ودع منتخبنا تصفيات كأس العالم على الرغم من تلقيه خسارة واحدة فقط ويعتبر من أقل المنتخبات تعرضاً للهزيمة في التصفيات، ولكن في المقابل فقد رجال سوزا نقاط ثمينة وأهمها التعادل أمام هونغ كونغ ذهاباً والتي كلفتنا بشكل كبير الخروج بخفي حنين من التصفيات، ويجب البحث عن أسباب عدم التأهل لتفادي ذلك في الاستحقاقات القادمة بإذن الله.

ولكن قبل حديثي أود أن أؤكد أنني لست بصدد تبرير عدم تأهل الأحمر البحريني للدور الحاسم إطلاقاً، حيث إن وحدنا من يتحمل هذا الخروج الغير منتظر، ولكن من وجهة نظري أن نظام تصفيات في آسيا يحتاج إلى تغيير جذري في هيكلته لإعطاء فرصة لمنتخبات أكثر تحلم في الصعود لكأس العالم في ظل تطور الكرة الآسيوية، فمن غير المعقول أكبر قارة في العالم يصعد منها 12 منتخباً فقط للدور الحاسم.

ففي باقي القارات وعطفاً على مقاعدهم في كأس العالم ولكن أشاهدها أكثر أنصافاً من آسيا، فعلى سبيل المثال في قارة أوروبا هناك 55 منتخباً تم تقسيمهم على عشر مجموعات يتأهل أول كل مجموعة للمونديال، فيما يتأهل أصحاب المراكز الثاني للملحق الأوروبي يصعد الفائز في كل مباراة من الملحق للمحفل العالمي، وفي القارة السمراء ينافس 38 منتخباً تم توزيعهم على عشر مجموعات يتأهل أول كل مجموعة للمرحلة المقبلة، وبعدها يكون هناك دور فاصل للمنتخبات المتأهلة من خمس مباريات ذهاباً وإياباً يتأهل الفائز من كل مباراة لكأس العالم، كما أن قارتي أمريكا الجنوبية والكونكاكاف رغم قلة المنتخبات في القارتين ولكنها أكثر إنصافاً وعدلاً من آسيا، وهناك العديد من المنتخبات في هذه القارات أقل تصنيفاً من بعض منتخبات آسيا التي لم تتأهل للدور الحاسم ولكن تملك حظوظاً في التأهل من قاراتها حتى النهاية على عكس بعض منتخبات آسيا العنيدة والتي تودع مبكراً بسبب نظام التصفيات.

في المرحلة الثانية من التصفيات الآسيومونديالية كان من المفترض أن يتأهل منتخبين من المجموعات الثمانية للدور الحاسم، أي أن يكون هناك 16 منتخباً على أقل تقدير في التصفيات النهائية وبعدها يتم وضع آلية مناسبة لهذه المرحلة وأفضلها هو أن يتم توزيع المنتخبات على أربع مجموعات في كل منها أربع منتخبات يتأهل أول كل مجموعة للمونديال، بينما يتأهل صاحب أفضل منتخب يحتل المركز الثاني للملحق العالمي، وغيرها من الحلول والأفكار التي ممكن أن تكون تحت الدراسة وتطبق في المستقبل القريب، بحيث تعطي الأمل لأكبر عدد من المنتخبات لتحقيق حلمها في الوصول لكأس العالم.

أتمنى من معالي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم هذا الرجل الذي يعمل بكل مهنية للرقي بالكرة الآسيوية وجميع القائمين في الاتحاد الآسيوي، وفي ظل زيادة عدد المقاعد في مونديال 2026، أن يكون النظام أكثر إنصافاً ويعطي الفرصة لأكبر عدد من المنتخبات في المنافسة على التأهل للعرس العالمي.

* مسج إعلامي:

الآن لابد أن يصب منتخبنا تركيزه في التأهل لكأس العرب الذي سيقام نهاية العام الجاري في قطر تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث يتوجب علينا تخطي المنتخب الكويتي الشقيق في التصفيات التأهيلية والتي ستقام في الـ25 من الشهر الحالي، ويجب علينا الاستعداد جيداً لهذه المباراة ولا مجال في التفريط بها من أجل المشاركة في التجمع العربي الكبير، وفي حال تخطي المواجهة بإذن الله سيكون منتخبنا في المجموعة الأولى الصعبة بجانب كل من قطر والعراق والفائز من مواجهة عمان والصومال والتي هي أقرب لأبناء السلطنة، وكل التوفيق لمنتخبنا الوطني في هذه البطولة.