استكمالاً لمقال (هل وصلت الرسالة؟ 1) والذي ذكرت فيه اهتمام الرئاسة المصرية بمخاطبة الجماهير عبر الدراما من أجل تعزيز الهوية الوطنية وزيادة الإدراك والوعي بما يحاك لمصر وللدول العربية من حرب غير تقليدية تستخدم فيه قوة الجماهير لخلخلة الدولة من الداخل، أنصح بمشاهدة مسلسل «هجمة مرتدة» بل تلفزيون البحرين بشراء حق العرض حين يستكمل مدة الحصر على إم بي سي، فهذا المسلسل يلخص ما نكتبه نحن منذ 2011 إلى اليوم في مقالاتنا عن التخطيط والإعداد المسبق لما سمي بالربيع العربي من تدريب وتشبيك بين الكوادر المحلية مع أجهزة المخابرات الغربية تمهيداً لساعة الصفر في البحرين، قدمه المسلسل بكل مهنية واحترافية في قالب درامي وهو يطابق بالحرف ما حدث في مصر.
المسلسل يحكي كيف نجحت أجهزة الاستخبارات الأجنبية دون ذكر الدولة ولكن ذكاء المشاهد يستطيع أن يحدد من هي الدولة التي قالت لحسني مبارك عليك أن تغادر الآن! وكيف استقطبت أجهزة استخبارات أوروبية ومعها الموساد الإسرائيلي كوادر مصرية دربتها وأعدتها، وكيف مولت قطر عبر مكاتب قناة الجزيرة عناصر من الإخوان وشبكت بينهم منظمات عابرة للحدود وكيف نقلت منظمات حقوقية مكاتبها الرئيسية للقاهرة كي تعمل جميعها على تهيئة الأرضية لتفعيل «القوى الناعمة» في مصر لخدمة ساعة الصفر حين تنطلق الشرارة، بل والمساعدة على إشعال تلك الشرارة.
المسلسل يبدأ من عام 2007 أي إنهم يعدون ويدربون الكوادر ويؤهلون الأرضية ثلاث سنوات قبل الحدث، المسلسل يحكي كيف قامت إذاعة البي بي سي البريطانية وقناة الجزيرة القطرية ومعهما وكالات أنباء غربية بالاستحواذ على المشهد الإعلامي في مصر، كيف نقلوا المكاتب الرئيسية لمنظمات دولية ترفع شعارات التسامح والحقوق الإنسانية للقاهرة منذ 2008 كي تعمل لتقديم الدعم لحراك الشارع حين تنطلق الشرارة، وكيف بدأت تهيئ لذلك منذ عام 2007 في عواصم أوروبية شرقية كصربيا بإعداد الكوادر وانتقائهم وتدريبهم قبل نقلهم للقاهرة.
في تلك الفترة زادت حدة تهييج الشارع وافتعال الفتنة بين الأقباط والمسلمين، وزاد تذمر الناس من قضايا محلية بعضها مضخم وبعضها حقيقي، وتزامن ذلك كله مع تقارير استخباراتية مصرية عن نقل قوات داعش من العراق لسيناء كي تنشغل مصر بأكثر من جبهة.
لماذا مهم أن يشاهد المواطن البحريني هذا المسلسل؟
أولا، لأنها النسخة المصرية لما حدث في البحرين في نفس الفترة، فمنذ 2007 و 2008، نحن أيضاً نشطت عندنا ذات «القوى الناعمة» و برعاية الأحزاب الأمريكية والبريطانية والأوروبية بدعوى «دعم الديمقراطية» و «تمكين الأقلية» وانخرط فيها الكثير من البحرينيين بعضهم يعرف الأهداف واشترك معهم في التخطيط، كما شارك العديد من البحرينيين بحسن نية دون علم بما يحاك ويخطط.
من المهم أن نعرف ونفهم ونعي ونطلع على تجارب الآخرين في كيفية الوقوع في فخ الشعارات، ليعرف من غرر بهم أن المشروع كان دولياً وليس محلياً عفوياً، وأن قوى عظمى كانت تقف وراءه وتستغله كأداة وطبقته في الدول التي مر عليها الربيع العربي بالحرف وبالمسطرة ذاتها وليعرفوا كيف يمكن أن يكونوا أداة لمشروع دولي دون يخبرهم أحد!
أهم جملة قيلت في مسلسل «هجمة مرتدة» جاءت على لسان الموساد الإسرائيلي الذي كان له دور في أحداث 2011، حين قال أحد الضباط الإسرائيليين «بأن الثورة لم تحقق أهدافنا حين تنحى حسني مبارك» وحين سأله زميله لماذا وقد سقط النظام؟ رد عليه قائلاً «طالما الجيش بقي صامداً وطالما الخبز متوفر والأطفال يذهبون لمدارسهم والكهرباء والغاز تصل للمنازل، أي طالما أساسيات المعيشة موجودة، فالدولة ظلت باقية ومهمتنا فشلت، فهدفنا لم يكن إسقاط النظام، هدفنا كان إسقاط الدولة»!!!
الدراما تقدم الفكرة بلغة وأسلوب يصل إلى عامة الناس لا للنخب فحسب، أي تصل للوقود المستخدم في الحروب، فلا يهمنا أن نكسب الحرب باصطياد الرؤوس المدبرة فقط، بل يهمنا أن نحول بين المخططين وبين وقودهم أي بينهم وبين الجماهير وننزع الفتيل بينهما.
المسلسل يحكي كيف نجحت أجهزة الاستخبارات الأجنبية دون ذكر الدولة ولكن ذكاء المشاهد يستطيع أن يحدد من هي الدولة التي قالت لحسني مبارك عليك أن تغادر الآن! وكيف استقطبت أجهزة استخبارات أوروبية ومعها الموساد الإسرائيلي كوادر مصرية دربتها وأعدتها، وكيف مولت قطر عبر مكاتب قناة الجزيرة عناصر من الإخوان وشبكت بينهم منظمات عابرة للحدود وكيف نقلت منظمات حقوقية مكاتبها الرئيسية للقاهرة كي تعمل جميعها على تهيئة الأرضية لتفعيل «القوى الناعمة» في مصر لخدمة ساعة الصفر حين تنطلق الشرارة، بل والمساعدة على إشعال تلك الشرارة.
المسلسل يبدأ من عام 2007 أي إنهم يعدون ويدربون الكوادر ويؤهلون الأرضية ثلاث سنوات قبل الحدث، المسلسل يحكي كيف قامت إذاعة البي بي سي البريطانية وقناة الجزيرة القطرية ومعهما وكالات أنباء غربية بالاستحواذ على المشهد الإعلامي في مصر، كيف نقلوا المكاتب الرئيسية لمنظمات دولية ترفع شعارات التسامح والحقوق الإنسانية للقاهرة منذ 2008 كي تعمل لتقديم الدعم لحراك الشارع حين تنطلق الشرارة، وكيف بدأت تهيئ لذلك منذ عام 2007 في عواصم أوروبية شرقية كصربيا بإعداد الكوادر وانتقائهم وتدريبهم قبل نقلهم للقاهرة.
في تلك الفترة زادت حدة تهييج الشارع وافتعال الفتنة بين الأقباط والمسلمين، وزاد تذمر الناس من قضايا محلية بعضها مضخم وبعضها حقيقي، وتزامن ذلك كله مع تقارير استخباراتية مصرية عن نقل قوات داعش من العراق لسيناء كي تنشغل مصر بأكثر من جبهة.
لماذا مهم أن يشاهد المواطن البحريني هذا المسلسل؟
أولا، لأنها النسخة المصرية لما حدث في البحرين في نفس الفترة، فمنذ 2007 و 2008، نحن أيضاً نشطت عندنا ذات «القوى الناعمة» و برعاية الأحزاب الأمريكية والبريطانية والأوروبية بدعوى «دعم الديمقراطية» و «تمكين الأقلية» وانخرط فيها الكثير من البحرينيين بعضهم يعرف الأهداف واشترك معهم في التخطيط، كما شارك العديد من البحرينيين بحسن نية دون علم بما يحاك ويخطط.
من المهم أن نعرف ونفهم ونعي ونطلع على تجارب الآخرين في كيفية الوقوع في فخ الشعارات، ليعرف من غرر بهم أن المشروع كان دولياً وليس محلياً عفوياً، وأن قوى عظمى كانت تقف وراءه وتستغله كأداة وطبقته في الدول التي مر عليها الربيع العربي بالحرف وبالمسطرة ذاتها وليعرفوا كيف يمكن أن يكونوا أداة لمشروع دولي دون يخبرهم أحد!
أهم جملة قيلت في مسلسل «هجمة مرتدة» جاءت على لسان الموساد الإسرائيلي الذي كان له دور في أحداث 2011، حين قال أحد الضباط الإسرائيليين «بأن الثورة لم تحقق أهدافنا حين تنحى حسني مبارك» وحين سأله زميله لماذا وقد سقط النظام؟ رد عليه قائلاً «طالما الجيش بقي صامداً وطالما الخبز متوفر والأطفال يذهبون لمدارسهم والكهرباء والغاز تصل للمنازل، أي طالما أساسيات المعيشة موجودة، فالدولة ظلت باقية ومهمتنا فشلت، فهدفنا لم يكن إسقاط النظام، هدفنا كان إسقاط الدولة»!!!
الدراما تقدم الفكرة بلغة وأسلوب يصل إلى عامة الناس لا للنخب فحسب، أي تصل للوقود المستخدم في الحروب، فلا يهمنا أن نكسب الحرب باصطياد الرؤوس المدبرة فقط، بل يهمنا أن نحول بين المخططين وبين وقودهم أي بينهم وبين الجماهير وننزع الفتيل بينهما.