في خضم الحالة العامة من القلق والتوتر والحزن الذي نعيشه بسبب تصاعد أعداد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا (كوفيد 19)، تشهد البحرين حالة جيدة من الحراك المجتمعي والأهلي المتواتر لرفع مستوى الوعي العام والتقليل من آثار الجائحة.
ومن حسن الطالع حقيقة أن نتلمس مقداراً كبيراً من الوعي والإدراك لدى شريحة مهمة من شباب مملكة البحرين الذي بادر إلى التطوع من تلقاء نفسه في مختلف مجالات مواجهة الجائحة، لا يهم إن كانوا صفوفاً أمامية.. وسطى.. أم خلفية أو حتى وراء الكواليس.. جنوداً مجهولين.. خلايا نحل نشطة تعمل وتثابر وتواصل الليل بالنهار لرسم الخطط وتنفيذها وتقييمها.
وإن كان قد أتيح لي شرف المشاركة في بعض هذه الجهات والمساهمة في تنظيم وتنفيذ العديد من هذه الفعاليات، فيلزم علي أن أقولها شهادة للتاريخ بأن البحرين حُبلى بالشباب الملهم والمضحي وملأى بالعقول الشابة النيرة التي تعمل بصمت من أجل الوطن دونما انتظار مقابل أو شكر أو تقدير.
وجمعية الخالدية الشابية واحدة من مؤسسات المجتمع الأهلي التي كان لها بصمات واضحة في الفترة المنصرمة، إذ عمدت إلى إقامة العديد من الفعاليات والمؤتمرات التي لاقت صدى ليس محلياً فحسب وإنما خليجياً وعربياً أيضاً، وآخرها المؤتمر الصحي الإقليمي الأول للعام 2021 الذي يحمل وسم «نحو مستقبل آمن» وهو عنوان جاء في وقته تماماً حيث إننا جميعاً نحتاج لمن يطمئننا ويشرح لنا كثيراً من الأمور التي نجهلها ونحتاج لفهمها بحكم المرحلة ويستشرف معنا آفاق المرحلة القادمة.. فكيف إذا حصلنا على كل هذه الوجبة من المعلومات من خلال نخبة من الأطباء المتخصصين من مملكة البحرين وكافة أرجاء الوطن العربي الذين جمعتهم الخالدية على مائدة واحدة؟
ولعل من المفيد هنا أن نسلط الضوء على أبرز التوصيات التي توج بها هذا المؤتمر، وأهمها من وجهة نظري والتي أتمنى بالفعل أن يأخذ بها فريق البحرين الوطني لمكافحة جائحة كورونا هي تلك المتعلقة بتأسيس برنامج وطني متقدم للدعم النفسي، سواء للعاملين في المجال الصحي لمعالجة آثار الضغط المهني والمشاهدات الحية للمرضى المأزومين، أو للمرضى وعائلاتهم ممن عانوا من الأزمات الصحية الطارئة، وإدراج فحوصات الكشف المبكر للصحة النفسية ضمن الفحوصات الدورية للعاملين في المجال الصحي خصوصاً لمن هم في الصفوف الأولى.
إن هذا الأمر في غاية الأهمية ويجب الالتفات إليه مبكراً قبل أن نصحو لنجد أنفسنا قد تعافينا جسمانياً من آثار الجائحة، إلا أن نفسيات الكثيرين منا - وبخاصة العاملين بالصفوف الأمامية والفاقدين أحبتهم بسبب الجائحة - ستظل مريضة ومشوهة وبحاجة ماسة للعلاج.
كما أن من الأهمية بمكان تشجيع الاستثمار في بناء الصناعات الطبية المتقدمة والواعدة، كهندسة الأنسجة والطباعة الحيوية، والاهتمام بالطب البديل خصوصاً الطب الطبيعي والنتروباتيا، وتوجيه الشباب لدراسة أسسه ومبادئه والاعتماد عليه في علاج العديد من الأمراض التي يستحيل علاجها بالطب الحديث فضلاً عن التخصصات الهندسية الحيوية والتصميم ثلاثي الأبعاد.
* سانحة:
كشفت لنا هذه الجائحة الحاجة الماسة والحقيقية في أوطاننا للاهتمام بإدارات الموارد البشرية الصحية وتمويلها من منطلق الاستثمار في العنصر البشري كركيزة أساسية لكل المنظومات الصحية، والاعتماد على الكوادر الوطنية بشكل أكبر في كل دولة.
وبالتالي وجب العمل على إيجاد موارد بشرية صحية مستدامة قادرة على تقديم خدمات صحية متطورة، كمدخل رئيس للارتقاء بأداء القطاعات الصحية.
ومن حسن الطالع حقيقة أن نتلمس مقداراً كبيراً من الوعي والإدراك لدى شريحة مهمة من شباب مملكة البحرين الذي بادر إلى التطوع من تلقاء نفسه في مختلف مجالات مواجهة الجائحة، لا يهم إن كانوا صفوفاً أمامية.. وسطى.. أم خلفية أو حتى وراء الكواليس.. جنوداً مجهولين.. خلايا نحل نشطة تعمل وتثابر وتواصل الليل بالنهار لرسم الخطط وتنفيذها وتقييمها.
وإن كان قد أتيح لي شرف المشاركة في بعض هذه الجهات والمساهمة في تنظيم وتنفيذ العديد من هذه الفعاليات، فيلزم علي أن أقولها شهادة للتاريخ بأن البحرين حُبلى بالشباب الملهم والمضحي وملأى بالعقول الشابة النيرة التي تعمل بصمت من أجل الوطن دونما انتظار مقابل أو شكر أو تقدير.
وجمعية الخالدية الشابية واحدة من مؤسسات المجتمع الأهلي التي كان لها بصمات واضحة في الفترة المنصرمة، إذ عمدت إلى إقامة العديد من الفعاليات والمؤتمرات التي لاقت صدى ليس محلياً فحسب وإنما خليجياً وعربياً أيضاً، وآخرها المؤتمر الصحي الإقليمي الأول للعام 2021 الذي يحمل وسم «نحو مستقبل آمن» وهو عنوان جاء في وقته تماماً حيث إننا جميعاً نحتاج لمن يطمئننا ويشرح لنا كثيراً من الأمور التي نجهلها ونحتاج لفهمها بحكم المرحلة ويستشرف معنا آفاق المرحلة القادمة.. فكيف إذا حصلنا على كل هذه الوجبة من المعلومات من خلال نخبة من الأطباء المتخصصين من مملكة البحرين وكافة أرجاء الوطن العربي الذين جمعتهم الخالدية على مائدة واحدة؟
ولعل من المفيد هنا أن نسلط الضوء على أبرز التوصيات التي توج بها هذا المؤتمر، وأهمها من وجهة نظري والتي أتمنى بالفعل أن يأخذ بها فريق البحرين الوطني لمكافحة جائحة كورونا هي تلك المتعلقة بتأسيس برنامج وطني متقدم للدعم النفسي، سواء للعاملين في المجال الصحي لمعالجة آثار الضغط المهني والمشاهدات الحية للمرضى المأزومين، أو للمرضى وعائلاتهم ممن عانوا من الأزمات الصحية الطارئة، وإدراج فحوصات الكشف المبكر للصحة النفسية ضمن الفحوصات الدورية للعاملين في المجال الصحي خصوصاً لمن هم في الصفوف الأولى.
إن هذا الأمر في غاية الأهمية ويجب الالتفات إليه مبكراً قبل أن نصحو لنجد أنفسنا قد تعافينا جسمانياً من آثار الجائحة، إلا أن نفسيات الكثيرين منا - وبخاصة العاملين بالصفوف الأمامية والفاقدين أحبتهم بسبب الجائحة - ستظل مريضة ومشوهة وبحاجة ماسة للعلاج.
كما أن من الأهمية بمكان تشجيع الاستثمار في بناء الصناعات الطبية المتقدمة والواعدة، كهندسة الأنسجة والطباعة الحيوية، والاهتمام بالطب البديل خصوصاً الطب الطبيعي والنتروباتيا، وتوجيه الشباب لدراسة أسسه ومبادئه والاعتماد عليه في علاج العديد من الأمراض التي يستحيل علاجها بالطب الحديث فضلاً عن التخصصات الهندسية الحيوية والتصميم ثلاثي الأبعاد.
* سانحة:
كشفت لنا هذه الجائحة الحاجة الماسة والحقيقية في أوطاننا للاهتمام بإدارات الموارد البشرية الصحية وتمويلها من منطلق الاستثمار في العنصر البشري كركيزة أساسية لكل المنظومات الصحية، والاعتماد على الكوادر الوطنية بشكل أكبر في كل دولة.
وبالتالي وجب العمل على إيجاد موارد بشرية صحية مستدامة قادرة على تقديم خدمات صحية متطورة، كمدخل رئيس للارتقاء بأداء القطاعات الصحية.