كانت يد الإنسان قديماً هي المعبر الأول في التواصل عما يجول في الخواطر، وعرف أجدادنا في المجتمع البحريني بالأعمال اليدوية المتقنة كمهن يقتاتون منها ويعملون عليها، واشتهرت مملكة البحرين بخصوصيتها لمجموعة غنية من الحرف اليدوية والتي تعتبر عناصر من التراث الثقافي الحي غير المادي، ولطالما يراودنا القلق بأن هذه الهوية الجمالية من الصناعات التقليدية هل ستستمر أم ستدرس أم ستورث أم سيأتي اليوم الذي ستنقطع وتندثر؟!
إن حرص هيئة البحرين للثقافة والآثار لتحقيق استدامة هذه الحرف والحفاظ عليها من الاندثار كونها عنصراً أصيلاً من عناصر التراث الوطني جاء مؤخراً متمثلاً في انطلاقة مشروع «صنع في البحرين» الذي انطلق من مركز الجسرة للحرف في العام الماضي 2020 ليعيد تكوين الهوية الوظيفية والبصرية للصناعات التقليدية والحرف اليدوية، إن لهذه الحرف من تاريخ عريق اشتهرت به البحرين على مدى حضارتها التاريخية القديمة وحتى يومنا هذا فهي جزء لا يتجزأ من هوية البحرين الأصيلة. والجميل أن معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أطلقت هذا المشروع من أجل الاهتمام بإبداعات الأيادي البحرينية والتي تطمح إلى ديمومتها ووصولها لنطاق العالمية.
مبادرة هيئة البحرين للثقافة والآثار هي مبادرة ثقافية سياحية تجارية وذلك من خلال تعريفها لهذه الحرف وتعميق وعي المجتمع بأهمية هذه الممارسات الإنسانية والاجتماعية، ولكن هل إذا تم دمج هذا المنتج اليدوي بشيء من الحداثة المعاصرة سيساعد على ديمومته؟ وهل من الممكن أن يكون عامل جذب للسياحة الداخلية والخارجية فيكون باباً تسويقياً للاطلاع على ما يوجد في البلد من مكونات ثقافية محلية أصيلة وعنصراً دبلوماسياً ثقافياً يؤدي إلى الشراكة العالمية.
تنوعت الحرف والصناعات اليدوية بمملكة البحرين باختلاف المناطق التي نشأت منها وهناك الكثير من هذه الحرف مثل سعف النخيل والنسيج والفخار والصناديق المبيتة والأزياء التقليدية كالنقدة والكورار والنقش على الجبس وصناعة السفن وهذه جميعها ما هي إلا انعكاس لحضارة البحرين العريقة وإرثها الإنساني.
نعم إن الحفاظ على هذه الثروة اليدوية ما هو إلا إبراز للواجهة الحضارية للبلد، والجميل والملفت للانتباه علماً بأن هذا الموقف تكرر علي أكثر من مرة وهو ارتداء معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وابنتها سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة شنطة يد مصنوعة بأياد بحرينية من سعف النخيل البحريني وسط حضور ثقافي عالمي خارج البحرين، وهما يحملان هذه الشنط من صناعة البحرين المحلية، وبكل فخر واعتزازا كبيرين بالهوية البحرينية ليكون مثالاً حياً للدبلوماسية الثقافية ومن خلال «صنع في البحرين».
جميل أن تكون ممارسات المسؤولين البسيطة دافعاً يعزز الصناعات الإبداعية البحرينية التقليدية ويحملونها إلى الآفاق العالمية الواسعة وذلك بدمجها بشيء من الحداثة لتترك بصمة في عالم الدبلوماسية الثقافية، وجميل أن نعرف قيمة ما نملك، فنحن لا نحتاج إلى أن تتبنى الشركات العالمية ما نصنع حتى يصبح ذا قيمة، فلنضع نحن القيمة لما نصنعه ونفخر به كي يقتنوه هم ويبحثوا عنه في كل مكان!
{{ article.visit_count }}
إن حرص هيئة البحرين للثقافة والآثار لتحقيق استدامة هذه الحرف والحفاظ عليها من الاندثار كونها عنصراً أصيلاً من عناصر التراث الوطني جاء مؤخراً متمثلاً في انطلاقة مشروع «صنع في البحرين» الذي انطلق من مركز الجسرة للحرف في العام الماضي 2020 ليعيد تكوين الهوية الوظيفية والبصرية للصناعات التقليدية والحرف اليدوية، إن لهذه الحرف من تاريخ عريق اشتهرت به البحرين على مدى حضارتها التاريخية القديمة وحتى يومنا هذا فهي جزء لا يتجزأ من هوية البحرين الأصيلة. والجميل أن معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أطلقت هذا المشروع من أجل الاهتمام بإبداعات الأيادي البحرينية والتي تطمح إلى ديمومتها ووصولها لنطاق العالمية.
مبادرة هيئة البحرين للثقافة والآثار هي مبادرة ثقافية سياحية تجارية وذلك من خلال تعريفها لهذه الحرف وتعميق وعي المجتمع بأهمية هذه الممارسات الإنسانية والاجتماعية، ولكن هل إذا تم دمج هذا المنتج اليدوي بشيء من الحداثة المعاصرة سيساعد على ديمومته؟ وهل من الممكن أن يكون عامل جذب للسياحة الداخلية والخارجية فيكون باباً تسويقياً للاطلاع على ما يوجد في البلد من مكونات ثقافية محلية أصيلة وعنصراً دبلوماسياً ثقافياً يؤدي إلى الشراكة العالمية.
تنوعت الحرف والصناعات اليدوية بمملكة البحرين باختلاف المناطق التي نشأت منها وهناك الكثير من هذه الحرف مثل سعف النخيل والنسيج والفخار والصناديق المبيتة والأزياء التقليدية كالنقدة والكورار والنقش على الجبس وصناعة السفن وهذه جميعها ما هي إلا انعكاس لحضارة البحرين العريقة وإرثها الإنساني.
نعم إن الحفاظ على هذه الثروة اليدوية ما هو إلا إبراز للواجهة الحضارية للبلد، والجميل والملفت للانتباه علماً بأن هذا الموقف تكرر علي أكثر من مرة وهو ارتداء معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وابنتها سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة شنطة يد مصنوعة بأياد بحرينية من سعف النخيل البحريني وسط حضور ثقافي عالمي خارج البحرين، وهما يحملان هذه الشنط من صناعة البحرين المحلية، وبكل فخر واعتزازا كبيرين بالهوية البحرينية ليكون مثالاً حياً للدبلوماسية الثقافية ومن خلال «صنع في البحرين».
جميل أن تكون ممارسات المسؤولين البسيطة دافعاً يعزز الصناعات الإبداعية البحرينية التقليدية ويحملونها إلى الآفاق العالمية الواسعة وذلك بدمجها بشيء من الحداثة لتترك بصمة في عالم الدبلوماسية الثقافية، وجميل أن نعرف قيمة ما نملك، فنحن لا نحتاج إلى أن تتبنى الشركات العالمية ما نصنع حتى يصبح ذا قيمة، فلنضع نحن القيمة لما نصنعه ونفخر به كي يقتنوه هم ويبحثوا عنه في كل مكان!