السنون تمضي فما بالك بالشهور والأيام، فكلها إلى زوال والفائز من فاز باغتنام المغفرة والخير في هذا الشهر العظيم.

انتهى شهر البركة ولكن البركة لن تنقطع عن هذه الأرض الطيبة والطاهرة والتي تكتب في كل يوم فصل من فصول العطاء والإحسان والتعاضد والتوادد بين مكونات المجتمع كافة.

انتهى شهر البركة وحرص من خلاله قائد الوطن على الالتقاء بشعبه ومواطنيه جرياً على عادة جلالته في هذه الأيام المباركة والعشر الأواخر من الشهر الفضيل، حيث ترك اللقاء السامي انطباعات الحب والولاء التي يجددها أهالي المحافظات في كل مناسبة وطنية ودينية ينالون من خلالها شرف اللقاء بقائد وباني نهضة الوطن الحديثة.

انقضى شهر البركة للعام الثاني على التوالي في ظل أزمة صحية ووبائية سجلت البحرين من خلالها نجاحات على كافة الأصعدة القيادية والطبية والتطوعية ومستوى الوعي الذي لفت أنظار العالم قاطبة.

انقضى شهر البركة وقد كشف لنا العديد من الحقائق الزائفة، وفي مقدمتها العناية الطبية المتقدمة لدول العالم الأول في مجال الرعاية الصحية ليتبين لنا أننا أكثر تقدم ورعاية لمواطنينا عن سوانا.

انقضى شهر البركة ودول كإيران ومن على شاكلتها لم يوقفها هذا الشهر عن سفك الدماء وإزهاق الأرواح ودعم الميليشيات الإرهابية وتنظيم الحروب بالوكالة في سوريا ولبنان واليمن والعراق.

هنيئاً لمن اغتنم المغفرة في هذا الشهر العظيم وهنيئاً لمن كان هذا الشهر بمثابة خط الرجعة والعودة لجادة الصواب والحق، وطوبى لمن لم يثنيه شهر الله عن الطريق الهادف إلى لم الشمل والعمل والبناء والنجاح، فمن لم يغتنم مثل هذه الأيام بالعمل الصالح لن تراه مغتنما لباقي أيام السنة.

ساعات تفصلنا عن عيد الفطر السعيد، ساعات وتبدأ معها تكبيرات صلاة فجر هذا اليوم المبارك َالذي ندعو من خلاله أن يعم السلام والأمن والصحة على جميع شعوب العالم، فنحن في هذه الجزيرة المعطاءة ليس في قلوبنا سوى الخير وذكر العطاء وحب الجميع ولا ننشد سوى السلام في مملكة يعج نشيدها الوطني بالدعوة إلى السلام والوئام ينعم أهلها بدستور وميثاق يرمز إلى الشريعة والعروبة والقيم.

كل عام والبحرين والعالم أجمع بخير وسلام وأمن وأمان، داعين الله عز وجل أن يرفع الغمة عن الأمة لتعود الحياة لسابق عهدها، وأن يأتي شهر رمضان القادم ونحن نستذكر قانون التباعد الاجتماعي ووباء كورونا بالفخر والاعتزاز لما قدمه الوطن من روائع الأمثلة في الوعي والرعاية والاهتمام.