من دون الحاجة للتوقف طويلاً عند أسباب ونتائج المواجهة الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في غزة، لأنه من الواضح أن هذه المواجهة قد أكدت المؤكد مجدداً، وهو أنه لا حل إلا بتصفية الاستعمار الاستيطاني، والذي مهما امتلك من قوة وجبروت ودعم خارجي، فإنه لن يستطيع إخضاع شعب كامل إلى ما لا نهاية والاستمرار في تجريده من حقوقه الوطنية والإنسانية.
إن الانتفاضات المتتالية التي تلهب الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ العام 1982م ومروراً بانتفاضات 1987م -1993-2002م و2014م، ووصولاً إلى انتفاضة ومواجهة مايو 2021م قد فرضت على العالم أسماءها ومراجعها الرمزية «انتفاضة الحجارة - مسيرات العودة - انتفاضة الأقصى...»، وأكدت أن هذه المواجهات لن تنتهي إلا بوضع حد للاحتلال والظلم وابتلاع الأراضي وتهديم المنازل، وغيرها من الأفعال التي تعزز الإحباط والحقد.
إن هذه الانتفاضات «بالرغم من النقد الموجه إلى بعض الفصائل الفلسطينية» تأتي نتيجة حتمية لعنف القمع الإسرائيلي، ولجوئه المنهجي إلى القصف واستخدام الطائرات الحربية والمروحيات لضرب المدن والقرى الفلسطينية، وقتل المدنيين العزل. كما أنها تأتي نتيجة لفشل مسار أوسلو 1993م، الذي اقترح عزل شعب متمرد تحت الاحتلال، ووضعه تحت السلطة الفلسطينية، عندما اعتقدت إسرائيل أن في إمكانها تفادي تجدد الانتفاضات الشعبية، من خلال أوسلو، بعد فشل سياسة القمع الوحشي، حيث تبين أن إسرائيل لن تكون أقوى من نظام التمييز العنصري السابق بجنوب إفريقيا، ولا أقوى من الاستعمار الفرنسي للجزائر. فالروح الوطنية المستمرة التي زادها القمع والظلم وتجاهل العالم قوة وعنفواناً، قد ضربت حلم قيام إسرائيل الكبرى، وأنهت الحلم الذي حملته اتفاقيات أوسلو التي كانت إسرائيل تطمح من خلالها إلى ضمان السيادة الكاملة على الأرض والسيطرة على الحدود والمجال الجوي، والاحتفاظ بالمستوطنات.
إن هذه الانتفاضة الجديدة التي اندلعت في القدس، وقادت إلى المواجهة المسلحة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، لا تنفصل عن سيسيولوجيا الانتفاضات السابقة، إلا من حيث تأكد قدرة الفلسطينيين هذه المرة على توجيه ضربات موجعة للعمق الإسرائيلي، وإرباك الحياة في أهم المدن الإسرائيلية. فقد حلّ محل التعبئة المدنية الجماهيرية في وجه المحتل والتي يغذيها الشعور بالإحباط ووطأة الحياة اليومية لغالبية السكان، اعتقاد بأنه لا حل إلا بواجهة المحتل، وإجباره على القبول بالشرعية الدولية، خاصة بعد أن تداعت الآمال في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتوقف محادثات الوضع النهائي وفقاً لمبادئ الشرعية الدولية، وخصوصاً وفقاً للقرار 242 الذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب من الضفة وغزة والقدس الشرقية، وليس إلى التفاوض حولها، مثلما ترى إسرائيل وحلفاؤها.
باختصار، لا حل لهذه المعضلة، مثلما أشرنا في البداية، إلا بتصفية الاستعمار واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، على أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين، وإلا فإن دورة المواجهات سوف تستمر بلا هوادة من انتفاضة إلى أخرى.
إن الانتفاضات المتتالية التي تلهب الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ العام 1982م ومروراً بانتفاضات 1987م -1993-2002م و2014م، ووصولاً إلى انتفاضة ومواجهة مايو 2021م قد فرضت على العالم أسماءها ومراجعها الرمزية «انتفاضة الحجارة - مسيرات العودة - انتفاضة الأقصى...»، وأكدت أن هذه المواجهات لن تنتهي إلا بوضع حد للاحتلال والظلم وابتلاع الأراضي وتهديم المنازل، وغيرها من الأفعال التي تعزز الإحباط والحقد.
إن هذه الانتفاضات «بالرغم من النقد الموجه إلى بعض الفصائل الفلسطينية» تأتي نتيجة حتمية لعنف القمع الإسرائيلي، ولجوئه المنهجي إلى القصف واستخدام الطائرات الحربية والمروحيات لضرب المدن والقرى الفلسطينية، وقتل المدنيين العزل. كما أنها تأتي نتيجة لفشل مسار أوسلو 1993م، الذي اقترح عزل شعب متمرد تحت الاحتلال، ووضعه تحت السلطة الفلسطينية، عندما اعتقدت إسرائيل أن في إمكانها تفادي تجدد الانتفاضات الشعبية، من خلال أوسلو، بعد فشل سياسة القمع الوحشي، حيث تبين أن إسرائيل لن تكون أقوى من نظام التمييز العنصري السابق بجنوب إفريقيا، ولا أقوى من الاستعمار الفرنسي للجزائر. فالروح الوطنية المستمرة التي زادها القمع والظلم وتجاهل العالم قوة وعنفواناً، قد ضربت حلم قيام إسرائيل الكبرى، وأنهت الحلم الذي حملته اتفاقيات أوسلو التي كانت إسرائيل تطمح من خلالها إلى ضمان السيادة الكاملة على الأرض والسيطرة على الحدود والمجال الجوي، والاحتفاظ بالمستوطنات.
إن هذه الانتفاضة الجديدة التي اندلعت في القدس، وقادت إلى المواجهة المسلحة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، لا تنفصل عن سيسيولوجيا الانتفاضات السابقة، إلا من حيث تأكد قدرة الفلسطينيين هذه المرة على توجيه ضربات موجعة للعمق الإسرائيلي، وإرباك الحياة في أهم المدن الإسرائيلية. فقد حلّ محل التعبئة المدنية الجماهيرية في وجه المحتل والتي يغذيها الشعور بالإحباط ووطأة الحياة اليومية لغالبية السكان، اعتقاد بأنه لا حل إلا بواجهة المحتل، وإجباره على القبول بالشرعية الدولية، خاصة بعد أن تداعت الآمال في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتوقف محادثات الوضع النهائي وفقاً لمبادئ الشرعية الدولية، وخصوصاً وفقاً للقرار 242 الذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب من الضفة وغزة والقدس الشرقية، وليس إلى التفاوض حولها، مثلما ترى إسرائيل وحلفاؤها.
باختصار، لا حل لهذه المعضلة، مثلما أشرنا في البداية، إلا بتصفية الاستعمار واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، على أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين، وإلا فإن دورة المواجهات سوف تستمر بلا هوادة من انتفاضة إلى أخرى.