لقد فضحت سياسة النظام الإيراني بتسريبات وزير خارجيته، فالنظام الذي تكون فيه الدبلوماسية في خدمة القادة العسكريين نظام فاشي، لا يعرف حسن الجوار، ولا يجيد التعايش مع الآخر، لأنه لا يؤمن سوى بمبدأ القوة البحتة، وفرض سيطرته على الأرض.فما تحدث به ظريف عندما نقارنه بجميع المواقف الإيرانية سنجد أنه يؤكد ما يحدث على أرض الواقع في جميع الدول التي تتدخل فيها إيران، ففي الوقت الذي يحاول العالم كله إصلاح الأوضاع باليمن وسط مبادرات عربية وأممية كثيرة يرد عليها بتصعيد من الحوثيين «عملاء إيران» بالهجوم المتكرر على مأرب وقتل الأطفال ومحاولات لانتهاك سيادة المملكة العربية السعودية المتكررة، لأهداف كلها جائرة.إن وقوع الولايات المتحدة في فخ المفاوضات مع إيران دون وجود رقابة عربية ورفع جزء من العقوبات ما هو إلا إضاعة للوقت، لأن العقلية التي تدير إيران ما زالت نفسها، فالبعض الذي شكك في قرار الرئيس السابق ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي يعرفون الآن من المتسبب في انسحاب الولايات المتحدة بعد تصريحات ظريف التي أكد فيها أن سليماني من سعى لتخريب الاتفاق من البداية بزيارته إلى روسيا التي كانت غير راضية عن الاتفاق، وقام باحتجاز البحارة الأمريكيين بالإضافة إلى الزورقين الذين كانوا عليهم وغيرها من التصرفات العدائية.وقد أكد ظريف أن موارد ايران في خدمة الحرس الثوري، ودائماً ما كان يتلقى تعليمات من سليماني أثناء أية مفاوضات بما يجب أن يطالب به، وما يجب أن يبتعد عنه، ورغم اعتراضه فقد تم استخدام الطائرات المدنية من أجل أهداف حربية في الصراع السوري.أريد لكل من يرغب في استنساخ النظام الإيراني في وطنه أن يسأل الشعب الإيراني نفسه هل هو راض عن هذا النظام الذي يبدد موارده من أجل أطماعه التوسعية؟ هل يرى ديمقراطية في من يعلق المشانق على الرافعات كما يحدث في الأحواز، وبعد أن ظهرت الحقيقة أن وراء تفجير بعض المزارات الدينية في العراق هي إيران نفسها، كي تلهب مشاعر بعض المغيبين، فهل يرى فيه أية مصداقية؟إن النظام الإيراني يستخدم من غرر بهم ليكونوا شوكة في ظهر أوطانهم فها هي إيران تتدخل في العراق ولبنان وسوريا واليمن، اسألوا أنفسكم كيف حال هذه الدول؟الحمد لله أننا نعيش في وطن يؤمن بالتعايش وحق الآخر، ويراعي حق الجوار، وما يثار ما هي إلا محاولات باهتة لتشويه الواقع الجميل الذي نعيشه، والتلاعب بمظلومية ليس لها محل من الوجود.إن الهدف الذي يجب أن يتكاتف الجميع من أجله هو كشف الحقيقة للعالم أجمع لنحمي مصالحنا ونحمي المكتسبات والتنمية المستدامة التي عمل عليها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وقيادته الرشيدة.