نعت البحرين خلال الأيام القليلة الماضية عشرات الراحلين بينما تم رصد في الوقت ذاته أرقاماً قياسية تسجل للمرة الأولى منذ دخول الوباء إلى المملكة، حيث تصاعدت نسب المصابين يوماً بعد يوم، الأمر الذي يدعو إلى مراجعة المواطنين لأنفسهم وتحمل المسؤولية عمّا يجري من ارتفاعٍ حادٍ وتفشٍ للوباء بشكل لافت ومرعبٍ ومقلقٍ في آن واحد.
البعض أوعز زيادة الأعداد إلى استمرار رحلات الطيران، بينما البعض الآخر ألقى باللائمة على الوافدين والعمالة الأجنبية، في حين أن الأرقام والبيانات والإحصائيات تشير إلى عكس ذلك تماماً، فلغة الأرقام دائماً ما تكون صادقة وتصيب الحقيقة بشكل مباشر، فأعداد المصابين من القادمين من الخارج ضئيلة، ناهيك عن الاحترازات والفحوصات والإجراءات التي تتم لهم فور وصولهم وما يليه من حجر الزامي.
البعض الآخر رمى بالكرة إلى ساحة المجمعات التجارية والأسواق والمقاهي كونها تستقبل الجميع مما يساهم في التفشي داخل الأماكن المغلقة وبالتالي زيادة أعداد المصابين، بينما أشار غيرهم إلى أن زيادة الحالات هي نتيجة واقعية تسببت بها زيادة عدد الفحوصات اليومية العشوائية منها والموجهة.
وبين هذا وذاك فرأيي يختلف عن جميع وجهات النظر السابقة، لأعود إلى الوراء قليلاً وأستذكر معكم بداية دخول الوباء وكيف كان أبناء الوطن في غاية الالتزام وتحمل المسؤولية والاكتفاء بالخروج للمنزل في الحالات الضرورية فقط، كيف كانت الطرق والشوارع خاوية وهادئة، حينها كانت الأرقام لم تتجاوز المئات فقط، والوفيات تكاد تكون نادرة.
في ذلك الوقت كان الالتزام هو عنوان المرحلة، بينما الانفلات والاستهتار هو ما أدى إلى الزيادة المهولة والمخيفة في الأرقام التي بتنا ننتظرها في منتصف كل ليلة حتى نتداولها فيما بيننا بتعبيرات غاضبة مرفقة بها جمل اللوم وتحميل الغير للمسؤولية دون أدنى اعتراف بتسيبنا واستهتارنا.
العودة مرة أخرى إلى الالتزام بالوعي والحرص على عدم التجمع والخروج في حالات الضرورة والضرورة القصوى فقط هو الكفيل بانحسار هذا المرض وعودة الأرقام إلى ما كانت عليه، بل وأقل من ذلك، ولكن إن بقينا ننتحب بينما نحن غارقون في مخالفة التعليمات والإرشادات فستستمر أعداد المصابين بالازدياد.
فرفقاً بالكوادر الطبية، فالفريق الوطني بات يعمل بأقصى طاقته، وأبناؤنا في الصفوف الأولى مرابطون في المشافي والمحاجر ونقاط الفحص والمختبرات والمراكز الصحية، واقتربت ساعات العمل من اليوم الكامل دون راحة.
آن الأوان لنعود مجتمعاً واعياً كما كنا، وإن فتحت المجمعات فلنلتزم بعدم الخروج، وإن واصلت الرحلات الجوية فلنوقف رحلاتنا الشخصية بغرض السياحة، وإن كانت المقاهي تستقبل الزوار فلنحتسي قهوتنا بالمنزل، فمن غير الطبيعي إقفال كل تلك المحال التجارية التي يعتاش أصحابها على المدخول الشهري منها كونها باب رزقهم الوحيد، لكن من الطبيعي أن نلتزم بعدم الخروج حتى لا نفقد عزيزاً لدينا أو نتسبب في وجود فرد من عوائلنا في غرف العناية المركزة وتحت رحمة الأجهزة وغرف الإنعاش.
التزموا ولا تعيدونا إلى المربع الأول، الزموا منازلكم فهذا أقل ما يمكن تقديمه للفريق الوطني الطبي الذي قدم ولازال يقدم الغالي والنفيس من أجل صحتكم وسلامتكم.
{{ article.visit_count }}
البعض أوعز زيادة الأعداد إلى استمرار رحلات الطيران، بينما البعض الآخر ألقى باللائمة على الوافدين والعمالة الأجنبية، في حين أن الأرقام والبيانات والإحصائيات تشير إلى عكس ذلك تماماً، فلغة الأرقام دائماً ما تكون صادقة وتصيب الحقيقة بشكل مباشر، فأعداد المصابين من القادمين من الخارج ضئيلة، ناهيك عن الاحترازات والفحوصات والإجراءات التي تتم لهم فور وصولهم وما يليه من حجر الزامي.
البعض الآخر رمى بالكرة إلى ساحة المجمعات التجارية والأسواق والمقاهي كونها تستقبل الجميع مما يساهم في التفشي داخل الأماكن المغلقة وبالتالي زيادة أعداد المصابين، بينما أشار غيرهم إلى أن زيادة الحالات هي نتيجة واقعية تسببت بها زيادة عدد الفحوصات اليومية العشوائية منها والموجهة.
وبين هذا وذاك فرأيي يختلف عن جميع وجهات النظر السابقة، لأعود إلى الوراء قليلاً وأستذكر معكم بداية دخول الوباء وكيف كان أبناء الوطن في غاية الالتزام وتحمل المسؤولية والاكتفاء بالخروج للمنزل في الحالات الضرورية فقط، كيف كانت الطرق والشوارع خاوية وهادئة، حينها كانت الأرقام لم تتجاوز المئات فقط، والوفيات تكاد تكون نادرة.
في ذلك الوقت كان الالتزام هو عنوان المرحلة، بينما الانفلات والاستهتار هو ما أدى إلى الزيادة المهولة والمخيفة في الأرقام التي بتنا ننتظرها في منتصف كل ليلة حتى نتداولها فيما بيننا بتعبيرات غاضبة مرفقة بها جمل اللوم وتحميل الغير للمسؤولية دون أدنى اعتراف بتسيبنا واستهتارنا.
العودة مرة أخرى إلى الالتزام بالوعي والحرص على عدم التجمع والخروج في حالات الضرورة والضرورة القصوى فقط هو الكفيل بانحسار هذا المرض وعودة الأرقام إلى ما كانت عليه، بل وأقل من ذلك، ولكن إن بقينا ننتحب بينما نحن غارقون في مخالفة التعليمات والإرشادات فستستمر أعداد المصابين بالازدياد.
فرفقاً بالكوادر الطبية، فالفريق الوطني بات يعمل بأقصى طاقته، وأبناؤنا في الصفوف الأولى مرابطون في المشافي والمحاجر ونقاط الفحص والمختبرات والمراكز الصحية، واقتربت ساعات العمل من اليوم الكامل دون راحة.
آن الأوان لنعود مجتمعاً واعياً كما كنا، وإن فتحت المجمعات فلنلتزم بعدم الخروج، وإن واصلت الرحلات الجوية فلنوقف رحلاتنا الشخصية بغرض السياحة، وإن كانت المقاهي تستقبل الزوار فلنحتسي قهوتنا بالمنزل، فمن غير الطبيعي إقفال كل تلك المحال التجارية التي يعتاش أصحابها على المدخول الشهري منها كونها باب رزقهم الوحيد، لكن من الطبيعي أن نلتزم بعدم الخروج حتى لا نفقد عزيزاً لدينا أو نتسبب في وجود فرد من عوائلنا في غرف العناية المركزة وتحت رحمة الأجهزة وغرف الإنعاش.
التزموا ولا تعيدونا إلى المربع الأول، الزموا منازلكم فهذا أقل ما يمكن تقديمه للفريق الوطني الطبي الذي قدم ولازال يقدم الغالي والنفيس من أجل صحتكم وسلامتكم.