبداً، إنما الإقرار بهذا الدور سيكون فقط إقراراً بأن الاقتطاع والفصل لم يكن حقاً لكم حينذاك ولا بعد ذلك، ولنتذكر فقط كيف هبت بريطانيا بأسرها مدافعة عن جزر فوكلند التابعة لبريطانيا وأرسلت جيوشها وقواتها الجوية للدفاع عنها حين فكرت الأرجنتين السيطرة عليها، بل شارك بتلك الحرب الأمير تشارلز بنفسه، وهي الجزيرة التي تبعد آلاف الأميال عن الجزيرة البريطانية الأم، والمبدأ واحد لكن الازدواحية في القرار هي سيدة الموقف!
من طرفنا نتمنى أن نجمع نحن كل ما هو موثق تحت عنوان «الدور البريطاني في فصل الزبارة عن البحرين» لا لفتح الجروح وتسميم الأجواء، إنما ذلك حق من حقوقنا التاريخية لا بد لأجيالنا الحالية والقادمة من أن تعرفه وتدرسه وتتعلمه وتعرف كيف حدث ذلك بالقوة ولم يفرط فيها بالخاطر ولم يتهاون الحكم في الدفاع عنها حينذاك، ويكفي أن تقرأ مذكرات بلجريف ليعرف كم حاول الشيخ سلمان بن حمد رحمه الله وبجدية عليه أن يثني الحكومة البريطانية عن قرارها لكنها قررت عدم الإصغاء للحق حينذاك.
جميل أن تراجع التاريخ وتقر بأن بعض القرارات التي اتخذتها حينذاك أثرت على الحاضر والمستقبل تأثيراً سلبياً، قد لا يغير هذا الإقرار بالخطأ شيئاً، فمن مات قد مات وكثير منهم لم تحتفظ بريطانا حتى بأسمائهم بل تم دفنهم دون اسم! ولكنه إقرار واعتراف بالحق كما قال بورس جونسن رئيس الوزراء البريطاني «إن مساهمات أفارقة وآسيويين ومنحدرين من منطقتي الكاريبي والشرق الأوسط حاربوا من أجل بريطانيا كانت «هائلة» وإنه شعر «بانزعاج عميق» من النتائج التي خلص إليها التقرير، وأضاف في بيان «نيابة عن الحكومة أقدم اعتذاري الصادق». إنه إقرار وإن جاء متأخراً إلا أنه وضع الأمور في نصابها الذي تستحقه.
علاقة مملكة البحرين مع بريطانيا علاقة تاريخية استراتيجية ووثيقة كانت ومازالت وستبقى مادامت المصالح المشتركة حاضرة وتفرض نفسها، والمراجعة التي نتمناها أن تحدث لقرارات اتخذت في الماضي قد لا تغير شيئاً في حاضرنا ولكنها مرة أخرى تضع الأمور في نصابها الذي تستحقه.
والأمر هذه المرة لا يحتاج إلى لجنة تقصٍّ أو باحثين ودارسين إو إجراء تحقيق كما فعلت هيئة الكومنولث لمقابر المحاربين، بل الأمر أبسط من ذلك بكثير، فالأرشيف البريطاني حافل بالعديد من الوثائق حول دور الحكومة البريطانية في فصل الزبارة عن تبعيتها للبحرين، وكثير من تلك الوثائق قرأتها بنفسي أثناء إعداد كتاب «قصة الصراع السياسي» وبعضها الآخر موجود في مذكرات تشارلز بلجريف الذي تحدث بإسهاب عن احتجاجات البحرين المستمرة، بل وبعضها وهذه هي المفارقة موجود في كتب قطرية أيضاً أكدت على أن الحكومة البريطانية هي من ساعدت «بن ثاني» على تمرده على من كان يعمل عندهم لجبي الضرائب وهم آل خليفة، وقدمت له الدعم العسكري في هجومه على القبائل البحرينية وقتلهم وتهجيرهم من بيوتهم وقلاعهم، ثم ساعدت بعد ذلك القوات البريطانية شركة النفط البريطانية «شيل» على رسم الحدود النفطية التي ستنقب فيها عن البترول، والتي بسببها انحازت الحكومة البريطانية «لبن ثاني» الذي وعدها بالترخيص للتنقيب إن هم ساعدوه بفصل الزبارة عن البحرين!
هو تاريخ لا يمكن محوه أو تغيره، وهي حقائق موثقة بأرشيفكم أوراقها معروضة لمن يريد أن يطلع عليها وليست سرية أبداً، إنما الإقرار بهذا الدور سيكون فقط إقراراً بأن الاقتطاع والفصل لم يكن حقاً لكم حينذاك ولا بعد ذلك، ولنتذكر فقط كيف هبت بريطانيا بأسرها مدافعة عن جزر فوكلند التابعة لبريطانيا وأرسلت جيوشها وقواتها الجوية للدفاع عنها حين فكرت الأرجنتين السيطرة عليها، بل شارك بتلك الحرب الأمير تشارلز بنفسه، وهي الجزيرة التي تبعد آلاف الأميال عن الجزيرة البريطانية الأم، والمبدأ واحد لكن الازدواحية في القرار هي سيدة الموقف!
من طرفنا نتمنى أن نجمع نحن كل ما هو موثق تحت عنوان «الدور البريطاني في فصل الزبارة عن البحرين» لا لفتح الجروح وتسميم الأجواء، إنما ذلك حق من حقوقنا التاريخية لا بد لأجيالنا الحالية والقادمة من أن تعرفه وتدرسه وتتعلمه وتعرف كيف حدث ذلك بالقوة ولم يفرط فيها بالخاطر ولم يتهاون الحكم في الدفاع عنها حينذاك، ويكفي أن تقرأ مذكرات بلجريف ليعرف كم حاول الشيخ سلمان بن حمد رحمه الله وبجدية عليه أن يثني الحكومة البريطانية عن قرارها لكنها قررت عدم الإصغاء للحق حينذاك.