سنؤجل المقال الثاني من «هل وصلت الرسالة؟» الذي يتحدث عن ذكاء الرئاسة المصرية الذي تجرأ واقتحم عقر دار الدراما المصرية من أجل مهام وطنية سامية، لنعلق على مقال الأحد «انتبهوا أيها السادة» رغم أن الاثنين يسيران في ذات السياق وهو التصدي للحروب غير التقليدية القادمة والموجة الثانية من الربيع العربي.
ما جعلني أعود للمقال هو وحدة وتناسق وتناغم ردود فعل كوادر مجموعتي إيران والإخوان التي بدت واضحة وجلية على مقال الأحد والتي تنم عن تغير في ذهنية الشباب التابع لهاتين المجموعتين.
مما يعني أن التمهيد للعمل المشترك قد تم، متى وأين؟ لم يعد مهماً، إنما وحدة الموقف المعلن من «حماس» ومن «إيران» من قبل المجموعتين واضح وضوح الشمس، فالإخوان باتوا يروجون بأن التعاون مع إيران أصبح أمراً مشروعاً من أجل نصرة «القضية الفلسطينية»، ويبرر فيها الأخوان ذلك التغير على الأقل في الظاهر من المواقف، أن خصومتنا مع إيران ممكن أن تؤجل ونركز الآن على عدونا الإسرائيلي، ولم يكن ذلك ليعلن من قبل أخوان الخليج قبل هذا اليوم، لكنك تستطيع أن تلمس هذا التغير من خلال وحدة ردود الفعل المناصرة للقيادة الحمساوية المتحالفة مع إيران، لتتأكد بأن ارتباط الإخوان في البحرين بالتنظيم المركزي مازال مستمراً.
أما بالنسبة لمجموعة إيران فما أحلى هذا التغير على قلبها، إنه زيادة في مجاميع يمكن استخدامها وقيادتها وتسييرها حين الحاجة تحت شعار نصرة القضية الفلسطينية!
لفت نظري أيضاً ذلك (الإيمان) المطلق والقناعة الراسخة عند البسطاء من المنتمين للفكر الأخواني بنزاهة القيادات «الحمساوية» والمنتشر عند من هم ليسوا من التنظيم، وهناك فرق، فهؤلاء مجرد (فانز) أي معجبي الفكر الأخواني لكنهم غير منخرطين بالعمل الحزبي، مشكلة هؤلاء مع الدولة أنهم يشكلون الحاضنة الشعبية لكوادر وأعضاء الحزب، مثلهم مثل العديد من (فانز) نظرية الولي الفقيه فهم كذلك لا ينتمون لأي حزب أو تنظيم لكنهم يشكلون الحاضنة الفكرية لكوادر الحزب، إذ يتحرك الحزبيون بحرية في المجتمع من خلالهم، ويجدون فيهم قلعة تحميهم وتدافع عنهم حين الحاجة و(جيشاً) احتياطياً بنفي عنهم التهم ويبرئهم منها.
لأعطي مثالاً على كيف يفكر هؤلاء (الفانز) الأخوانيون، فهم من فرط حبهم لأي شعار إسلامي ومن صدقهم وحسن نوايهم لا يمكن أن يتخيلوا أن من يرفع هذه الراية ممكن أن يخدعهم، أو يجرؤ على استغلالها، إذ أرسل لي أحدهم فيديواً يحاول أن يثبت بأن ما تم نشره من فاتورة كلفة إقامة «هنية» المسربة في فندق مندرين والتي بلغت مليون دولار هي فاتورة مزورة، ودليلهم بأن الفندق ليس به أربع أجنحة ملكية كما جاء في الفاتورة وأنه ليس هناك موظف اسمه سمير، وغيرها من براهين لا تنفي بأن هنية أقام في الفندق أو أقام في الجناج الملكي في وقت قصف غزة، بل تنفي أن الكلفة بلغت مليوناً!
دلائل التزوير التي تعلقتم بها لا تنفي أن هنية احتفل (بنصره) بعيداً عن شعبه ولم يجرؤ على الاحتفال بينهم خاصة أنهم كانوا مشغولين بانتشال جثث الأطفال هناك.
هذا البحث عن أي دلالة لتبرئة هذا السلوك دليل على أن الرغبة في نفي تهمة استغلال الدين تجعلهم لا يرون الصورة الإجمالية، فهنية لم يرفض الإقامة في فندق فخم خجلاً ومراعاة لضحايا الفلسطينيين بل قبل وتعشى واحتفل وكان آخر (السطه).
ومن أنكر الوثيقة الثانية التي تتحدث عن دفع إيران لتلك المصاريف لهنية في قطر، لم يكلف نفسه في الاستماع لهنية وهو يؤكد أن رواتبهم ومعاشاتهم ومكافآتهم تدفعها إيران، أي أن مبدأ أخذ المال من إيران موجود سواء دفعته لكلفة الإقامة القطرية أو لغيرها، بل نسي أن هنية قبل يد خامنئي!!
المهم أنهم يطالبوننا بمنع نشر تلك الوثيقتين إبراء للذمة، لكنهما لا يرون أن الوثيقتين لم تأتيا بجديد، ولم تكونا سوى جزء من صورة أكبر، ولا يرون أن أصحاب الصورة يؤكدونها ولا ينفونها.
من فرط حماسهم لإيران وللحمساوية انشغلوا في تبرئة الاثنين من (جريمة الاحتفال) في الدوحة ونسوا أن الاثنين يعلنان ويصرحان بالتعاون المشترك في كل محفل.
فأخونا الذي أوجعه قلبه على نشر فاتورة فندق مندرين المزيفة ليتك تنظر لمئات إن لم يكن لآلاف الفواتير المعلن استلامها من إيران وتسليمها لهنية!! (جات على فاتورة مندرين)؟ (ملاحظة: سنعود في مقال لاحق للحديث عن تملق هنية لبشار الأسد بأوامر إيرانية وتلك صدمة جديدة في سلسلة من التراجعات الإخوانية القادمة رضوخاً لإيران).
اصحوا.. كفى استغلالاً واستغفالاً لكم، لا تجعلوهم يتمكنون من عقولكم ليبقوا عليكم ظهراً وسنداً وقلعة يتحصنون بها، صدمتكم ستكون كبيرة حين تتكشف الوجوه، وتقع الواقعة والحديث هنا مازال للاثنين فانز الأخوان وفانز إيران، وهؤلاء نخاطب عقولهم لأنهم ليسوا منخرطين في العمل الحزبي، فلا تجعلوا من أنفسكم مطية بحسن نوايكم.
أما الكوادر النشطة في المجموعتين فإن تحركهما المنسجم والمتناسق والمتماهي مع بعضهم البعض فإنه يستدعي فرزها ورصدها ومتابعتها ومراقبتها سواء فيما بين بعضها البعض أو بينها وبين أفرعها الخليجية اتصالاً بالمراكز التنظيمية الحزبية الخارجية، فالإعداد والاستعداد للموجة الثانية قد لا يستغرق فترة طويلة إذ لابد أن يتم قبل انتهاء ولاية بايدن!
{{ article.visit_count }}
ما جعلني أعود للمقال هو وحدة وتناسق وتناغم ردود فعل كوادر مجموعتي إيران والإخوان التي بدت واضحة وجلية على مقال الأحد والتي تنم عن تغير في ذهنية الشباب التابع لهاتين المجموعتين.
مما يعني أن التمهيد للعمل المشترك قد تم، متى وأين؟ لم يعد مهماً، إنما وحدة الموقف المعلن من «حماس» ومن «إيران» من قبل المجموعتين واضح وضوح الشمس، فالإخوان باتوا يروجون بأن التعاون مع إيران أصبح أمراً مشروعاً من أجل نصرة «القضية الفلسطينية»، ويبرر فيها الأخوان ذلك التغير على الأقل في الظاهر من المواقف، أن خصومتنا مع إيران ممكن أن تؤجل ونركز الآن على عدونا الإسرائيلي، ولم يكن ذلك ليعلن من قبل أخوان الخليج قبل هذا اليوم، لكنك تستطيع أن تلمس هذا التغير من خلال وحدة ردود الفعل المناصرة للقيادة الحمساوية المتحالفة مع إيران، لتتأكد بأن ارتباط الإخوان في البحرين بالتنظيم المركزي مازال مستمراً.
أما بالنسبة لمجموعة إيران فما أحلى هذا التغير على قلبها، إنه زيادة في مجاميع يمكن استخدامها وقيادتها وتسييرها حين الحاجة تحت شعار نصرة القضية الفلسطينية!
لفت نظري أيضاً ذلك (الإيمان) المطلق والقناعة الراسخة عند البسطاء من المنتمين للفكر الأخواني بنزاهة القيادات «الحمساوية» والمنتشر عند من هم ليسوا من التنظيم، وهناك فرق، فهؤلاء مجرد (فانز) أي معجبي الفكر الأخواني لكنهم غير منخرطين بالعمل الحزبي، مشكلة هؤلاء مع الدولة أنهم يشكلون الحاضنة الشعبية لكوادر وأعضاء الحزب، مثلهم مثل العديد من (فانز) نظرية الولي الفقيه فهم كذلك لا ينتمون لأي حزب أو تنظيم لكنهم يشكلون الحاضنة الفكرية لكوادر الحزب، إذ يتحرك الحزبيون بحرية في المجتمع من خلالهم، ويجدون فيهم قلعة تحميهم وتدافع عنهم حين الحاجة و(جيشاً) احتياطياً بنفي عنهم التهم ويبرئهم منها.
لأعطي مثالاً على كيف يفكر هؤلاء (الفانز) الأخوانيون، فهم من فرط حبهم لأي شعار إسلامي ومن صدقهم وحسن نوايهم لا يمكن أن يتخيلوا أن من يرفع هذه الراية ممكن أن يخدعهم، أو يجرؤ على استغلالها، إذ أرسل لي أحدهم فيديواً يحاول أن يثبت بأن ما تم نشره من فاتورة كلفة إقامة «هنية» المسربة في فندق مندرين والتي بلغت مليون دولار هي فاتورة مزورة، ودليلهم بأن الفندق ليس به أربع أجنحة ملكية كما جاء في الفاتورة وأنه ليس هناك موظف اسمه سمير، وغيرها من براهين لا تنفي بأن هنية أقام في الفندق أو أقام في الجناج الملكي في وقت قصف غزة، بل تنفي أن الكلفة بلغت مليوناً!
دلائل التزوير التي تعلقتم بها لا تنفي أن هنية احتفل (بنصره) بعيداً عن شعبه ولم يجرؤ على الاحتفال بينهم خاصة أنهم كانوا مشغولين بانتشال جثث الأطفال هناك.
هذا البحث عن أي دلالة لتبرئة هذا السلوك دليل على أن الرغبة في نفي تهمة استغلال الدين تجعلهم لا يرون الصورة الإجمالية، فهنية لم يرفض الإقامة في فندق فخم خجلاً ومراعاة لضحايا الفلسطينيين بل قبل وتعشى واحتفل وكان آخر (السطه).
ومن أنكر الوثيقة الثانية التي تتحدث عن دفع إيران لتلك المصاريف لهنية في قطر، لم يكلف نفسه في الاستماع لهنية وهو يؤكد أن رواتبهم ومعاشاتهم ومكافآتهم تدفعها إيران، أي أن مبدأ أخذ المال من إيران موجود سواء دفعته لكلفة الإقامة القطرية أو لغيرها، بل نسي أن هنية قبل يد خامنئي!!
المهم أنهم يطالبوننا بمنع نشر تلك الوثيقتين إبراء للذمة، لكنهما لا يرون أن الوثيقتين لم تأتيا بجديد، ولم تكونا سوى جزء من صورة أكبر، ولا يرون أن أصحاب الصورة يؤكدونها ولا ينفونها.
من فرط حماسهم لإيران وللحمساوية انشغلوا في تبرئة الاثنين من (جريمة الاحتفال) في الدوحة ونسوا أن الاثنين يعلنان ويصرحان بالتعاون المشترك في كل محفل.
فأخونا الذي أوجعه قلبه على نشر فاتورة فندق مندرين المزيفة ليتك تنظر لمئات إن لم يكن لآلاف الفواتير المعلن استلامها من إيران وتسليمها لهنية!! (جات على فاتورة مندرين)؟ (ملاحظة: سنعود في مقال لاحق للحديث عن تملق هنية لبشار الأسد بأوامر إيرانية وتلك صدمة جديدة في سلسلة من التراجعات الإخوانية القادمة رضوخاً لإيران).
اصحوا.. كفى استغلالاً واستغفالاً لكم، لا تجعلوهم يتمكنون من عقولكم ليبقوا عليكم ظهراً وسنداً وقلعة يتحصنون بها، صدمتكم ستكون كبيرة حين تتكشف الوجوه، وتقع الواقعة والحديث هنا مازال للاثنين فانز الأخوان وفانز إيران، وهؤلاء نخاطب عقولهم لأنهم ليسوا منخرطين في العمل الحزبي، فلا تجعلوا من أنفسكم مطية بحسن نوايكم.
أما الكوادر النشطة في المجموعتين فإن تحركهما المنسجم والمتناسق والمتماهي مع بعضهم البعض فإنه يستدعي فرزها ورصدها ومتابعتها ومراقبتها سواء فيما بين بعضها البعض أو بينها وبين أفرعها الخليجية اتصالاً بالمراكز التنظيمية الحزبية الخارجية، فالإعداد والاستعداد للموجة الثانية قد لا يستغرق فترة طويلة إذ لابد أن يتم قبل انتهاء ولاية بايدن!