أمس طالبنا للحالمين بتكرار سيناريو 2011 أن يوجهوا ثلاثة أسئلة لثلاث جهات قبل أن يستروا في خروجهم للشارع بشعارات تسقيطية.السؤال الأول لرعاة الفوضى من «القيادات المحلية» هل ستختلف النتائج رغم تكرار السيناريو؟ السؤال الثاني لمن نجح في تنفيذ السيناريو ووصل للسلطة كالعراقيين واللبنانيين هل كانت النتائج مبشرة أم لا؟أما السؤال الثالث فلجماعتهم في البحرين إن كانوا يرغبون في إعادة سنياريو 2011 وتبعاته عليهم؟اليوم سنطالبهم أن يوجهوا سؤالهم الرابع للرعاة الغربيين، «هل ستدعموننا حتى النهاية أم ستتخلون عنا كما تخليتم عمّن سبقونا في 2011؟»لأنكم إن كنتم تعولون على ضغط أمريكي أو أوروبي أوعقد اتفاق نووي إيراني كي يحدث إرباك في البحرين وفوضى ويعود سيناريو 2011 مرة أخرى، فهذا صراحة «خداي مروبع» أي غباء مربع ومكعب أيضاً.إن كنتم فعلاً تعتقدون أن رعاة الفوضى الخلاقة السابقين ظلوا على ما هم عليه حتى الآن، أو كنتم تعتقدون أن الدول العربية ومنها السعودية والبحرين ومصر على ما هي عليه كما كانت قبل عقد من الزمان وكأن شيئاً لم يحدث فإن ذلك يؤكد أن جهلكم فاق كل التوقعات.لا البحرين ولا المملكة العربية السعودية اليوم كما كانت عليه عام 2010، ولا الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ولا حتى إيران كما هي في عام 2010.الضربة الأولى حين تلقتها البحرين والمملكة وخرجتا منها سالمتين علمتهما من الأخطاء الكثير فلن يكرر ذلك الخطأ من جديد ولا تقرؤوا بعض «اللين» خطأ حتى لا تتكرر سيناريوهات ثم تبكون على اللبن المسكوب.في المرة الأولى ضحك الرعاة عليكم ووجدوكم شباباً غراً ساذجاً، وضعوا لكم الشمس في اليمين والقمر في اليسار، أذكر كيف جاء فيلتمان يفاوض «زعيمكم» حول الأسطول الأمريكي إن كان سيبقى أو أنهم في حال تولوا السلطة سيلغون الاتفاق، وجلس زعيمكم حينها واضعاً رجلاً على رجل يطمئن فيلتمان بأنهم سيحترمون الاتفاقيات التي بين البحرين وأمريكا!! مسكين.قالوا لهم سنوليكم الحكم كما فعلنا بالعراق ولبنان واليمن، فهاجوا وماجوا وأخذوا الدولة على حين غرة، فذلك أصلاً معنى الخيانة، أن تأتيك من حيث تثق، والنتيجة لا داعي لذكرها فهي ماثلة أمام أعينكم.اليوم الوضع اختلف تماماً، المملكة العربية السعودية والبحرين -باعتبار استهدافهما واحد- لن يسمحا أبداً لكائن من كان أن يعبث بأمنهما فالمصير واحد، وهما على وعي تام بمغزى ومعنى أهمية البحرين للأمن العربي بأسرها، وأي «ضغط» من الرعاة الغربيين قد يحدث، سواء جاء على شكل تقارير، أو تصريحات فلن يحدث فارقاً ولن يهم، ذاك .. زمن «أوبامي» ولىّ إلى غير رجعة، في ذاك الزمن كان تصريح من سيئة الذكر هيلاري كلنتون يربكنا، أوباما إن قال اجلسوا معهم سمعنا، اليوم يقال لأي مسؤول أمريكي أو أوروبي يحاول أن يضغط على البحرين «أعلى ما في خيلك اركبه» فأنتم في مواجهة شعب البحرين الآن لا بمواجهة رجال الأمن فحسب، وهذا ما تدركه السفارة الأمريكية هنا في البحرين، هي تقرأ المتغيرات جيداً وتعرف أن البحرينيين هم حائط الصد قبل النظام لأمن هذا البلد.أما الإدارة الحالية الأمريكية وهي وإن كانت لذلك العهد السابق امتداد، إلا أنها جربت حظها بالضغط على السعودية واكتشفت صعوبة تلك السياسة، والأهم أنها جربت حظها في عز العهد الأوبامي وجاءها الرد البحريني ولا حاجة للتذكير!!البحرين تعلمت الكثير من المناورات السياسية التي تجعل مسألة الضغط غير واردة في الوقت الحالي، فلا يضحكون عليكم هذه المرة أيضاً ويقال لكم حركوا الأجواء واربكوا الدولة ونحن سندعمكم، قسماً بالله سيرمونكم على صخر كما فعلوا بمن سبقوكم.فاسألوا الأسئلة الأربعة قبل أن تتورطوا أكثر.